[الارهابي]

الاسلام الهيولاني
لفضيلة الشيخ أ.د جعفر شيخ ادريس

((الهيولاني نسبة الى هيولي-بفتح الهاء-وهي فلسفة ارستطاليس مادة ليس لها شكل ولا صورة ثابتة وانما هي قابلة لان تاخذ صورا واشكالا نختلفة))ليس اسلاما لله تعالى , وانما هو اسلام لأهواء كل من يدعي الانتساب اليه. انه اسلام لاصورة له ولا محتوى, ولا يمكن ان يعرف او يوصف لانه دائم التغير والتشكل بأشكال تلك الاهواء التي لا تستقر على حال.

وهو قابل لهذا التشكل المستمر,, لأن القرأن في نظر الهيولانيين وان كان نصا مقدسا الا ان فهمه هو دائما فهم بشري , والفهم البشري يتغير ,,بل يجب ان يتغير بحسب ظروف القارئ للقرأن زمانا ومكانا وثقافة ومزاجا.

واذا كانت الفهوم كلها بشرية فكلها متساوية في كونها فهما للقرأن الكريم. كيف بغير هذا يكون الاسلام صالحا لكل زمان ومكان؟

ما الاسلام اذن؟.. من حق كل منتسب الى الاسلام ان يجيب على هذا السؤال بالطريقة التي يريدها, وليس من حق مخالفه ان يعترض عليه او يصمه بالكفر او الابتداع او حتى الخطأ ,لأن الحقيقة ليست ملكا لأحد, وانما هي امر نسبي تابع لرؤى الناس وظروفهم. لا فرق اذن بين شيعة وسنة, ولا بين سني وأشعري ومعتزلي وخارجي ولا بين معترف بالسنة ومنكر لها , ولا بين سلفي وصوفي حتى لو كان الصوفي من النوع الذي يعتقد الولاية في من قال:

وما الكلب والخنزير الا الهنا.....................والله الا راهب في كنيسة

كل هؤلاء متساوون , ولكل منهم من الحقوق ما لغيره في الوطن المسلم .

(فالأسلام اشتراكي) اذا كان هوى المنتسب اشتراكيا , وابو ذر هو الاشتراكي الأول , وخديجة ام الاشتراكية (( هذه أسماء كتب ظهرت في الخمسينات)).

وهو(رأس مالي) اذا كان هواه مع الرأسمالية, لأن الله أحل البيع , أما الربا الذي حرمه فليس ربا البنوك الذي هو من ضرورات الاقتصاد الحديث , وانما هو ربا الجاهليين الذي كان يؤخذ أضعافا مضاعفة استغلالا لحاجة المساكين.

(والاسلام ديمقراطي) لان الله -تعالى- يقول( وأمرهم شورى بينهم) اذ ماذا تكون الشورى غير الديمقراطية ؟ ولكنه ايضا (دكتاتوري) لانه يأمر بطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه.

(والاسلام دين الجمال) فهو لايعترض على شيء من الفنون الجميلة رسما ونحتا ولا على ما يرسم او ينحت مكسوا كان ام عاريا , متحركا كان ام سكنا , ما دام الغرض منه تذوق الجمال. وادخال البهجة على النفوس .

(والاسلام دين المتع البريئة) , فلا اعتراض فيه على غناء او موسيقى , ولا على رقص بين رجال ونساء , كيف يحرم الغناء والموسيقى من خلق الطيور المغردة ذات الأصوات الشجية؟..

(والاسلام دين السلام),فلا مكان فيه لحرب او قتال لان الله - تعالى يقول- (كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة) واما الجهاد فان المقصود منه جهاد النفس ,وجهاد الكلمة والبيان, لان الدعوة الى الله لا تكون لا بالحكمة والموعظة الحسنة, . كيف يكون في الاسلام قتال؟؟ وهو الدين الوحيد الذي يعترف بالأخر ولا سيما اذا كان منتميا على دين ابراهيمي؟.؟ ....فالدين عند الله الاسلام ,وكل الانبياء مسلمون, وكل ماجاؤا به من دين فهو اسلام , فكل من انتسب الى دين من تلك الاديان فهو مسلم, لا فرق بينه وبيننا نحن المنتسبين الى الدين المحمدي .فاذا كنا نعتقد انه لا معبود بحق الا الله , فان نصارى اليوم يتقدون انه لا نجاة الا ابن الله , واليهود يعتقدون انه لا نجاة الا لمن كان من الشعب الذي اختاره الله, لندع اذن الخلق لخالقها هو الذي يحكم بينها.

(والاسلام دين الحرية) اذ لا اكراه في الدين, فمن شاء ان يدخل فيه دخل, ومن شاء ان يخرج خرج , ولا تثريب على داخل فيه او خارج منه.. فلا كلام في عصرنا عن ردة ومرتد . ان عصرنا هو عصر حرية التعبير, فدعوا كل انسان ما شاء كيف يشاء , ويدعوا اليه ويدافع عنه. دعوا الافكار تتصارع على واحد منها بالحرمان من الدخول في حلبة المصارعة .

واذا اراد المسلم ان يهاجر الى بلد غير اسلامي و يعيش بين ظهراني اهله فله ان يفعل ذلك, لان الارض كلها لله والاسلام دين الله. ولكن عليه اذا اختارتلك الهجرة ان يعطي ولاءه الكامل لحكومة البلد الذي اختار الهجرة اليه , ولدستورها ولا سيما اذا كان دستورا ديمقراطيا . فعلى من يعيش في الولايات التحدة مثلا ان يقرأ الدستور الامريكي في اذن مولوده كما ينادي بالاذان في الاذن الاخرى, وعليه ان يحتفل بما يحتفلون به من اعياد عامة كعيد الشكر, وان يذبح البط كما يذبحون. ثم عليه ان يهنئم بما يختصون به من اعياد دينية نصرانية كانت ام يهودية .

اعفاء اللحية من العادات التي لا علاقة لها بالعبادات , فاذا كان الناس يرون في الماضي ان اللحية زينة للرجال , وانها تميز بينهم وبين النساء ,فان ثقافة اليوم تريد ان تقرب بين الرجال والنساء , وان تمحوا الفوارق بينهم , فلا بأس على المسلم لذلك ان يحلق لحيته وشاربه ,, وان قيل انه بذلك يشابه امراته.

نظم الحكم وامور السياسة والاقتصاد هي من امر الدنيا الذي قال الرسول - صلى الله عليه - " انتم اعلم بأمور دنياكم" فلا بأس على المسلمين اليوم ان يتخذوا من انظمة الحكم ما يرونه مناسبا لعصرهم ومحققا لمطامحهم . وما دام الاتجاه الان الى مساواة النساء بالرجال في كل شيء فيجب ان نغير احكام الميراث فلا يكون فارق بين ذكور واناث. ويجب ان يكون من حق المرأة ان تزاحم لتحتل مكانها في الصفوف الامامية من المسجد, وان تخطب المصلين وت}مهم في صلاة الجمعة كما يؤمهم الرجال.كما يجب لن تنال حقها في الاختلاط بالرجال ومزاحمتهم في اماكن العمل وفصول الدراسة وقاعاتها , وا ترتدي من الملابس ما شاءت وكيف شاءت مادام اللبس مما يعتبر في عصرنا محتشما , لان الحشمة مسألة نسبية باختلاف الثقافات والعادات والتقاليد.

لماذا يضطهد اناس خلق اله فيهم ميلا طبيعيا الى جنسهم رجالا كانوا م نساء؟؟ يجب ان نعطيهم حقوقهم في بلادنا الاسلامية كما تفعل الدول الراقية. ما قصة قوم لوط وعقاب الله لهم بجعل عالي الأرض سافلها فنحن مع أوليري- أحد مذيعي محطة فوكس الامريكية- في أنها قصة رمزية لا حقيقة تاريخية, والا فلماذا لم يقلب الله مدينة سان فرانسسكو رأسا على عقب ؟ كما قال هذا المذيع.

واذا كان من حق هؤلاء ان يقضوا شهوتهم بالطريقة التي تفرضها عليهم (جيناتهم) فكذلك ينبغي ان يعامل بقية الرجال والنساء فيعطوا من الحرية ما أعطي هؤلاء متزوجين كانوا ام عزابا ما داموا راشدين وما داموا متراضين. هكذاتفعل الدول الراقية , وهكذا ينبغي ان يفعل المسلمون اذا ارادوا ان يعيشوا عصرهم. اما ما كان يقال من اختلاط الانساب فقد وفرت لنا حبوب منع الحمل علاجا شافيا لها.

واذا اخذنا بهذا فانه يغنينا عن مسألة تعدد الزوجات ومشكلاتها . انه من الواضح لنا ان القران لا يقر هذا التعدد , لانه بناءه على شرط ذكر لنا ان توفره مستحيل فقال- تعالى- (فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) وقال في اية اخرى (ولن تسطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ).




هذا الدين الهيولاني المطواع هو ااسلان الذي تريده أمريكا وترضى عنه, وما عداه وخالفه فانما هو اسلام المتشددين من الوهابيين وأمثال الوهابيين الذي ما يزالون يعتقدون ان القرأن كله كلام الله , وانه يجب الالتزام بكل ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ,كما يجب الحكم بما أنزل الله.





الارهابي
نقتلهم في وسط دارهم..........فأين تقدمهم العلمي؟؟
11/سبتمبر