[المقداد]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني في الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبعث إليكم هذه الكلمات لعلها تجد منكم آذانا صاغية وقلوباًُ واعية..

قال تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) سورة هود

فقال سبحانه مصلحون ولم يقل صالحون.

بالأمس خرجت بصحبة الأهل إلى أحد الأسواق وتحديداً إلى النخيل بلازا فرأيت والله مايشيب له الرأس من تبرج وسفور واستهانة بالحجاب الشرعي من الفتيات هداهن الله أما الشباب فحدث ولا حرج عن الدوران والمعاكسات وأما أسود الهيئة (كان الله في عونهم) فلم أرى إلا واحدا ولكن ماذا يفعل في هذا السوق الكبير.
فهممت بالخروج مما رأيت وفي هذه اللحظة أمسك بي أحد الشباب -جزاه الله خيرا- فحدثني قليلا وقال :كلنا مع أسود الهيئة فاستغل تسوقك مع أهلك بأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقال لي أن كنا حرمنا أجر الأعتكاف فلا نحرم أجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وجعل الله في دهوته للنساء الفضل العظيم في تجب كثير منهن.
ووالله يا أخوان كان من أصعب الأشياء عندي الأمر والنهي فما هي إلا دقائق قليلة إلا وانطلق لساني بهذه الشعيرة العظيمة ومع همي وكدري مما رأيت إلا وانشرح قلبي بهذا الأمر.

فيا أيها الأخوة/ ليستشعر كل واحد منا فضل هذه الشعيرة العظيمة وأنها سبب خيرية هذه الأمة.
وليكن في تسوقك يا أخي الأجر العظيم بتطبيق هذه الشعيرة.



َعنْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ. إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ».

وانظر أخي إلى هذا المثل النبوي الرائع في تصويره لهذه الشعيرة...
عن النّعمانَ بنَ بَشيرٍ رضيَ اللهُ عنهما عنِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ القائمِ على حُدودِ اللهِ والواقعِ فيها كمَثَلِ قومٍ استَهَموا على سَفِينةٍ فأصابَ بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلِها إذا استَقوا مِنَ الماءِ مَرّوا على مَن فَوقَهُم، فقالوا: لو أنّا خَرَقْنا في نَصيبنا خَرقاً ولم نُؤْذِ مَن فَوقَنا، فإن يَترُكوهم وما أرادوا هَلَكوا جميعاً، وإن أخَذوا على أيديهم نَجَوا ونجوا جميعاً» رواه البخاري.


ليكن في تسوقك دفعاً لمنكرات عظيمة وجلبا لأجر أعظم لك. ولن يكلفك هذا الأمر إلا بضع كلمات منك.

أعذروني على الإطالة وعلى سوء ترتيب الأفكار فقد كتبتها على عجالة من أمري.
والسلام عليكم.