|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
إشــــارات مهمة ....
أقول بعد أن ترجل فارس المنبر .. خطيبنا الشيخ أحمد الشاوي :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على قائد الغر المحجلين و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد : إن الله عندما شرع لنا هذا الدين القويم أمرنا أن ننطلق في فجاج الأرض دعوة إليه لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، أمرنا أن ننطلق لنعلم الجاهل ونوقض الغافل و نرشد التائه .. وكل هذا مندرج تحت منظومة ( الدعوة إلى الله ) .. و كفى في بيان فضلها و منزلتها أنها هي وظيفة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام .. لكن نريد أن نقف وقفات مع هذه العبادة الجليلة ينبغي لكل من سلك طريقها أن تكون حاضر في ذهنه ظاهرة على سلوكه .. #كيف أدعو ؟؟ إن الله تبارك و تعالى تفضل علينا بفتح المجال في هذا الباب .. فليست الدعوة محصورة في أسلوب أو طريقة أو وسيلة محددة بل المجال متاح للاجتهاد في هذا الباب .. فتارة بالمال و تارة باللسان خطابةً ووعظاً و تدريساً و تارة بالكتاب و تارة بمقال و تارة بوسائل حديثة وتارة بالزيارة بل و بالابتسامة و الهدية و غيرها .. هذه هي الحقيقة التي يجهلها كثير ممن سلكوا طريق الدعوة في بادئ الأمر و تبحروا في مجالٍ و تخصصوا فيه .. فما إن أغلق في وجوههم أو أوقفوا ..إذا بهم يتراجعون إلى الوراء و تغيب أنوارهم و تسدل أستارهم .. فلا كأنهم كانوا من قبل أصحاب صولات و جولات في ميدان الدعوة .. إن الداعية الناجح الموفق من وفقه الله تعالى للتنويع في أساليبه و التجديد في طرحه دون تنازل عن شيء من دينه .. فإن أغلق في وجهه باب .. انفتحت في وجهه آلاف الأبواب .. فيضرب كلاً منها بسهم .. . . . #الدعوة و العقبات {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} تأمل في هذه الآية .. فبعد أن ذكر الله منته العظمى على رسوله صلى الله عليه و سلم بتنزيل القرآن .. أمره (( بالصبر )) بدلا من أن يأمره بالشكر ، على الرغم من أن السياق يستدعي الشكر لأن تنزيل القرآن نعمة ..!! لكن لما كان تنزيل القرآن يتبعه ما يتبعه من عقبات في التبليغ و الإيصال إلى الناس .. كان الأمر بالصبر أنسب .. ولا عجب .. فهذا طريق الأنبياء عليهم الصلاة و السلام هو طريق التضحيات و الثبات و الصبر و المجاهدة .. لقد أوذي رسول الله صلى الله عليه و سلم شر أذية ، ابتلي في ماله و في ولده و في عرضه و في صميم دعوته ، فكانت كل مصيبة ترسخ مبدأ الدعوة في جنانه و نقشها بحروف من نور .. فا للهم اجزه عنا خير الجزاء .. تحمل كل الأذى ليرسم منهجا متكاملا متناسقا لكل من سار على خطاه و اقتفى أثره في الدعوة إلى الله .. فيا أيها الداعية .. الحذر الحذر من الاستجابة للضغوط .. أو من اليأس و القنوط .. و ابشر ، فالابتلاء على قدر الإيمان ، و هي المعيار الذي قدره الله ليميز به الخبيث من الطيب يقول الحق تبارك و تعالى : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} هي سنة لا تتبدل ولا تتغير الابتلاء حاصل لا محالة .. وواقع لا مفر منه لكن الفرق : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } هؤلاء يصدق عليهم اسم ( دعاة الرخاء ) و عند الابتلاء يظهر لنا بجلاء أنهم خواء . . . #كلمة الحق .. ثمناها غالٍ في الدنيا ... بقدر ثقلها في الميزان يوم القيامة : أما ثقلها في الدنيا فقد تكلف الإنسان أغلى ما يملك قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فأخرج من مكة .. و خطط لقتله و أوذي أتباعه .. و قوتل . و اتهم في عرضه .. وقالها نوح فاستهزئ به .. و قالها إبراهيم فألقي في النار، وقالها موسى فأتبعه فرعون بجنوده .. على أنبياء الله أفضل الصلاة و أتم التسليم قالها الإمام احمد فجلد و لبث في السجن بضع سنين قالها الإمام الأوزاعي وهو لا يدري هل سيعيش بعدها أم لا قالها شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية فسجن حتى مات سجينا قالها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فأخرج من قريته رحم الله علماء الإسلام الأفذاذ واليوم ..دعواتهم سائدة و أسمائهم صامدة تكتب بالذهب و سيرهم تسطر على صفحات من نور و يتناقلها الرواة عن الرواة كل هذا من أجل صدعهم كلمة الحق وقد أوصى لقمان ابنه مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصبر مما يدل على أن هذا العمل يطلب الصبر . فلا يطيقه رجل جزوع هلوع . يقول الإمام الرازي : ( من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يؤذى فأمره بالصبر ) . وهذا في سورة العصر ، فقد أمر الله تعالى فيها بالتواصي بالحق مشفوعاً بالتواصي بالصبر ، والتواصي بالحق أن يذكر المؤمنون بعضهم بعضاً بدين الله عز وجل ، فهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المؤمنين بالدين . أما التواصي فهو أن يتحاضوا فيما بينهم على تحمل ما يلقونه من شدائد وتجشم ما يعترضهم من صعوبات في سبيل الاستقامة على الدين وتبليغه . وبذلك تتأكد أهمية الصبر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومما يوضح ضرورة الصبر وأهميته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قول الإمام ابن تيميه . ولفظة : ( أمر الله الرسل ، وهم أئمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصبر ). فإذا كانت الأنبياء في حاجة إلى الصبر لأداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأنى لغيرهم أن يقدروا عليه بدونه . و أما في الآخرة فماذا عسانا أن نقول عن النعيم المقيم و الأجور التي تكتب لهؤلاء بعد مماتهم فكلما ذكرناهم ترحمنا عليهم و دعونا لهم جاء في صحيح مسلم ٍعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله – صلى الله عليه و سلم- قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَىٰ هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذٰلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً. وَمَنْ دَعَا إِلَىٰ ضَلاَلَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذٰلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئَا». # أخيراً لإن كنا قد عرفنا الشيخ أحمد الشاوي خطيباً فبإذن الله تعالى سنراه في ميادين الدعوة الأخرى .. أسأل الله أن يثبته و يوفقه .. *************************** أخوكم الصمصامـ ،،،
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 15-05-2006 الساعة 03:39 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|