بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تسطيح الرؤية

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-06-2006, 03:44 AM   #1
:المثنى القصيمي:
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 20
تسطيح الرؤية

بسم الله الرحمن الرحيم













... تسطيح الرؤية....


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد ..

فإن من أعظم المزالق المنهجية الخطيرة وأشد المنحنيات الفكرية الحادة التي تواجه العمل الإسلامي المعاصر وتمخر في كيانه، مزلق تعلق النخب أو أكثرهم بشخص مقدس في نظرهم, يضعون لـه لافتات الزعامة والصدارة ويقيمون ولاءهم وبراءهم على نتاج تصوراته ويزنون المستجد من الأحداث بميزان فكره

تتصاعد تلك المفاهيم الخاطئة في عقولهم فلا يستطيعون الحيلولة بينه وبين انحرافه ولا يدور في خلد واحدهم هاجس اعوجاج المعظم وخطئه فضلاً أن يعملوا على تقويمه وتصحيحه إذ هم يرونه الزعيم الملهم والعقلية الفذة المفكرة والمرجعية العلمية الخارقة التي لا يتسرب إليها الخطأ ولا يتطرق لها الزلل .

ربما أطلقوا عليه بعض الأوصاف ووضعوا له النياشين التي يبوح من خلالها قتام الغلو والإطراء وصدق القائل :

أَبُـني إن مـن الرجـال بـهيمة في صورة الرجل السميع المبصرِ
هذا الفعل في الحقيقة يوحي إلى وجود خلل وتجولات نفسية تخدر العقول الفتية وتشل السواعد القوية

هذا المنحنى الفكري من شأن سالكيه أن يُغَيِّبوا الأخطاء الضخمة ويستروا الانحراف الهائل بعدة مبررات لا معقولة ولا مقبولة فيُعمَّى على الأمة إدراك الحقائق ومعرفة ما تنطوي عليه أزماتها بسبب التستر على ضلال تلك النماذج الإنسانية الشائهة التي تعمل على إفساد الرؤية وتسطيحها مع أنه لابد من النظر إلى أزمة الأمة الراهنة بنظرة فاحصة عامة ورؤيتها رؤية شمولية تسع جميع جنباتها وتحيط بكل أطرافها .

إن الرجل المقدس والفرد التأريخي المعظم في نظر البعض ربما أن له رؤية قديمة يحاول جهده أن يضعها حلولاً لمشاكل حديثة استجدت على الساحة وفرضها الواقع لا تسيطر عليها أفكار قديمة بالية وتصورات خرِفة .

إن على النُّخَبِ أن يقفوا وقفة متأنية وينظروا نظرات فاحصة يتضح لهم بها هذا الضلال الفكري ويشاهدونه في داخل تلك النفوس المهزومة ويطاردونه ومن ثم يستخرجونه من تلك الضمائر الخائرة ويعملون على حجبه لئلا يؤثر على الفرد والجماعة لأن له انعكاسات مؤثرة على العمل الإسلامي الجاد الذي يسعى أصحابه، لشق طريق العزة والسيادة ويعملون لإيجاد أسباب النصر والتمكين .

إن الأمة بحاجة ماسة إلى نفوس سوية وعقول متزنة لا تربكها مثل هذه الصدمات ولا تشوش عليها تلك الأفكار والآراء المنفلتة من القيود الشرعية ولا تغير موقفها, نفوس لا يصرفها هذا الهوس والفجاجة الفكرية عن أهداف طالما تحملت المشاق لتحقيقها .

إن فريقاً من العاملين منّ الله سبحانه عليهم فجعلهم يكرمون أسماعهم فلا يصغون لثرثرة المنهزمين ويكرمون أبصارهم فيرفعونها عن النظر في طاقتهم وأوهامهم هذا المنهج السديد والطريق القويم لم يكن بدعاً من الفعل بل الفضل لسلفهم حيث رسموا هذا المنهج وأوضحوا معالم هذا السبيل معتمدين قول الله } وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ { } وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً { ونحوهما.

من هؤلاء النفر المنهزمين سلمان بن فهد العودة فقد كثر كلامه وتداخلت أطروحاته فهام في كل واد وخطب في كل ناد حتى ظهر للعيان نكوصه عن الصراط المستقيم واتضح نكوبه عن الحق الواضح المستبين وانكشف تعلقه بأذيال الباطل وركونه إلى أصحابه نعوذ بالله من الخذلان.

وقد تكلم في أحد بياناته الخطابية عن قضية فلسطين التي ينبض بها وجدان عامة أهل الإسلام والتي تغنى بها الكثير وركب موجتها الجمع الغفير .

وجه نداءه إلى أهلها وخاطبهم ولكن من مكان بعيد وكأنه يتجاهل حقيقة جلية, وهي أن أهل الأرض المقدسة المحتلة قد ملوا النداءات الجوفاء وأزعجهم كثرة الخطابات الفارغة وهم ينتظرون بفارغ الصبر :

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
ينتظرون خطابات ونداءات أصحاب القضية الصادقين الذين إذا قالوا فعلوا وإذا وعدوا صدقوا أولئك جند الله وحزبه } وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ المنصورون { } فََإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُم الْغَالِبُونَ { إن هؤلاء هم المصغى لخطابهم الملبى نداؤهم لا خطاب من كان يعد ويتوعد.

فلما تراءى الفريقان والتقى الجيشان نكص على عقبيه وقال إني أدرك مالا تدركون, فقبع في صالات الحوارات وفَرَّ صوب قاعات المؤتمرات وشرع يخاطب الجيوش وهو مع الخوالف بلا حياء ولا خجل .

ولما كنت ولله الحمد قد ضربت عنه وعن كلامه صفحاً لأنني لا أفضل الانشغال بردود الفعل معه، لم أعلم أنه وجه هذا النداء لأهل فلسطين وخاطبهم بهذا البيان إلا بعد مضي عدة أيام على صدروه حينما جاء به بعض الشباب الغيورين وراودوني لرده ولما نظرت فيه وإذا مداره على تسطيح الرؤية لدى المتابع للقضية ومحاولة إرباكه عن فهم أبعادها وفقه أعماقها.

فنادى للبس الحق بالباطل ودعا لخلط الهدى والضلال بأسلوب قد ارتخى من كثرة ما لبس وهو أسلوب التحذير من الاختلاف والتنفير من الشقاق والتفرق وهي كلمة حق ضمنت باطلاً, فهو ببيانه يدعو أن يجتمع أهل الحق وأصحاب القضية الصادقون مع طواغيت النظام الذين تاجروا بالقضية ردحاً من الزمن ومرروا خطط العدو وعملوا جهدهم لعرقلة إقامة الجهاد هناك بحجة جمع الكلمة ولم الشمل .

قال في مطلع بيانه: [ أيها الفلسطينيون اسمعوها من كل القلوب ...]

أقول: هكذا صدر بيانه بكلمة تنبئ أنه يتكلم بالوكالة عن الكل وهو بهذا الأسلوب يحاول أن يرسم في ذهن القارئ صورة حسنة بديعة المنظر لهذا البيان ويوحي إليه أنه ينطق على لسان الجميع وهذا غاية في الغرور والتغرير واللبس والتلبيس.

فمن أنابه للكلام عنه..؟! فلو قال اسمعوها من قلب يحبكم ويقدر جهادكم.... أو نحو هذه العبارة لاتسع له المقام، أما من كل القلوب فهذا أخاله تيها وعدم إدراك لمرامي الكلام .

ثم إنه في هذا النداء يحاول جاهداً أن يحجم الجهاد الفلسطيني على أهل فلسطين فقط فلو قال أيها المجاهدون في أرض فلسطين... لكانت عبارة تسع الفلسطينيين وغيرهم ولا أظن ذلك يخفى على مثله ولكن لا يريد ذلك.

ثم قال: ( لا تقتلوا أنفسكم ولا تخرجوا من دياركم قد كتب الله هذا عقوبة على عدوكم وحرَّمه عليكم )

أقول: يقصد بهذا ما أخبر به الله سبحانه عن سلف اليهود لما عتوا عن أمر ربهم أمرهم سبحانه بقتل أنفسهم، أما إخراجهم من ديارهم فلا وإنما كتب الله عليهم التيه.

ثم يقال هل أوجب الله سبحانه على عباده البقاء في بلد معين وحرَّم عليهم الخروج منه في غير حال الفرار من الزحف ومن ثم هل الخروج من الديار الفلسطينية محرم شرعاً ألم يهاجر الصحابة رضي الله عنهم والنبي r من أرض مكة بل أنزل الله في الهجرة ما أنزل، أنه لو أوضح وجهة نظره في أن من مقاصد اليهود تهجير الفلسطينيين لكان أمراً مقبولاً ومطروحاً للنقاش، أما أن يقرن الخروج من فلسطين بقتل النفس بأن كِلا الأمرين محرم فهذا تفلت من القيود العلمية وعدم إحاطة بمجريات الأمور وقلة إدراك لفقه الحركة التي تدور في واقع الميدان اليوم .

وأخيراً هل رأى جحافل الفلسطينيين ترحل من بلادها وتترك ديارها ؟!

ثم قال : [ لا تسمحوا لضعاف النفوس والمتعجلين من بينكم أن يمسكوا بالزمام ] .

أقول : هذه الأوامر الصادرة من فِيّ القائد المقدام والفارس العسكري الهمام هل يظن يوم نطق بها أنها ستجد ترحيباً وتُفتح لها الصدور والأذان وتأخذ موقعها في القلوب فتلج سويداءها وتستقر في النفوس ؟

لقد وضع نفسه بهذا النداء وبتلك الأوامر موضع القائد الأعلى لتلك القوى .

ثانياً : في هذه الفقرة سَبٌّ للمجاهدين ولمَزٌ لهم ولكنَّه من طرف خفي إذ كيف يصف قسماً من المجاهدين هناك بأنهم متعجلون وضعاف نفوس وهم بمنزلةٍ متمكنون بحيث يمكن أن يمسكوا بزمام الأمور وهذا شرخ متسِع يضعه سلمان في الصف ولغم عظيم لتفجير القوى المتماسكة.

ثالثاً : عجبًا كيف يكون مجاهداً ضعيف النفس..؟ ولماذا صار له هذا الوصف ألأنه ذهب للجهاد أو نشأ فيه ولم يترب على يدي سلمان ويقوي نفسه الضعيفة بمعاشرته ومدارسته..؟؟!

ثم قال [ إن قضيتكم قضية الأرض المباركة والقدس والمسجد الأقصى فهي شأن عام لكل مسلم...]

أقول: هذا الكلام سليم..أن كل مسلم تهمه قضية الأرض المباركة, ولكن... ألم يعلم بأن وعي الأمة قد ارتفع وإدراكها قد نمى حتى صار كل شبر من الأرض يسكنه المسلمون فهو قضيتهم .

ثم أشاد بجهود المقاومة وهذا حق لا يخفى على متابع ولا ينكره إلا مكابر ولكنه لم يشر ولا إشارة من بعيد عن السبب الذي أجبر قوى اليهود أن تتقهقر ويضعف صفها وتشرع بالانحسار وهو سبب واضح جلي وهو تلك الهزة العنيفة لمن يتكئ عليها اليهود ويضربون بيدها ويتكلمون بلسانها وهي أمريكا فقد هزها هزة عنيفة بركان المجاهدين المدمر حتى اضطربت حساباتها وتفرقت أوراقها وتشتت قراراتها.. فما انسحاب اليهود إلا نتيجة حتمية لضعف القوة الأمريكية البغيضة .

ثم قال [ وأن تحفظوا وصية الشيخ الشهيد أحمد ياسين ]

أقول: أحمد ياسين أفضى إلى ما قدم ولا شك أن لـه جهوداً مبذولة في القضية الفلسطينية ولكنه كغيره يخطئ ويصيب, غفر الله لـه وكتبه في عداد الشهداء, ولكن الجزم له بالشهادة مخالفة شرعية صريحة .



ثم ذكر كلاماً مشيدا به زاعماً أنه وصية الشيخ أحمد ياسين

فقال : [ والذي كان يعد الدم الفلسطيني خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كلف الأمر ... ]

هكذا الدم الفلسطيني..؟! وإنْ ضَخَّهُ قلبٌ ممتلئٌ حقداً على الإسلام والمسلمين وإن جرى في جسد منافق وإنْ حوته عروقُ مرتد عن الدين وإن اشتمل على جسم طاغوتٍ يتاجر بالقضية وعميلٍ للأمة اليهودية.

ثم إن سلمان تخالجه الخجل...كيف ينبري شخص لم يُعرف إلا بجلوسه على كراسي المحاضرات وانتصابه أمام طاولات الحوارات وابتساماته على ورق الصحف والمجلات فيضع نفسه قائداً عسكرياً وموجهاً ميدانياً للمجاهدين.

فحاول الاستدراك فقال : [ إن هذا النداء لا يضيف لها جديداً ولكنه من باب قوله سبحانه } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا { ] وهو يريد أن يعلل لنفسه تدخلها فيما لا تعرفه وولوجها فيما لا تحسنه ويجعل كلامه ورأيه متفقاً مع كلام ورأي المجاهدين ولكنه كرر للحرص والتذكير.

ثم ذكر في بيانه بيتي لقيط الإيادي :
فقـلدوا أمركـم لله دركـم
رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

لا مشرفا إن رخاء العيش ساعده

ولا إذا عَـضَّ مكروه به خشعـا



أقول: في تقليد سلمان نفسه منصب التوجيه وإيراده لهذين البيتين تباين لا يخفى إذ أنه جعل نفسه قائداً وموجهاً مع أن مضمون هذين البيتين لا يتصف به سلمان وأضرابه من الانهزاميين .

ثم قال [ ها نحن نرى القوى العظمى تدفع ثمناً فادحاً للاندفاعات العسكرية غير المدروسة ]

أقول: أولاً مازال سلمان يرى أن هذه قوى عظمى مع أن الواقع يثبت أن اندحارها وذلها وتحطم جبروتها وعظمتها أمام جند الله الموحدين .

ثانياً : لقد ثرثر في أول أحداث العراق وقبلها بقليل وحاول هو وطائفة معه أن يضعوا العراقيل في طريق الجهاد ويخضعوا الأمة لعدوها وقالوا بأن لا قبل للأمة بتلك الجيوش القادمة وكالوا تعظيم العدو في النفوس، وهاهو اليوم يقول هذا القول.

فوقوف الأمة في وجه العدو ومجاهدته ليس سبباً في نظره لدفع تلك القوى وإنما السبب عدم دراسة العدو لاندفاعاته العسكرية .

ثالثاً : ليس الخطأ ناتجاً عن الاندفاعات العسكرية غير المدروسة على حد زعم الكاتب وإلا فهي حركات مدروسة والكاتب نفسه باح بذلك في أكثر من مناسبة تخذيلية ولكن السبب ظاهر للخاص والعام وهو قيام المجاهدين في وجوه القوم وصدهم عن مرادهم .

ثم وجه نداءه للسلطة الفلسطينية الرسمية وفي غضون كلامه لهم قال[ وكلما رسختم قيم العدل والاحتكام إلى النظام والقانون صنعتم مستقبلاً أفضل لشعبكم العظيم ]

أقول كيف يكون عدل وقانون..؟!!

أين النداء لتطبيق شرع الله..؟!!

إنها دعوة صريحة لإثبات القانون ونبذ الشريعة.

إن هذا النداء فيه تفضيل حكم القانون والنظام على حكم الله .

إذا كان في بيانه هذا يدعو إلى الاتفاق ويحذر من الاختلاف فإن من أعظم أسباب تحقيق هذا المبتغى إقامة شرع الله فهو كفيل باختزال الخلاف واحتواء الشقاق إن هذه الفقرة فيها تلبيس على الأمة وصرف لها عن فهم قضية الحاكمية .

ثم قال للسلطة [ إن لكم حق الاحترام والطاعة بالمعروف ]

أقول: أي حق يحقه سلمان لطغاة مرتدين وأي طاعة ستكون لهم وصدق القائل:



نادِ الملوك وقل لهم

ماذا الذي أحدثتموا

أسلمتم الإسلام في

أيدي العدا وقعدتموا

وجب القيام عليكم

إذ بالنصارى قمتموا

لا تنكروا شق العصا

فعصى النبي شققتموا



ثم لبَّس على القراء فوصف أن السلطة عدوة لليهود وأن المقاومة هي التي جعلت عدو السلطة } اليهود{ يتفاوضون معها، وهذه المخادعة والمخاتلة من سلمان للقراء ربما تسير على الأبعدين وقليلى الخبرة أما بيان يرسله للأقربين ويعرضه للمتابعين فلن يصغوا لهذه الهرطقات ولن يسمعوا تلك الأوهام .

وبعد فهذه الورقات نظرة سريعة في بيانه ولم أعمد لكشف كل المغالطات الواردة فيه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،



كتبه
محمد بن عبد العزيز شريف
:المثنى القصيمي: غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)