[ولد_الصفراء]

باريس، فرنسا (CNN) -- مازال نبأ وفاة زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، أسامة بن لادن، جراء إصابته بحمى التيفوئيد، يثير بلبلة في عواصم عالمية عديدة، بدءاً من إسلام أباد ومروراً بكابول والرياض، وانتهاء بباريس وواشنطن.

وعبرت هذه العواصم عن تشككها بشأن الوثيقة السرية التي تسربت إلى وسائل الإعلام الفرنسية ومنها إلى بقية وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم.

وقالت السفارة السعودية في الولايات المتحدة إنه ليس لديها أي دليل على وفاة بن لادن يدعم تلك التقارير الصحفية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقالت السفارة على موقعها على الإنترنت: "إن المعلومات التي نشرتها الصحافة مثيرة للشكوك ولا يمكن التأكد من صحتها بصورة مستقلة."

أما وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، فرفضت التعليق على صحة هذه المزاعم، قائلة "لا تعليق، ولا معرفة" بشأن التقرير.

وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية، بلير جونز، إن البيت الأبيض لا يستطيع تأكيد صحة التقرير، غير أن اثنين من المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قالا إن الوكالات الأمريكية المختلفة ليس لديها أي معلومات تشير إن وفاة بن لادن.

وكان الرئيس الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، أعلن السبت أنه سيفتح تحقيقا حول تسريب وثائق سرية لوزارة الدفاع الفرنسية، تتضمن تقريراً يشير إلى وفاة زعيم تنظيم القاعد أسامة بن لادن، موضحاً أنه لم يتم التأكد من صحة هذا التقرير مطلقاً.

وقال شيراك السبت: "تفاجأت من خبر نشر وثيقة سرية للإدارة العامة للأمن الخارجي، وطلبت من وزارة الدفاع بفتح تحقيق فوري والتوصل إلى الاستنتاجات الضرورية."

وأضاف الرئيس الفرنسي أن المعلومات الواردة لم يتم التأكد منها على الإطلاق.

وكان مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أعلنوا بدورهم السبت صعوبة تأكيد صحة التقرير الذي يشير إلى أن أسامة بن لادن قد يكون لقي حتفه، فيما قال مسؤولون في الاستخبارات السعودية لمراسل CNN نيك روبرتسون، إن تقارير موثوقة سجلت في الأسابيع القليلة الأخيرة، تشير إلى إصابة أسامة بن لادن، بحمى التيفوئيد، إلا أنه لم يمت.

وكانت صحيفة "ليه ريبوبليكان" الإقليمية الفرنسية أول من قام بنشر التقرير السبت.

وجاء في مقال المجلة أن تقرير الاستخبارات الخارجية الفرنسية المحدد بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول الجاري، نقل "عن مصدر موثوق به عادة" قوله إن السلطات السعودية تحاول التأكد من التقارير المتعلقة بوفاة بن لادن جراء إصابته بالتيفوئيد في باكستان في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب الماضي.

وقال الصحفي الذي كتب المقال لشبكة CNN في اتصال هاتفي، إنه واثق من صحة الوثيقة السريّة.

وأضاف أن الشيء الوحيد الذي تحاول السلطات السعودية معرفته هو مكان دفن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قبل إعلان النبأ بشكل رسمي.

إلا أن المسؤولين الباكستانيين أعلنوا بدورهم أنهم لا يملكون أية معلومات تؤكد صحة هذه التقارير.

وأشار تقرير صحيفة "ليه ريبوبليكان" إلى أن الاستخبارات السعودية تلقت نبأ وفاة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، وأن هذه السلطات تحاول الحصول على مزيد من التفاصيل، خاصة فيما يتعلّق بمكان حصول الوفاة.

إلا أن المحلل بقضايا الإرهاب لدى شبكة CNN بيتر برغن شكك في التقارير التي أشارت إلى احتمال وفاة بن لادن، قائلا إن المواقع المتشددة لن تلتزم الصمت حيال هذا النبأ.

ولفت إلى أن أنباء حول مصير بن لادن تنتشر كل عدة أشهر.

وأجرى برغن اتصالا مع جمال خليفة زوج شيخة، شقيقة أسامة بن لادن وصديقه المقرّب خلال أيام الدراسة على مقاعد الدراسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة بالمملكة السعودية.

وقال خليفة إنه لم يسمع أي خبر في هذا الصدد لتأكيد ما نُشر حول وفاة بن لادن.
يُذكر أن خليفة يقيم في مدينة جدة وهو رجل أعمال كان تزوج شيخة بن لادن عام 1986.

بدوره قال صديق الطفولة لأسامة بن لادن، خالد البطرفي، صحفي رفيع في صحيفة "المدينة" أحد أبرز الصحف بالمملكة السعودية، إنه لم يسمع بأي شيء يشير إلى صحة التقرير.

وأضاف قائلا لبرغن إنه أجرى بعض الاتصالات مع أفراد من أسرة بن لادن في جدة، إذ أنه على اتصال دائم معهم، إلا أنهم أكدوا له عدم سماعهم بأي أنباء لتأكيد هذه التقارير.

الجدير بالذكر أن آخر شريط صوتي لبن لادن بث على المواقع الإلكترونية المتشددة، كان في 30 يونيو/حزيران الماضي، حين بايع أسامة بن لادن أبو حمزة المهاجر مكان أبو مصعب الزرقاوي، بعد مقتله في العراق في غارة جوية في السابع من يونيو/حزيران الماضي.

أما آخر شريط فيديو مصور لأسامة بن لادن، فقد بثّته فضائية "الجزيرة" القطرية في 29 أكتوبر/تشرين الأول عام 2004.