|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976
|
تأملات في مثال ـ ولله المثل الأعلى ـ في هذه التأملات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
( في صبيحة ذلك اليوم أنطلق هو وأسرته في سفر من مدينة إلى أخرى ) لم يكن في الحسبان أن تمر عليه ضائقة في الأسفار ، وبعد أن أبتعد عن الأنظار ... واختفت عن ناظريه الأقطار ، أنفجر عنده الإطار ، وانحرفت سيارته قليلاً عن المسار ، فنزل من سيارته ليعرف الأخبار ، فوجد السبب الذي من أجله ثار الغبار ... ثقب وجده في أحد الأكفار ، ذهب للبحث عن الأسبير والرافعة ومفتاح الإطار ، فلم يجدها وتذكر أنه نسيها في الدار ، فصاح بأعلى صوته هلك والله الصغار ... في هذه الصحراء والقفار . عندها تعطلت الأفكار .فسأل زوجته هل لدينا ما يكفينا من الطعام والشراب في هذا المسار ، فردت عليه قضى ما كان معنا قبل حادثة الإطار ... فوقف على قارعة الطريق يشير بيديه يطلب المساعدة من كل مار ، فلم يجد إلا نفسه في هذا المسار . فرجع إلى سيارته والبكاء يرتفع من الصغار ... فغضب الأب وبكت الأم وارتفع الشجار ، واستحكموا للواحد القهار ، وبعد سبع ساعات من الانتظار توقفت سيارة بعيدة عن الأنظار ، فترجل منها رجل يظهر عليه من هيئته أنه مختار .. فتقدم المختار ببطئ في الخطوات ، وأسرع صاحب السيارة يستقبله بالمسرات . فقال المختار سلامات سلامات . مالذي جاء بكم في هذه الطرقات . ... قال صاحب السيارة أغثنا قبل هذه التسأولات ، نريد ماءاً لإسكات هذه الأصوات من البنين والبنات ، فأحضر الرجل ما يسكت به تلك الصيحات ، فأنقذهم ــ بعد الله ــ من الممات . فقال المختار ما الذي جاء بكم في هذا المسارات ، ابتعدت كثيراً عن الديار والممرات وهذا الطريق لا يأتيه إلا من لا يعرف الطرقات ... قال صاحب السيارة الحمد الله الذي جاء بك يا مختار في هذه الأوقات ، فقال المختار الحمد لله سيارتي تحمل ما تحمله سيارتك من الإطارات ... أجلس مع أبناءك حتى أقوم بإصلاح التالف من الكفرات ، فقام المختار بواجب الكرم والشهامة و المروءات وكان ينتظر من صاحب السيارة كل الشكر والمجاملات ... فتقدم إليه صاحب السيارة بأقبح الكلمات ، وابتدره بالعديد من اللكمات ، حتى سقط مغشياً عليه في تلك اللحظات سؤالي : ما رأيكم فيما فعله صاحب السيارة من هذه التصرفات ؟ هل يستحق من المختار ما بذله له من المساعدات ؟ ألم يتذكر حال أبناءه و إشرافهم على الممات ؟ هل توافقونني بأن صاحب السيارة قليل الحياء بهذه التصرفات ؟ وأنه يستحق الضرب والتوبيخ والطرد من الأرض والسموات . الجواب : ستقولون بلسان الواحد صدقت صاحب السيارة قليل أدب ولا يستحق الرحمات وبدون شهامة ولا يستحق المعروف والمساعدات . ستكثرون في سبه ومقته بأبشع المسبات . هل أجمعتم على النيل من صاحب السيارة بأكثر مما قيل من كلمات ؟ ... أم أنكم مترددين بهذه الإجابات . ستقولون بلسان واحد نعم بل مجنون وكل كلمة سيئة يستحقها عبر هذه المقالات . طيب !!! طيب !! طيب ! رويدكم !!! هل رأيتم أحد يكيل على نفسه بالمسبات الجواب :طبعاً لا .. ثم لا .. يا صاحب المقالات . هل تسمحوا لي بأن أفتح المستور من المخالفات . أليس حالي وحالكم في تعاملنا مع رب الأرض والسموات .. يشابه حال صاحب السيارة والمختار في رد الجميل و نسيانه في أسرع الأوقات . والله وتالله وبالله لا أحد له فضل علينا كفضل الله على سائر المخلوقات . ضاق بنا ضرعاً تصرف صاحب السيارة مع المختار في تلك الصرفات . ونسينا حالنا في كثرة مخالفتنا مع فاطر الأرض والسموات . ألم نجد من الله كل النعم والخيرات ، فقابلناه بالمعاصي والسيئات ألم يتعجب ربنا من حالنا معه في إنزاله لنا من الخيرات ورفعنا له بالمقابل السيئات ألم يطعمنا من جوع ، ويسقينا من عطش ، ألم نكن عمياً فأبصرنا .. ألم نكن صماً فأسمعنا ، ألم يمنحنا الوقت لنزداد فيه بالطاعات ... وإذ بنا ويا للأسف نبارزه بالمعاصي و السيئات .. وكلما طالت أيامنا زادت آثامنا بالمخالفات . أمرنا بالمحافظة على الصلوات . أمرنا بطاعة رسوله في كل الأوامر والبعد عن المخالفات . فخالفنا الكثير من الأوامر والطاعات . بأسباب الكسل والشيطان والهواء والاتكال على الرحمات أليس حالنا حال صاحب السيارة الذي لم يقدر المعروف والنعمة التي قدمت إليه من المختار في أصعب اللحظات . بل حالنا أشد لآن صاحب السيارة لم يجد إلا معروف واحد من المختار أما نحن مع الله ففضله علينا لا تحصه الدقائق والساعات . (( عفوك الله عنا ، ما قدرناك حق قدرك ، ولا رجوناك حق رجائك )) ولله المثل الأعلى في هذه الكلمات .. ألقاكم في أطروحة جديدة . مع السلامة آخر من قام بالتعديل | يحيــى فقيـــه |; بتاريخ 02-11-2008 الساعة 05:48 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|