][ لِـمَ لا يـحـتـفـلـون الـيـوم ( 10-10-1429هـ ) بـالـوطـن ؟! ][
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أمد بعيد وفئام من ذوي العقول المستوردة ؛ يسترون أفعالهم القبيحة المبتذلة المشينة للوطن ، بردائه !
بطهارته !
بقدسيته !
[mark="009933"] بجلالة و هيبة و عظمة الكلمة التوحيدية التي احتضنها [/mark] ..!
وما نقله مسرح الحياة ؛ يغني دواتي عن تلطيخ خواطركم النيرة ، بذكر سوءاتهم .
طالما تأخر عن دوامه ، و طالما تعثرت – إهمالاً – في دراستها ، وكثيراً ما هتكوا قوانين المرور ، ونادراً ما خدموا مجتمعاتهم أو تعاونوا معها لرقيها ، كأضعف إيمان يقدمونه !
ومع كل ذلك ، تجد الواحد منهم لا ينسى يوم الوطن ، ليكمل حبيبات سنبلته النتنة بأقبح مظهر وأسوأ مخبر عن وطنه !
سنفخر بالوطن الدهر كله ، ولو كانت عظمة الحدث تستحق تخصيص يوم ما ؛ لاحتفلنا في أمسنا و يومنا و سابق العمر ولاحقه ، بل وحتى الغرغرة ، بالفتح المبين .. فتح مكة !
أما أولئك ، فكل سنتهم فساد و شقاق و ضجيج لا يغفره إلا ادعاء الوطنية في يومها الحافل !
أو هكذا يظنون !
و لا تزال فئة منهم تدندن حول حب الوطن ، وهو منهم براء !
وتجدهم بعد مضيه وقد طووا صفحة الوطنية على نية فتحها في اليوم 79 للوطن !!
وهو ما دفعني إلى كتابة هذه السطور ..
[mark="009933"] إيهٍ يا وطني [/mark] ...
كنتَ ولا زلت غصة في حلوقهم ، وأنت أدرى مني بنفاقهم !
حكوا عنك الفساد ، و نالوا من قدسيتك ، وتربصوا بك الدوائر !
ومن خلفهم يلهث الحاقدون ليزينوا لهم سوء العمل ، حتى تكون – يا طهر الأرض - كما الجميع !
وهيهات !
رأيتُ يا وطني عربياً يضرب كفيه يأساً و حسرة على اللباس المخزي في بلاده ، والذي وصل لأمكنة طلب العلم التي تقدسها كل الدول ،
ورأيت رجالك يمنعون خادمة آسيوية من دخول السوق بلا عباءة !
رأيت وطناً مسلماً يفخر بعدد مهرجاناته الصاخبة المختلطة الماجنة ،
ورأيت مسئولاً أقررته وقد منع من إقامة حفلات أبها الغنائية !
رأيت الأجانب قد سادوا و عاثوا في بلاد عربية مجاورة و فرضوا قيمهم ، بينما المواطن يبحث عن أسوأ الأماكن لينعم بعاداته ،
ورأيت أجانبك – في احترام متبادل- و قد سلموا الأمر لدينك و عاداتك ، في أسواقك و مجمعاتك و برك و بحرك !
مدرسة -أنت يا وطني- عجزت دونها صروح و جامعات ، بل ومدن !
ولاغرو ، فدستورك –من بينهم- كان ربانياً ، علوياً ، لا مكانة فيه لكلمة مخلوق !
وليهنأ أصحاب القوانين الوضعية بالعار الذي لحقهم جراء إقرارها ، والذي استحدث قوانين أخرى لتضبطها !!!
وإلا فهل يعقل أن يصل العجز والفوضى إلى إصدار قانون يمنع [ ...........] على الشاطئ ، في دولة مسلمة عربية !
نسأل الله العافية !
[mark="009933"] مصارحة أهمسها لوطني وحده [/mark]... !
امتلكت يا ملاذي الحبيب أسوأ المرافق العامة و الغير قابلة للاستعمال الآدمي : (
ومناطقك السياحية – جلها – متهالك ومزدحم و بسعر خرافي لا يضاهى : (
لا تملك ناطحات السحب ، و لا تتمتع بطبيعة خلابة ، و تكتنفك الصحاري !
أما الطامة الكبرى ، فهي امتلاكك لأسوأ و أقبح و أردأ مطار شاهدته في حياتي : (
والذي أعد لاستقبال أعظم وفد : (
وكم كان العالم الإسلامي يطمح إلى مكان طيب طاهر جميل ، يكافئ مهابة و جلالة الحجيج ..
ومع ذلك كله ، ستعجب يوم تعلم ؛ أن العالم يتقاطر إليك من كل حدب و صوب ، طمعاً في الخصوصية ،
طلباً للمحافظة ،
حباً في دينهم العظيم الذي امتثلت لأوامره ..
فهذه إحدى المغربيات تقول .. إنها و للسنة الثالثة تقضي إجازتها مع أسرتها في ربوعك ..
وتسأل عن ملاهٍ تضاهي تلك التي رأوها في أوربا ، لتغني أبناءها عنها !!!
ما اختاروا سواك يا وطني ، رغم وافر المال !!
أخبرك خبر ثانٍ ..
أنا عضوة في إحدى المواقع المحافظة ، ونتواصل مع أخوات من كافة أصقاع العالم لتسميع القرآن ..
من البوسنة ، و من أمريكا ، ومن كندا ، ومن المغرب العربي ، و والله لو أخبرك عن تعلقهم بك و حبهم لك لأرخصت لهم كل نفيس !
اتخذوك أسوة لهم ، يتأسون بك في كل شيء ، بل حتى في بعض الأمور التي لا تتعلق بالشرع !!
قد شغفتهم حباً !
وإنهم أمانة في عنقك ، فلا رسالة يتدارسونها و يأخذونها بعين الاعتبار إلا مذيلة باسمك !
ولعل المقام هنا مناسب لأقول لبعض الملوثين فكرياً ، ممن آتاهم الله البيان ، فكتبوا و نمقوا وأفصحوا لغرض التنازل عن القيم و العبث بالدين ، و إن من البيان لسحراً !!
مهما تنازل الوطن لأجل رغباتكم الدنيوية- و خصوصاً مع دوامتكم التي لا تنتهي- ؛ فلم و لن يبلغ مستوى الدول التي اغتررتم بها ، لأنكم تعلمون أن تقهقرنا ما كان من وصد بوابة الدين ، و أن تقدمهم ما كان عبر الانفتاح الشهواني البحت !!
بل إنكم تعلمون – قبل غيركم – أن النسب المهولة التي ترصدها تلك الدول من كافة الجرائم الأخلاقية ؛ قد بلغت رقماً مهولاً لم يكن عند سواها !
فليتكم – وهو بيت القصيد – تحافظون على ميزة وطنكم الوحيدة ، و لو من باب النفاق !
[mark="009933"]*[/mark] رنـد [mark="009933"]*[/mark]
__________________
قال الأعمش : حدثني عمرو ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ، ثم قال : اتقوا النار . ثم أعرض وأشاح ثلاثا ، حتى ظننا أنه ينظر إليها ، ثم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، [mark="0099FF"]فمن لم يجد فبكلمة طيبة[/mark] ] رواه البخاري .
|