[الأكاديمي]

رأيته يبكي بكاءً مريراً ويندب حظه العاثر الذي أوصله إلى هذه الحال فالدموع غطت معالم وجهه الوضيء حتى صاحب هذه الدموع نشيج يقطع القلب من الحسرة واللوعة جففت دموعه وشاطرته احزانه وقلت : ارفق بنفسك هل الخطب جسيم حتى يصدر منك هذا البكاء؟فأجابني بصوت منخفض :إنني …. ولم يستطع أن يكمل واستأنف البكاء صرخت به : أرجوك فقد قطعت نياط قلبي مالذي أصابك فقال بعد أن هدأ وتنفس الصعداء :إن لي أحبةً فارقوني بلا استحياء ٍولا خجل فارقوني غير مبالين بدموعي وأحزاني تركوني حتى بلا مؤنس إلا الله والآن تقول لي ماهذا الخطب الجسيم قلت له: حق لك أن تحزن وتبكي ولكن هل تعطيني من واقع أيامكم الماضية قال وعلى جبينه مظاهر التقطيب كانوا ينيرون داخلي بصلواتهم ويعطرون أسماعي بقرآنهم بل كانوا يحافظون على الصلاة المفروضة ويبكرون إليها فالوالد يصحب أولاده والأخ برفقة أخوانه الصغار ويحرصون على آدء صلاة التراويح و القيام كاملة هل تصدق أن بعضهم وهم الأخيار كانوا يعتكفون في جوانحي قاضين يومهم بقراء ة القرآن وإقامة الصلوات النافلة هنا في هذة الزاوية فلما نظر إلى مكانهم اجهش بالبكاء متذكراً أيامهم التي حفرت في ذهنه واقعاً لن ينساه .
أتدري من هذا الذي دار بيني وبينه هذا الحوار إنه: المسجد الباكي .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين