[النفس المتحررة]

( كتابي ) و( الإجازة ) و ( القراءة السريعة ) !!

نهم القراءة وحب الكتاب ومطالعته والنظر فيه والتأمل فيما يقدمه من معلومات وأفكار وثقافة يجذب شريحة كبيرة من المنهمكين في المطالعة والذين يتلذذون بدوام القراءة كما يتلذذ الجائع بالأكل أو العطشان بالماء .

جاءت الإجازة وبدأ البعض يخطط لها تخطيطا سليما والبعض عطلته خبط عشواء نوم وفرفشة وسفر وفي النهاية يخرج صفر اليدين فلا استفاد من الوقت الذي فرط فيه رغم نفاسته وأهميته .

يحتاج البعض منا إلى من يخطط له ومن يبرز له تجارب حية ومن يسهل له مايواجهه من عوائق حتى يظفر بشيء له قيمة يستفيد منها ويسير عليها .

البعض لديه مشكلة في التخطيط فهو يرى أن التخطيط هي تقيد للحرية بل هي روتين ممل يهرب منه ، فهو يخلط بين التخطيط وبين الجدية الصارمة ، فمن كان يخطط لايعني أنه لايفرفش ولا يسافر ولاينام ولا يتنزه هنا وهناك ، التخطيط هي رسم خطة ووضع هدف أو هدفين يحققهما في نهاية الإجازة .

أن تخطط لأن تقرأ فهذا لايعني أن تقرأ كل يوم أو أن تقرأ في كل فن أو أن تنقطع عن الناس بل يعني أن تضع لسته للكتاب أو الكتب التي تريدها وتجيد التعامل معها وتحبها وأن تأخذ ورقه وقلم وتكتب لسته بما تريد قراءته هكذا : 
1- كتاب في الأدب . مدة القراءة المقترحة ( اسبوع ) . تم قراءته ( نعم ) . ملاحظات ( الكتاب فيه كذا وكذا ) .

كثير ممن لم يتمرس على القراء يقرأ في البداية بحماس شديد ثم يمل وينقطع نهائيا عن القراءة ، والبعض يقرا صفحة ينام فهو لايقاوم ، والبعض يقرأ ويقول في نفسه لم أستفد شيئا ، وهكذا من العوارض التي تعترض من لازال في بداياته .

القراء هي شيء تراكمي مثل بناء البيت يبدأ لبنة لبنة ثم مع الوقت والصبر يكون لديك بيت جميل أنيق مرتب ، وهكذا القراءة تبدأ لا تحس بقيمتها مع الصبر والتأني والمثابرة يكون لديك رصيد جميل وفكر نير وتنطلق منها للغوص فيما لذ وطاب .

جربتُ القراءة وصبرتُ  عليها حتى زاد لدي الرغبة بأن أقرأ أكثر وأكثر ، فتعلمت القراءة السريعة وهذه لها قواعدها وطرقها الموجوده في الكتب وعلى الانترنت فصار الكتاب الكبير لايجلس بين يدي سوى ساعة أو ساعة ونصف ، وصارت الإجازة فرصة ذهبية لأن أقرأ ما لم أكن أحلم بأن أقرأه في هذ السرعة حتى بفضل الله أن قرأت في شهر واحد ( زاد المعاد خمس مجلدات ) في عشرة أيام ، و( أعلام الموقعين لابن القيم أربع مجلدات ) في عشرة أيام ، و( الفوائد لابن القيم مجلد ) في يومين ، و( اغاثة اللهفان لابن القيم مجلدين ) في ثمانية أيام ، هل تصدق أن هذه القراءة لم تأخذ سوى ساعتين في كل يوم ؟ 

قد يقول البعض إن القراءة السريعة ليست مثمرة لأنه لم يجرب فهو يعتقد أن القراءة البطيئة هي الصواب لأننا تربيناعليها وتتلمذنا عليها ، وأقول عليه أن يجرب ويغير قناعته ثم يحكم لأن الأحكام المسبقة هي مشكلة تربوية فكرية وعلينا أن نتعلم ونجرب ثم نحكم .

عليك بالإجازة أن تطلق العنان لمواهبك وحاول ثم حاول ولا تنظر للأخرين بل انظر لنفسك وحاول أن تبدأ وتطلق قواك الخارقة في التعلم والتدريب حتى لاتمر الإجازات عليك دون أن تخرج بأي فائدة فأنت تستطيع وتسطيع وتستطيع . تسطيع أن تقرأ وتتعلم لغة أجنبية ودورة في الحاسوب أو الإدارة وأن تسافر وأن تفرفش فقط ( خطط ) وأبدأ واكسر الحاجز . 


تحياتي