[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

أيام الاختبارات مساؤها سكون و هدوء و ملازمة للبيوت ، و صباحها ضجيج و صخب ، فما إن يُسلم الطالب أو الطالبة ورقة الامتحان ، و يخرجوا من مدارسهم ، يبدأ وقت ما بعد الاختبار و قبل صلاة الظهر ، حيث تشهد الشوارع صخبا و إزعاجا ، و ممارسات لكافة مظاهر المراهقة الخارجة عن الذوق و الخلق ، و هنا تأتي ممارساتٌ منبوذة شرعاً و عقلاً و عرفاً .

و من هنا شهدت هذه الأيام تصاعداً في معدل الجريمة و المخالفات مالم تشهده الأيام الأخرى حتى في الإجازات ، و في هذه الفترة أصبح للذئاب البشرية تواجد ملحوظ عند المدارس و في الطرقات العامة ، و أصبحوا يتتبعون الفتيات و الغلمان ، ليُدخلوهم في دوامات أودت ببعضهم إلى الانتحار و الضجر من الحياة ، و أوقعوهم في جحيم لا يُطاق ، و كل هذا نتيجة إهمال في المتابعة من أولياء الأمور لأبنائهم و بناتهم في هذه الأيام .

و قد تجد من أكابر هؤلاء اللصوص و المجرمين و المروجين ، من كانت هذه الاختبارات هي المنعطف الأول الخطير الذي منه تحول إلى معول هدم في مجتمعه ، و كذلك الفتيات منهن من عاشت تعاني مرارة الانحراف العاطفي ، و كانت أيام الاختبارات هي المسلك الوعر الذي بدأت منه و انطلقت إلى عالم الوحوش . حتى أن بعض العاطلين الذين اعتادوا على النوم و الدعة في ساعات الصباح الأولى ، يستيقضون في مثل هذه الأيام ليلتهم كل ذئب ما تيسر له من فرائس .

هنا أدعو أولياء الأمور إلى التنبه و اليقظة على مآسي الأولين من الذين أرداهم الإهمال في تلك الأوحال ، و عليهم أن يرشدوا من ولاهم الله أمرهم و يوجهوهم و يوعوهم ، و يقوهم من هذه المخاطر التي تعود بالضرر على أنفسهم و بيوتهم و مجتمعاتهم ، و بعد أولياء الأمور نتمنى من الجهات المسؤولة التعامل مع هذه الأيام بطابع خاصٍ يختلف عن غيره ، و ذلك بناء على ما عُلم من الأجهزة الأمنية و مراكز هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، أن هذه الأيام تشهد انفلاتا إلى حدٍ ما ، و كذلك لا ننسى الدور الذي يتعلق بالتربويين من مدرسي الحلقات و مشرفي الأنشطة التربوية في مثل هذه الفترة .

و هنا أتقدم بالشكر الجزيل و العرفان بالجميل لأمارة منطقة الرياض ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، و الذي عودنا أن يوجه منسوبي الأجهزة الأمنية إلى ضرورة التواجد عند كل مدرسة ، و هذه بادرة اعتدناها و آتت ثمارها ، و لا زلنا نطالب بمزيدٍ من هذه المبادرات .

أسأل الله أن يوفق الطلاب و الطالبات لما فيه صلاح دينهم و دنياهم .


أخوكم / عبدالله