[سليل المجد]

الجاني استدرج الضحايا بهيئته الزائفة كمين السوق أوقع مغتصب الاطفال
خالد الربعي ( بريدة)تصوير: فهد الربعي :

بكلمات مختنقة بالعبرات سرد الصبي «م،ع» 12 عاماً لوالده ما حدث له من قبل وحش بشري التقاه بجوار مسجد في بريدة وطلب منه الصاق نشرة توعوية على باب المسجد فاستجاب الصبي لتلك الدعوة عن طيب خاطر وعندها هجم عليه الوحش وهتك عرضه في احدى دورات المياه ثم اطلق ساقية للريح بعد تلك الفعلة الدنيئة المقززة وكان الصبي المجني عليه قد وصف لابيه هيئة الجاني وبدوره ابلغ الاب الجهات المختصة بالواقعة.

لم تكن هذه الجريمة التي يندي لها الجبين هي الاولى من نوعها التي ارتكبها الوحش البشري والذي كان يرتدي ثوب الرزانة والوقار ويخدع الضحايا بتلك الهيئة الزائفة حيث ظل لمدة خمس سنوات يستدرج الاطفال ويفعل بهم الفاحشة حتى تم القاء القبض عليه من قبل رجال فرع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع الموطأ بمدينة بريدة وعقب ضبطه تنفس الاهالي الصعداء وكشفت الحيثيات ان الجاني في الثلاثينيات من عمره.

استدراج الضحايا

وكانت اصداء اغتصاب الاحداث تدور همساً في المجالس مما جعل اولياء امور الاطفال والصبية ينبهونهم بضرورة اخذ الحيطة والحذر وفي تفاصيل الجرائم البشعة التي درج على ارتكابها الجاني انه ظل يتنقل بين احياء بريدة لا صطياد ضحاياه واستدراجهم الى المسجد طالباً من الضحية جلب شيء ما من المسجد او الصاق نشرة توعوية مستغلاً بذلك هيئة الوقار التي اتخذها لاغراض دنيئة في نفسه.

وكان الجاني يختار الاوقات التي تخلو فيها المساجد والشوارع من الناس لاستدارج الضحايا.

كمين محكم

لم يكن الجاني يدرى ان ثمة عيوناً ترصد تحركاته حيث نصب له رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كمينا امام احد الاسواق حتى تم القاء القبض عليه وتحويله الى محكمة بريدة والتي بدورها حكمت عليه بالقصاص تعزيزاً لحكم مبدئي الى ان يتم رفع القضية لاستئناف الحكم،

اقصى العقوبة

وفي مدينة بريدة حيث تسيدت اخبار هذه الجرائم المجالس اجمع عدد من المواطنين ان مغتصب الاطفال يستحق اقصى العقوبة.

وقال عبدالكريم الخريجي ان مثل هذه الحادثة دخيلة على المجتمع وواصفاً من ارتكب جرائم اغتصاب الاطفال بالشاذ وانه يتوجب تعزيز الحكم ضده حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.

ومن جانبه قال عبدالعزيز العلي (معلم) انه مع الاسف الشديد فإن الوحش ارتكب جرائمه في الساعات الميتة

الجاني في الثلاثينيات من عمره مثل هذه الافعال أصبحت تطرق الأسماع كثيراً مما يستوجب معه قرع جرس الانذار حتى لا تتحول الى ظاهرة.

وتابع انه مما يزيد من خطورة الامر ان المجرم مارس عمله داخل بيوت الله. مما يتوجب معه تعزيز العقوبة بحقه.

وعلى خلفية هذه الجريمة قال الاخصائي الاجتماعي بمركز التأهيل النفسي ببريدة غانم يوسف اليوسف ان الجاني من خلال الحيثيات التي نشرت في الصحف يبدو انه قد عانى من ضغوطا ما في طفولته بسبب حادثة او عدة حوادث ادت به الى محاولة تفريغ حقده على الاطفال والانتقام من المجتمع بهذه الطريقة المقززة فمثلاً ربما يكون قد تعرض لموقف ما في طفولته او عاش طفولة قلقة سُلب خلالها شيء مهم يريد ان يعوضه بافعاله الشنيعة.

ومن هنا نجد ان تلك المواقف تشكلت في شخصيته العدوانية التي وجدت هذا الطريق سبيلاً للانتقام ومثل هذه المشاكل تتوجب دراستها بروية خاصة اذا علمنا ان العرف الاجتماعي يفرض السرية في حالة اغتصاب الاحداث فالصغير الذي يتعرض الى مثل هكذا حالة قد يجنح مستقبلاً الى تفريغ انتقامه بنفس الطريقة التي تعرض لها لذا فلا بد من جعل الصغار يبوحون بما تعرضوا له حتى يمكنهم التنفيس عن ما يجيش في نفوسهم وبالتالي ازالة هذا «العارض» بدلاً من جعله ينمو ويتحول الى كبت يعبر به عن انتقام تجاه مجتمعه. واضاف ان الصغير الذي يخبر اسرته بما تعرض له خاصة في حالة الاغتصاب يكون قد حقق علاجاً عاجلاً وفي مثل هذه الحالات يجب ان تكون ردة فعل الاسرة بشكل عاجل وايجابي من اجل ازالة الضغط على الصغير.

جرائم مقززة

وقال الشيخ نواف الدعوجي المشرف العام على مركز علاقات «انسان» بالقصيم ان مثل هذه الجرائم المقززة يتوجب ان تفتح الباب على مصراعيه عن قضايا الاعتداء على الاطفال التي بدأت تظهر على السطح.. واضاف ان هناك اسباباً كثيرة تجعل الاطفال هدفاً لضعاف النفوس منها ان الطفل عادة ما يكون ضعيفاً ولا يمتلك آليات الدفاع عن نفسه وربما لا يستطيع التعبير عما في نفسه لاسيما اذا كان في بيئة لا تمتلك مقومات الحوار والشفافية فلهذا يكون الطفل صيداً سهلاً ويسيراً للجاني فهو لم يقدم على فعلته تلك الا حينما رأى انه اقوى منه وهذه القوة تمارس على الطفل بالضرب او التهديد او الكلام القاسي.. واستطرد ان هناك اسبابا تتعلق بالمعتدي على الاطفال منها ان الجاني قد يقع تحت تأثير ما يشاهده من افلام خليعة بالتالي يتولد عنده فعل الجريمة وهيجان الغريزة فلا يجد الا الاطفال لانه يرى ان الطفل الاضعف وهو الاقوى وربما يرى حسب نفسه المريضة ان هذا يكون احفظ لفعلته اضافة الى ان ضعف الوازع الديني لدى الجاني يحفزه لارتكاب مثل هذه الجرائم، وفي ذات السياق قال احمد عيسى الشيمي الباحث والمرشد الطلابي في احدى المدارس ان مثل هذه الجرائم المقززة التي ارتكبها المجرم تعد امراً مخجلاً ومع الاسف اننا نسمع كثيراً عن مثل هذه الجرائم لكن الاسر تحذر ابناءها من عدم التطرق لها مما يجعل الحدث عرضة للصوص الاعراض الذين يستغلون خوف الصغير من والديه ويتكتم على ما يتعرض له.

وتابع ان هناك تداعيات كثيرة يتعرض لها الضحايا الذين يتعرضون لمثل هذه الجرائم ولعل ابرزها العقد النفسية والخوف من كل شيء امامه ويستمر معه ذلك إلى ما بعد البلوغ. وربما يؤثر على مستقبل حياته.. واستطرد ان ممارسة مثل هذه الفواحش جرم عظيم مشيراً الى ان ابرز صفات الجاني هي سوء الاخلاق وفساد الطباع وعدم تمييزه بين الفضائل والرذائل.. واضاف ان على الآباء مكاشفة ابنائهم وعدم وضع اية حواجز فيما بينهم.

وفي ذات السياق قال مصدر قضائي ان الجاني يكون له حق الاعتراض عقب ان ينطق القاضي بالحكم مشيراً الى انه حسب التدرج القضائي يتم رفع الحكم الى التمييز الذي يصدر عبر مجلس القضاء الاعلى الحكم النهائي النافذ.

ومن جهة اخرى قال مصدر من هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة القصيم ان الجاني سيلقي جزاءه الرادع ونبه في نفس الوقت الآباء الى أخذ الحيطة والعناية بابنائهم ووصف بندر الجاسر المجرم بأنه وحش في ثياب بشرية وانه يستحق أن تنفذ ضده اقسى العقوبات حتى يكون رادعاً لمن سواه من المجرمين. وتابع المصدر انه يتوجب الحذر هذه الايام خاصة في فترة الصباح وهي فترة الاختبارات والتي يكون فيها الآباء منشغلين في اعمالهم والامهات نائمات في البيوت فيما قد يتعرض الابن للصوص الاعراض الذين يستغلون هذه النقاط لخطف الحدث او المكر عليه بحيلهم وتكون النهاية هتك عرضه.

منقول

نتمنى ان ينفذ الحكم باسرع وقت ممكن