|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 147
|
>>> رامي الخبوبي <<<
رامي هذا سلمكم الله شاب وسيم الطلعة والمحيا له قصة ظريفة معي سأحكيها لكم ولكن بعد أن أمر بكم مرورا سريعا على تاريخ عائلته ... ( الله يعين على الفضايح ) .. قبل سنوات عديدة كنت ممن يترددون على مزرعة جدي في أحد) خبوب ) بريدة وكنت كغيري من فتيان عصري نتسكع تحت النخيل وفوق ( الساقي ) نضرب الماء بأرجلنا ولا نبالي ونشعر بالزهو ونحن نحفر ( الفرهود ) وهو لمن لا يعرفه من جيل ( النيدو ) حشرة صغيرة لطيفة تغوص في الأرض وتخلف وراءها حفرة بشكل هرم مقلوب كان استمتاعنا بالفرهود من باب العنف الذي نختزنه في أعماقنا ورغبتنا في التعذيب لأنه يشعرنا بقوتنا وضعف الآخرين .... كان ممن أحب الذهاب إليه عائلة تسكن تحت تل رملي ( نفود ) يطوف على بيتهم أحواض البرسيم و ( الكراث ) والبصل والفجل والجرجير .. وكانت رائحتها تستقبلنا بكثير من الحب والحنان ! كنت حال وصولي إلى ( الخبوب ) أتوجه إلى هذه العائلة ليس لقرابة بيني وبينها ولكن لأن أحد أبنائها صديق تعرفت عليه وأصبحت بيننا صداقة متأصلة إلى العمق .. كنت أذهب إليهم وأرى هناك صديقي (الديز ) وكان فرضا علي حينما أذهب إليه أن أسلم على والده الفاضل وكان هذا مصدر سروري ولكن ما يشق علي هو أن أسلم على إخوته الذين تجمعهم ( الجلافة ) والصلابة والحدة وكثير من اللامبالاة وذلك لأن هذه طبيعة أهل ( الخبوب ) كان أحد إخوته حينما تراه تشعر أنك ترى جبلا متحركا وهو حينما يتحدث تسمع صوته يهز أركان البيت ويساقط التمر من النخل ! وكان سريع الغضب سريع الرضا قريب الصداقة متقلب المزاج قليل الثقافة كثير الوله بالعمل اليدوي الصعب ولأنه لم يكن كبيرا في السن فهو قريب مني ومن أخيه ( الديز ) فقد قررت مصادقته حتى أركن إليه وقت الحاجة ! كان أرق وألطف إخوة ( الديز ) ( العصل ) فهو عندهم مائع الطبع قليل الفود كثير الكسل ناعم الملمس ! وهو عندي كان جلفا نحيفا حادا متكبرا نائم الوعي صاحي البطالة يحب أن يعرف كل شيء وحينما يضحك فإنك تمسك بنفسك خوف السقوط على ظهرك من قوة الصوت رغم نحافته الشديدة ! كان ( الديز ) و أخوته مثلي ! يلبسون ثيابا ( خبوبية ) أثواب بيضاء ولكنها تحولت إلى صفراء من كثرة الطين وقلة الغسل وكانت ناعمة كورق الصحف ولكنها بفعل المياه وأكواب الشاي وأبوال البقر تحولت إلى ما يشبه بصفيح الحديد ! كان شعر أحدهم تتمناه أمه لتنظف فيه قدور الطبخ بعد ( الحراق ) فهو مجموعة من الألياف الحديدية التي لا تمس إلا في الأعياد فقط إذ يتم حلقها بالموس لتكون مثل ( المقرصة ) .. و أيديهم لا تكاد تميزها عن بعضها من كثرة مافيها من ( شطوب ) و مافيها من ( مشق ) أما أحذيتهم فأكاد أجزم أن ( الديز ) وأنا وأخوته لا نلبسها ولا حتى في المناسبات كان الشيء الجميل في هذه العائلة أن الثوب الواحد يعيش أكثر من خمس عشرة سنة فهو يشترى للكبير ثم حينما يكبر جسمه يعطيه أخاه الصغير وهكذا حتى يمر على كل أبناء الأسرة وربما أحينا تلبسه البنات في ( المحصد ) ! أما الطاقية وما أدراك ما الطاقية فهي نوع من الترف الزائد لمن هم في سننا وهي أشبه ما تكون بعلامة الميوعة و ( الصياعة ) ولكنها أيضا كانت موجودة بكثرة إذ يضطر ( الديز ) لسرقتها من أخوته الكبار ليلبسها وهو ذاهب إلى المدرسة قبل أن يأتي زمن ( الحنكة بالشماغ ) .. كنت حينما أذهب إليهم في بيتهم لا أتوقع استقبالا حافلا وشايا وقهوة و( قاتوه ) ولا حتى عصيرا طازجا بل كنت أعلم يقينا أنني ســ( أفسر ) عن ( ذرعاني ) لمساعدتهم في حصد ( الكراث ) أو تجميع البرسيم المحصود ونقله ( للدبش ) وكان أسوأ يوم عندي إذا ذهبت في فترة الظهيرة وهم يهتمون ببقرة والد ! هذه الأسرة هي أسرة ( رامي ) ووالده كان هو صديقي القديم الذي نسيه الزمن قبلي ( الديز ) بعد مغادرة ( الخبوب ) بثلاثين سنة عدت إليها بشعر أشيب ونفس راضية وهدوء فرضه الزمن وبأولاد يحكون عمري الحقيقي …. وعندما وصلت بريدة أسرعت إلى المرور على الطلل …. وبحثت عن ( الديز ) فقد افتقدته كثيرا وكنت أحب أن أعرف ما حل بأصدقائه القدامى الذين كان يحكي لي حكاياتهم ( السبله ) و ( العتبي ) و ( أبو سن ) و ( المروح ) و ( الشفر ) بعد اتصال هاتفي رتبت حالي يوم الاثنين قبل الماضي وركبت سيارتي معي اثنين من أبنائي واستضافنا في عمق دائرة ( الخبوب ) صديقي ( الديز ) وكانت ضمة وعناق بيننا لم أتوقع أن يحدث خمس هذه الحرارة الكبيرة بل لا أكذب إن قلت أنني صارعت حتى تقف الدمعة في محجرها وربما كان هو مثلي أو أشد وطأة جلسنا وتحدثنا وضحكنا وتسامرنا وعرفته بإبني وسألته عن أولاده الذين لم يكن أحد منهم متواجد …. وعلق بعد سؤالي عنهم ( الله المستعان منوّل ما نقدر نطلع شبر عن الدار وابوي بوه وشلون لا صار عنده ضيفٍ شرواك بس عاد الامور تغيرت يابو متعب ) ضحكت بشدة حتى تزعزعت عن مكاني حيث تذكرت كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف تغيرت الأحوال بعد ساعتين غادرت البيت مودعا صديقي وركبت سيارتي وحينما هممت بالسير إذا بسيارة جديدة من نوع ( ماكسيما ) يركبها شاب أصفر اللون ناعم التقاطيع وسيم الطلعة وضح انه يهتم كثيرا بشعره الذي ظهر لي من تحت قبعة سماوية اللون مخططة بلون صفراوي بارد كان يلبس بنطالا من ( الجنز ) وقميصا يتناسب مع قبعته ظهر لي حينما وقف وترجل من سيارته أنه لبناني الجنسية متخصص في العناية بالبشرة ! ألقيت نظرة فحص أخيرة عليه فإذا به يلبس ( كندرة ) رياضية سلسة ويضع على وسطه قطعة قماش تحمل لون نادٍ رياضي ويحمل بيده سبحه طويلة ! كان صديقي ( الديز ) لم يزل واقفا ببابه ينتظر اختفاءنا حتى يرجع إلى داخل بيته وتفاجأت أن لوح لي بيده وناداني بأعلى صوته ( أبو متععععععب ) وقفت على الفور وعدت للخلف قليلا فلم أكن قد أبعدت وترجلت من سياراتي وقدم إلي مع هذا الشاب الوسيم ! ثم تفاجأت أن قدمه لي ( يابو متعب هذا أكبر العيال رامي ) شدهت وصابتني صدمة فكيف يكون هذا من ذاك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مد إلي الشاب أطراف أصابعه وهو يقول ( مرحبا ) مددت إليه كل يدي ومكنتها من يده وسحبته بعنف إلي فكاد أن ينكسر غصنه ويتشقق قرطاس وجهه وتزيع عيناه ! لم أشعر أني بحاجة إلى الحديث معه كثيرا فجاملت والده بمدحه ثم انصرفت وأنا أردد ( معقوووووووووووله هذا رامي الخبوبي ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|