[محمد الدخيل]

*

بسم الله

يوم كنا صغارا كنا اكثر جمالاً ، كنا اقل هموماً ، كانت تغلب علينا البراءة ، كانت ايامنا مليئه بالبركة ، ساعاتها بطيئه لكثرة خيراتها ولحظاتها السعيده

التى لطالما تلذذنا ونتـلذذ بها مادمنا احياء ، ايام ذهبت بخيرها وشرها الضئيل ، ايام ذهبت بشخصياتها ذات النفوس الطيبه التي اصبحت

معضم هذه الشخصيات مجرد ذكرى ، واعظم هذه الشخصيات لدي أبي -رحمه الله - الذي رسم لنا حلاوة تلك الأيام بوجوده معنا

فرحمك الله والملتقى الجنه ،،

ايام ذهبت بجمالها الذي شمل جميع نواحي الحياه ، كانت مبدعه من الجانب الأجتماعي رائعه من الجانب الديني كانت قليلة الفتن واهلها ،

كنا نجد معنى التعاون الحقيقي فيها ، ، وبالرغم من انه كان يتخلل تلك الأيام بعض الحزن وعدم الرضى ولكن :

رب يوم بكيت منه فلما ***صرت في غيره بكيت عليه

اما ايامنا هذه ..

ايام ممحله ، ايام لامجال للسعاده فيها الا ماندر ايام يغلب عليها الهم والكدر وما اكثر مانسمع مايقال بلهجتنا العاميه ( طـفـش - ملل )

ولا نلام حينما نقولها لان ايامنا هذه تجبرنا على ان نـنـفه عن مافي انفسنا ونقول عبارات قد تخفف من غيضنا عليها

ولكن . . هذه هي سنة الحياه مايأتي من زمن الا والذي قبله خير منه ، كما روي عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال

ما من يوم ولا ليله ولا شهر ولا سنه الا والذي قبله خير منه سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وسلم ،،

فوداعاً ياتلك الايام ، وداعا لاني اجزم بأنه لن تأتي مثلها ابدا ،،،

واخيرا . . اقول كما قال ابو العتاهيه :

لئن كنت في الدنيا بصيرا فانما *** بلاغك منها مثل زاد المسافر
اذا ابقت الدنيا على المرء دينه *** فمـا فاته منهـا فلـيس بضائــر

غير متفآئل .. على غير العادهـ ..!

محبكم
محمد الدخيـل