|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
الخروج من نفق الماديه الدنيويه الى حيز الفضيله والربانيه
مدخل اراهم احيانا يخرجون مع العصافير من بيوتهم الى اعمالهم .. استغرب هل هم معنا ام انهم ضيوف في وقت لا تنزل الضيوف على الاقارب في البيوت .. الحقيقه المره انهم ساكنون معنا .. لكنهم لا يشهدون الجمع ولا الجماعات انهم دنيويون يعيشون لانفسهم ولا يعيشون لربهم ولا لفضليه ولا لاحسان ولا لجماعه يعملون الليل والنهار من اجل كسب الدينار والدرهم .. اذا سلمت لهم المأكل لا ييسألون عن الناس ولا عن دين ولا عن رب ولا عن فضيله التسميه الدنيويون .. الدهريون .. الماديون .. التعريف هو من يعيش لنفسه و لدنياه وحظه وهواه ولا يسأل عن خلق ولا دين ولا جماعه يعيش لنفسه اي ليحقق ما يحبه ويرجوه ويشتهيه يعيش لدنياه اي ليحقق اكبر قدر ممكن من الاموال والمتع والشهوات والهوى هو ما تميل اليه النفس من الشهوات التقسيم والناس اربعة اقسام في محور الحياة من يعيش لنفسه فهو يميل مع الهوى اينما مال وهو من الباحثين عن المتعه والشهوه من يعيش لربه ودينه هو يحكم دينه في كل حياته وهو من الربانين الباحثين عن رضى الرب من يعيش لاخلاقه اي يسعى للفضائل وهو من الكماليين الباحثين عن الهويه من يعيش لجماعته اي يسعى لرضى الجماعه ويحافظ على السلوم والعادات فصار عندنا اربعه انواع من البشر بحسب مركز الحياة (( شهواني مادي .. اخلاقي فضائلي .. اجتماعي عرفي محافظ .. رباني متأله )) التعليل ان الانسان يعيش ويربى على شي فيحافظ عليه مدى عمره والوجدان محايد كما يقول يوسف اسعد فهو يتبلور على الخير او على الشر على النافع او على الضار فمن تبلور وجدانه على ان يعيش لنفسه فقط بحكم التربيه .. فلن يعيش الا لنفسه فيدرس ويتعلم ويعاشر الناس لاجل نفسه ونجاحه وحظه وشهواته .. ويعيش اولاده على هذا الامر فيتعلمون ويعملون في اي مكان من اجل الحظ والهوى والشهوه والدين عنده شي موسمي له شهر او ايام معينه .. شعائري طقوسي لم يصل الى العقل والنفس بل لا يتعدى الجسد والعواطف الموسميه في اوقات الحزن والاعياد .. وكل يوم يتأكد ان العيش في نطاق النفس هو السبيل الوحيد لنيل حياة كريمه .. ويرى بأم عينه ان الناس يعيشون لانفسهم ويصاحبونه لاجل مصالحهم ومنافعهم التشبيه القران ضرب مثال للذي يعيش على شي ضار ويعتقد انه نافع بالضمأن في البريه يسعى خلف السراب فاذا وصل اليه لم يجد شي .. وهكذا الدنيا هي كالسراب لانها حظوظ عاجله وشهوات ضائعه ومتع زائله والسنه شبهت السعى خلف الضار الدنيوي بالدابه في مرعى اخضر فيه نباتات نافعه وضاره .. فتأكل الدابه حتى يمتلي بطنها .. ثم تصاب بالحبط اي انتفاح البطن بالاكل فتمرض وتموت .. او تخرج النبات السام من بطنها قبل ان تصاب بالمرض وهكذا السعى خلف الدنيا بصورة محمومه يقتل ولا بد .. والحكماء شبهوا الانشعال بالدنياء بالانشغال بالتراب عن الجواهر .. والشافعي شبهها بجيفه عليها كلاب همهن اجتذابها فلم ارها الا جيفة مستحيله .. عليها كلاب همهن اجتذابها وابن القيم شبهها بالمسافر يحمل في جرابة التراب فهو يثقله ولا ينفعه ومنهم من شبهها برجل في البريه هرب من سبع ضار الى بئر عميقه وتعلق بحبلين ممدودين في البيئر .. وفي اسفل البئر حيات وعقارب وفي اعلاه جرذي اسود وجرذي ابيض يأكلان الحبال التى يتعلق بها وأمامه عسل .. فأخذ يأكل من العسل وغفل عن الحيات في الاسفل وعن الجراذي التى تأكل الحبال قالوا البئر هي الدنيا .. والفرار من السبع هو الخروج من الرحم الى الحياة والحبال التى تعلق بها هي الايام والليالي والعمر .. والجرذي الابيض هو النهار والجرذي الابيض هو الليل اي ان عمره يمضي وينتهي والحيات هو اهوال القيامه والحشر والنشر والموت والقبر والعسل هو شهوات الدنيا وحظوظها التى انشغل بها عن العمر التنزيل المجتعات اليوم مجتمعات ماديه انانيه تسعى لمصحتها وحظوظها وهواها ولا تسأل عن دين ولا رب ولا خلق الا من رحم الله فالانسان من يوم يولد وهو يبث في روعه انه لن ينفعك الا قرشك وان الناس لن ينفعوك في شي وان النجاح هو في الدنيا ونيل شهواتها وحظوظها فهو يتعلم لنفسه ويشترى لنفسه ويبيع لنفسه ويتزوج لنفسه ويخطط لنفسه ويحزن لنفسه ويحب لنفسه ويكره لنفسه ويعطي لنفسه ويمنع لنفسه فهو عبد الخميصه وعبد الخميله ان اعطي رضي وإن لم يعط سخط والمجتمعات الماديه نتتج بالضروره افراد ماديين فالانسان مرسل ومستقبل فهو يرسل ما استقبله ويعطي ما اخذه .. وفي ظل غياب المجتمعات الربانيه والمجتمعات الفضائليه الكماليه والمجتمعات المحافظه العرفيه التى تهتم بالسلوم والعادات التى نشأت من رحم الجغرافيا والتاريخ .. سوف يبقى السعى خلف الماديات والشهوات هو العرف العام الغالب بسبب العولمه الثقافيه والاقتصاديه التى عمت العالم وفرضت عليهم نمط خاص عولم وعمم على الارض حتى تشابهت الشعوب وتقاربت وصارت همومها واحده بسبب سيطرة القوى على العلم والتوجيه والارشاد والصناعه والاقتصاد ... الخروج من المأزق اذا لم يترب الانسان من صغره على الفضائل والسعى خلف رضى ربه فلن يعيش لفضيله ولن يؤثر ربه الا ما رحم الله ومثل هذا لا يؤثر ربه الا اذا ضغطت عليه الدنيا وهربت من بين يديه وعجزت اسبابه عن نيلها وتحصليها .. او نزلت القوارع الدنيويه بساحته وعجز عن المواجهه فتجده يلجأ للدين من اجل حظه وشهوته .. فهو يعبد ربه على حرف اي على شرط الرخاء المادي والحظ الدنيوي .. فإن قدر انه حصل بالديانه شي من حظوظه ورغباته او حصل راحه ورضى نفس وطمأنينه فلن يريم عن الدين وسوف يستمر به الا اذا وجد في غيره اشباع لحظه وراحته فسوف يهرول اليه وهذا يفسر الانتكاسات والتراجعات والغرق في الدنيا من بعض من ربي على ان يعيش لنفسه لا لربه .. فرغم توجهه الى الخير وقربه منه وحمله شعار الاخيار وسمتهم ودلهم وربما اخذ شي من العلم الديني الا انه سقط على أم وجهه في التحاسد والتحارش وتقديم الشهوات على رضى رب الارض والسموات والسبب ان من سبق الى العقل احتله .. وقد سبق لعقله ان يعيش لنفسه .. فخروجه من هذا النفق يحتاج الى تربية جديده من مرب وقدوه مع ذكاء وحرص واخلاص من جانبه .. فعندنا خمسة امور المربي القدوه الذي يؤثر بأفعاله وبأقواله المربي الذكي العارف الذي يلاحظ خفايا النفوس وتطلعاتها المتربي الذكي الذي يفهم بحدة وسرعه ويستطيع ان يعرف العلاقات بين الاشياء ويستفيد من خبرته ويكتسب خبره جديده المتربي الحريص الذي يتهم نفسه ويريد لها النجاه ويفهم امراضها ودوائها ويحاول ان يخلصها منها المتربي المخلص الذي يريد وجه ربه من جهاده لنفسه وتزكيتها لتتحق بالديانه وترتقى في مدارج الفضيله وتلاحظ ان شرط الخروج من نفق العيش في جانب النفس لمن ربي على ذالك ولم يترب على العيش لربه ولا لجماعته ولا للفضائل والاخلاق يتشرط له مرب قدوه مؤثر يعيد صقل النفس من جديد محل قابل للتأثر وهو الذكي المتهم لنفسه الحريص على تزكيتها المخلص لربه وبدون هذه الامور الخمسه لن نستطيع ان نخرج الماديين من حيز النفوس الى حيز الفضائل والربانيه والتأله ولا يغرنك جمال خلقتهم وحسن سمتهم وطيب اقوالهم وعلومهم وشهادتهم فالفضيله والديانه لا تنغرس في نفوس خائره وقلوب حائره مهما زانت اقوالهم وحسنت هيئاتها وعظمت مناصبها وشهرتها بين الانام لان تحقيق التأله الرباني في القلوب لا يكون بالصور والاشكال والمناظر والجسوم والشهادات .. بل هو شي تندفع اليه النفس وتحبه وتشتاق اليه وتنفذه عن طيب خاطر وعن بصيره وحب حتى ولو عورضت في ذالك وهذا لا يكون الا اذا صفت النفس وزكت واحبت الفضليه وتربت عليها وعاشت لها وصار محور حياتها وكان ابن القيم يقول في بعض كتبه لا يغرنك الاشكال والصور .. تسعة اعشار من ترى بقر فماذا نقول نحن في زمن الرويبضه ولكع ابن لكع وتضييع الامانه والسنوات الخدعات هل نقول عشرة اعشار من ترى بقر .. آخر من قام بالتعديل الزنقب; بتاريخ 15-12-2013 الساعة 10:55 AM. |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|