[| يحيــى فقيـــه |]

(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))
إخوتي / أخواتي / الكرام : لو كان للخلق الحسن وجه لرأيت وجهاً جميلاً يٌفتتن الناس بجماله
ولو كان للخلق الحسن يداً لكان أكثر عطاء و إنفاقا
ولو كان للخلق الحسن لساناً لسمعت أصدق قولاً و ألطف حديثاً .
فالخلق الحسن هو أفضل ما يتزين به المسلم ، بل إن المسلم ليبلغ بحسن خلقه الدرجات العلى
قال عليه الصلاة والسلام " إن العبد ليبلغ بحسن خلقة درجة الصائم القائم " رواه الحاكم وصححه .
بل إن من أهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية تتميم مكارم الأخلاق قال صلى الله عليه
وسلم " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " رواه أحمد والحاكم
وفي خضم هذه الدعوة لتحلى بمكارم الأخلاق إلا أن هناك أخلاق مفقودة نحن بأمس الحاجة للوصول
إليها والبحث عنها لنتحلى بها ونعيش في وسطها ونستظل بظلها .
وقد جعلتها سلسلة من الأخلاق المفقودة كل حلقة نبحث عن خلق افتقدناه في أخلاقنا .

الخلق المفقود (( العفو والسماحة )) :

من منا لا يتمنى أن يكون في صندوق أخلاقه هذا الخلق العظيم
الذي سما بنفسه عالياً فقل وصول الناس إليه
ولو علم الناس ما في هذا الخلق من الفضائل وبفقده ما يترتب عليه من خسائر لنقبوا عنه في أعالي
الجبال وغاصو خلفه في المحيطات ليصلوا إليه بكل الوسائل .
فالكثير من الناس يظنواأن التحلي بهذا الخلق ضعف وسكينة وعدم القدرة على أخذ الحق .
والمساكين ما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا " رواه مسلم . فأي خلق هذا لا يأتي إلا بالزيادة .
ويكفي أصحاب هذا الخلق محبة الله لهم قال سبحانه
(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها
السموات والأرض أوعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين
عن الناس والله يحب المحسنين ))
وقد عد العلماء العفو هو حسن الخلق . قال شيخ الإسلام أبن تيمية ـ رحمه الله ـ وجماع الخلق الحسن
مع الناس أن تصل من قطعك بالسلام ، والإكرام ، والدعاء له والاستغفار ، والثناء عليه
والزيارة له ، وتعطي من حرمك من التعليم والمنفعة والمال ، وتعفو عمن ظلمك في الدم أو مال أو عرض
وبعض هذا واجب وبعضه مستحب ) انتهى كلامه رحمه الله .
ذلك هو خلق (( العفو و السماحة )) الخلق المفقود .
لقائي بكم يتجدد مع خلق مفقود من أخلاقنا .
أدع المجال لكم للتحدث عن هذا الخلق فكونه مفقود لم استطع أن أوفيه حقه .
تحياتي للجميع .