[شمس الإسلام]

رحمك الله أبا إبراهيم

فلقد فقدنا الكثير بفقدك

فقدتك روضة المسجد فأنت أول من يصبحها ويمسيها

وسيفقدك مصحفك الذي ختمته مراراً وتكراراً
ولترانيمك الخافتة به عزاً وإكبارا

حتماً سيفقد أهل الحي آذانك للفجر حي الصلاة
وستفتقد أبواب المسجد مفتاحك لها كل الأوقات

ما أروعك وأنت تخابر جماعة المسجد بزيارة فلان مريض فعاودوه وفلان توفي فعزو ذووه

أحببتهم فأحبوك إن في بريدة أو جدة أو الطائف فمكانك في روضة المسجد محجوز ومعروف

ابا إبراهيم حتماً سيفتقدونك فقراء الشام ولبنان وأنت تقف في طوابير الحوالات لترسل لهم

حتى الطير سيفتقد فتات الخبز الذي تجمعه لهم بجوار منزلك لتطعمهم

أما أنا وأولادي ففقدك عندنا عظيم فلك منّا الدعاء كل لحظة وبرهة فما عرفتك الا رجلاً باسماً فاضلاً خدوماً تخجلني في خدماتك

رحلت وبرحيلك بكاك محبوك
أبكيت من عرفوك من هول الفاجعة

ستبكيك مواضع الصلوات والسجدات وتبكيك مواضع العبادات والتلاوات وبكى على فراقك الجار والدار.

رحلت وبرحيلك بكت الفضيلة
ولادموع ستعيدك لمحبيك كثيرةً كانت أم قليلة.

رحلت بعد أن تربعت على عرش المحبة من لدن جميع محبيك كيف لا ؟!! 
والخُلُق الحسن ينام بين ذراعيك فهاهم الناس يذكرونك فيشكرونك ويدعون لك في إلحاح بأن ييسر الله حسابك وييمن كتابك ويغفر لك مغفرة تمحو جميع ذنوبك بعد أن وقفو على محاسنك وفضائلك الجلال والناس هم شهداء الله في أرضه.

ونعلم أنّ الموت حقاً آتٍ لامحالة وأن الجميع سيموتون فكل من عليها فان
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فلانقول إلا ما يرضِ الرب سبحانه ( إنا لله وإنا إليه راجعون)

وعزاؤنا فيك حسن خاتمتك ففاضت روحك لبارئها وأنت ملتحف بلباس الإحرام تشهدت فأسعدت زوجتك المصابة بجوارك شفاها الله

رفع الله قدرك يا أبا إبراهيم وأعلى منزلتك في أعلى عليين وأخلف على أسرتك ومحبيك خيراً

كما نسأله بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يغفر لك ويلحقك بحبيبنا محمد في جنات ونهر في مقعد 
صدق عند مليك مقتدر 
والحمد لله رب العالمين ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

زوج ابنته أم هشام
د. عبدالعزيز بن حمود المشيقح