[دعبل نجد]

اليوم : الجمعة .
التاريخ : 5 ــ 6 ــ 1430 هـ
المكان : العناية المركزة ــ مستشفى الملك فهد التخصصي .
الوقت : آخر ساعة من نهار الجمعة !!
الحادثة : خروج روح الشيخ محمد بن سابق الفوزان الى بارئها . .
السبب : مات غريقا !!


[poem="font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لكـ الحمد ياذا الجود يا خير معبود = ويا خير مسؤول ويا خير محمود[/poem]

لكـ الحمد وأنت للحمد أهل , لكـ الحمد لا يحمد على مكروه سواكـ . .

لكـ الحمد مهما استطال البلاء . .!
لكـ الحمد مهما استبد الألم . .
لكـ الحمد إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم !!

لكـ الحمد عندما تعطي , لكـ الحمد عندما تأخذ , لكـ الحمد على كل حال . .

أيها الاحباب , ,

عندما يموت عظيم تضيق الصدور , وتهمي العيون وتظلم الدنيا , ويبكي الرجال
عندما يموت رجل صالح ترثيه الارامل ويبكيه اليتامى وتؤبنه رياض المساجد ودفات المصاحف . .
في سبتنا الماضي وبعد ظهيرة ذلك اليوم , وقفت بريدة بأمرائها وعلمائها ووجهائها وأبنائها . . وقفت لتودع صاحب الأيادي البيضاء والذكر الحسن الشيخ محمد بن سابق الفوزان . . وقفت تودعه بالدموع والابتهال الى الله بأن يرفع مقامه في عليين ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة . .

[poem="font="simplified arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]الحزن يقلق والتجمل يردعُ = والدمع بينهما عصيٌّ طيِّعُ
يتنازعان دموع عين مسهَّدٍ = هذا يجيء بها وهذا يرجعُ
إني لأجبن عن لقاء أحبتي = وتحس نفسي بالحمام فأشجُعُ
أين الذي الهرمان من بنيانه = ما قومه ما يومه مالمصرع
تتخلف الآثار عن أصحابها = حينا ويدركها الفناء فتتبع
كنا نظن دياره مملوءةً = ذهبا فمات وكل دار بلقع
وإذا المكارم والصوارم والقنا = وبنات أعوج كل شيء يجمع
ألمجد أخسر والمكارم صفقة = من أين يعيش لها الهمام الأروع
والناس أنزل في زمانك منزلا = من أن تعايشهم وقدرك أرفع
ولقد أراك وما تلم ملمة = إلا نفاها عنك قلب أصمع
ويد كأن نوالها وقتالها = فرض يحق عليك وهو تبرع
يامن يبدل كل يوم حلة = أنى رضيت بحلة لا تنزع
مازلت تخلعها على من شاءها = حتى لبست اليوم مالا يخلع
ما زلت تدفع كل أمر فادح = حتى الأمر الذي لا يدفع[/poem]

نبكيك يا أبا عبدالله ونحن نرى الناس عامة مابين شاكٍ وباكٍ ومثنٍ عليك بخير وداعٍ لك وسائلٍ لك النجاة . .
نبكيك ونحن نرى الناس أجمعوا يطلبون لك المسامحة والمغفرة من الله لِما كان يتجلى لهم من خُلُقٍ ودين ومعاملة وإحسان ومعروف وسيرة حسنة . .
نبكيك ونحن نعلم أن ثناءهم دليل قوي وبرهان جلي على حسن حالك وطيب مآلك , كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في المسند ( يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار ) قالوا : بماذا يا رسول الله ؟ قال : ( بالثناء الحسن والثناء السيء ) . .
وكما جاء في البخاري عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة ) فقلنا : وثلاثة ؟ فقال : ( وثلاثة ) فقلنا : واثنان ؟ فقال : ( واثنان ) ثم لم نسأله عن الواحد . .

نبكي أياديك البيضاء . .نبكي سيرتك العطرة فلقد والله ضربت أروع الأمثلة في البر والصلة , والبذل والعطاء !!
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]من لا تشابهه الأحياء في شيم = أمسى تشابهه الأموات في الرمم
عدمته وكأني سرت اطلبه = فما تزيدني الدنيا على العدم[/poem]

سرنا في جنازتك تلك الجنازة المشهودة وذلك الجمع الغفير . .

[poem="font="simplified arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مشى الأمراء حوليها حفاة = كأن المرو من زف الرئال
وأبرزت الخدور مخبآت = يضعن النقس أمكنة الغوالي
أتتهن المصيبة غافلات = فدمع الحزن في دمع الدلال [/poem]

وقفنا في مشهد باك ونحن نواري جثمانك الثرى وألسنتنا تلهج " اللهم ثبته عند السؤال "

فإن تكـ في قبرٍ فإنكـ في الحشا

نبكيك !! لا بل نبكي انفسنا بعدك , نبكي حال اليتامى والأرامل , أما أنت فإن كنت ودعت هذه الدنيا فقد خلفت رجالا سيسرون بإذن الله على خطاك , وإن رحلت الى الدار الاخرة فقد قدمت عملا صالحا , , ونعم العمل . .



[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]صلاة الله خالقنا حنوطٌ = على الوجه المكفن بالجمال
على المدفون قبل الترب صونا = وقبل اللحد في كرم الخلال
أسائل عنك بعدك كل مجد = وما عهدي بمجد عنك خال
يمر بقبرك العافي فيبكي = ويشغله البكاء عن السؤال
نزلت على الكراهة في مكان = بعدت النعامى والشمال[/poem]


عزاؤنا لأبناء الشيخ وذويه وأرحامه وأقاربه وجيرانه
عزاؤنا لليتامى والأرامل الذين بكوه دما وألما وحرقه
عزاؤنا لكل من دمعت عينه على فراق ذلك الجبل الأشم
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون )