[أبوسارة اليامي]

(108)
علمتني الحياة : أن أجَسّدَ لغة التفاؤل في حياتي دائما وإن تعرضت لشيئ فيها من المواقف السلبية – ولا يسلم أحد من ذلك - فالحياة لا تستحق الكفاح إلاّ بالمقاومة والعمل الجادّ في تحقيق الأمنيات وحسبي هنا أني – والحمد لله – بدأت أرفض الوقت والتأريخ الذي يتسلل من خلاله القنوط والكسل على فكري – تلقائيا - لئلاّ أكون أداة لتقوية معيار اليأس والإحباط – أيضاً - في نفوس الآخرين فيصبح الحديث معي أثقل من أحد فما أروع سياج الإنجاز وتحدي الحياة بلغة التفاؤل والإستمرارية في الوصول إلى الغايات الكبرى .
الأربعاء الموافق : 16 / 10 / 1432هـ


(109)
علمتني الحياة : أن الكثير من الإنجازات التي نستمتع بها وبسماع قصص أصحابها وسبب نجاحها بعد – توفيق الله – إنما يكمن في خيالهم الواسع من جهة الأماني – كمرحلة أولى - والسعي خلف إيراداتهم الحسية والمعنوية - مرحلة ثانية - وهذا يعني أنه بإستطاعتنا – بإذن الله – أن نورد الإحتمالات الواردة في حياتنا – مثلهم – حتى نحقق ذلك النجاح والتفوق وفي أعقاب تلك التجارب تلد النتائج المتميزة – بإذن الله - فضلاً عن جودة الإنتاجية وزيادة الفعالية في شؤون الحياة وهذا يتفاوت بتفاوت الهمَّ الداخلي في العمل لإنشاء الخطوة الأولى ومن ثمَّ الإيتعاد عن البعثرة الإنتقائية في المسيرة .
الخميس الموافق : 17 / 10 / 1432هـ

( 110 )
علمتني الحياة : أن فقه المزاح مع الأصدقاء يحتاج منا إلى تريث قبل أن نصبح رقما مهمشا في نفوسهم فلا نمثل شيئا نتيجة لما يبدر منا وهذا ما أطلبه من كل أحد ألاّ يجعل من نفسه خفيف الدم في كل وقت ظنا منه أن كل الظروف مهيئة له في التطاول على صاحبه ( من باب الميانة ) كما يقول البعض فالناس يتباينون في مشاعرهم وظروفهم فعلينا أن ندرك ذلك في نفوسنا عند المزاح لئلاّ نقع في حرج منهم يسؤونا - لا سمح الله - فالمرء لا يملك أغلى من شخصيته ودوره هنا هو الدفاع عنها بكل مايملك فهل فهمت هذا اليوم ياصاحبي عفا الله عنك؟ أتمنى ذلك.
الإثنين الموافق : 21 / 10 / 1432هـ


( 111 )
علمتني الحياة : أنه - وللأسف – ثمة شخصيات ( مجهولة الحال والمآل ) مازالت أفكارها تعيش تحت ظلال من ثقافة ( الفراغ الفكري ) وقد بدأت تطير مشاريعها – السيئة - في الآفاق بوجه جديد وعلى غير مثال سابق من التطاول على مسلمات العقيدة والدين وإعطاء الناس جرعات في الجرأة على ذلك الطرح وكأنه قابل للنقاش والمساومة وعند التحقيق سنجد تلك الأقلام تسير وفق أفكار مضطربة في منهجها - شعرت بذلك أم لم تشعر - خا...صة في تقليد أرباب البدع والخرافات الفكرية من وضع الثوابت محل تجارب لأقلامهم وماتمليه عليهم أفكارهم وهذا مايوحي لكل عاقل أن أصحاب تلك العقول بدأت في تعدي الخطوط الحمراء شرعا فكل من سلم للنصوص الشرعية - وأجزم بهذا - لا يطرق لفؤاده شك من خطر مانشرته أيديهم فاللهم ارزقنا الفقه في الدين والعلم في أحكامه بفهم العلماء الربانيين .
الثلاثاء الموافق : 22 / 10 / 1432هـ

( 112 )
علمتني الحياة : أن الواحد منا يسير في هذه الحياة دون أن يشعر بأن الظروف تتقاذفه – بقدر الله - من كل الجهات فلا يعرف مستقرها ولا مستودعها إنما يتوخى الحذر في سيره ومع ذلك فإننا - نحمد الله - على ما جاءت به الأقدار ولعلَّ اختلاق ساعة من القراءة المتأنية في جوٍّ يمتلئ بالهدوء والسكينة والإستشارة – أيضا - يضفي - بإذن الله – على تلك الظروف ببعض القرارات الصائبة حتى لا نقع في الفوضى – لا سمح الله - فنطرق مسلكا جديدا من الحيرة والتردد الملازمان للفرد وبالتالي سعة الإطلاع ونفاذ الرؤية الواسعة عنده تبدأ في الإنكماش على ذواته فلا يستطيع تحريك ساكنا فاللهم يسر أمر كل سائر واحلل عقدة من قد أعياه التفكير في شأنه .
الأربعاء الموافق : 23 / 10 / 1432هـ

( 113 )
علمتني الحياة : أن الهجوم على من خالفنا واتهامه في كل مرة بما ليس فيه - فضلا – عن الردود المشحونة منا عليه تعطي تصورا واضحا بأننا – في الغالب - بدأنا نحتل أفكارا عدائية ورفض كل المعاني الإيجابية منه خاصة من الذين لا يسيرون وفق أفكارنا – الشخصية - والحق أن العدل بلسم الفكر والفؤاد ومع ذلك أصبح يغيب في كتابات البعض – إلا أن يشاء الله - ليأتي مكانه التعميم الخاطئ نتيجة ذلك وكلام ربنا سبحانه يقول ( اعدلوا هو أقرب للتقوى) [المائدة:8]
فهل نخصع للعدل الشرعي سلامة لقلوبنا ورحمة بالمجتمع ؟ أتمنى ذلك .
السبت الموافق : 26 / 10 / 1432هـ

( 114 )
علمتني الحياة : أنه لا سبيل لكل من نحب إلاّ بإشباع نظرنا إليه والإنجاز لكل مامنه يزيل همَّه وهذا ما كنت أتمناه – والله أسأل تحقيق ذلك – لوالدتي الغالية نبض فؤادي وفكري بعد أن أعياها التعب – بقدر الله - من وعكتها الصحية الملازمة لها منذ زمن ولو تركت المشاعر تكتب وتفيض بما يجول ماجاء الوفاء على ماكنت أطمح ولو عُشر العُشر ولكن ياوالدتي سأترك منظرك وأنا أراك تقاومين الألم – بعد فعلك للسبب – وألتجئ للدعاء فهو القريب سبحانه وسأترك تأريخ قدومي لك في نجران ( الأحد : 27 / 10 / 1432هـ ) كناشة يكتب الزمن فيها بقدر الله إستعدادي التام للتضحية بأي أمر يكون منه - بقدر الله - أن تتمتعين بالصحة والعافية بإذن الله .
ابنك البكر : علي .
الأحد الموافق : 27 / 10 / 1432هـ

إلى هنا يقف القلم حائرا في رقم سطور الوداع المؤقت لظروف طارئة لا ملجأ ولا منجأ منها إلاّ بالله - سبحانه - وسأعود - بإذن الله - وأعتذر من الإخوة والأخوات من عدم قراءة مشاركاتهم الرائدة في بابها لظروف أدرجتها لكم في ثنايا دروس الحياة .
محبكم : علي بن مسفر لسلوم اليامي ( أبوسـارة ).