[أبو عمر القصيمي]

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال نسأل الله أن يعيد علينا شهر رمضان أعواماً عديدة بالخير والطاعة والنصر والتمكين ونسأله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين وأن يتجاوز عن زللنا وتقصيرنا

أعزائي الكرام /

نحمد الله عزوجل على أن بلغنا رمضان ويسر لنا صيامه وقيامه ونحن بصحة وعافية ونسأله القبول وأن يتجاوز عن التقصير وأهنئكم جميعاً بعيد الفطر المبارك ونسأل الله أن يجعله عيداً سعيداً للمسلمين في كل مكان

وعندي هذا الموضوع القصير الذي أتمنى أن يستفيد منه الجميع وهو يتعلق بصلاة العيد في المصلى وهل المصلى يأخذ حكم المسجد ؟ إليكم كلام الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

قال الشيخ رحمه الله في المجلد السادس عشر من الفتاوى

ومن أحكام صلاة العيد أنه عند كثير من أهل العلم أن الإنسان إذا جاء إلى مصلى العيد قبل حضور الإمام فإنه يجلس ولا يصلي ركعتين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا جاء فلا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لأن مصلى العيد مسجد، بدليل منع الحيض منه، فثبت له حكم المسجد، فدل على أنه مسجد، وإلا لما ثبتت له أحكام المسجد، وعلى هذا فيدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين».

وأما عدم صلاته صلى الله عليه وسلم قبلها وبعدها فلأنه إذا حضر بدأ بصلاة العيد.

إذن يثبت لمصلى العيد تحية المسجد كما تثبت لسائر المساجد، ولأننا لو أخذنا من الحديث أن مسجد العيد ليس له تحية لقلنا: ليس لمسجد الجمعة تحية؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضر مسجد الجمعة يخطب ثم يصلي ركعتين، ثم ينصرف ويصلي راتبة الجمعة في بيته، فلم يصل قبلها ولا بعدها.

والذي يترجح عندي أن مسجد العيد تصلى فيه ركعتان تحية المسجد، ومع ذلك لا ينكر بعضنا على بعض في هذه المسألة؛ لأنها مسألة خلافية، ولا ينبغي الإنكار في مسائل الخلاف إلا إذا كان النص واضحاً كل الوضوح، فمن صلى لا ننكر عليه، ومن جلس لا ننكر عليه.

انتهى كلامه رحمه الله

وأحب أن أفيدكم أيضاً بمسألة حكم صلاة العيد ففي هذه المسألة ثلاثة أقوال وكل قول له أدلته القوية وهي على النحو التالي :

القول الأول / أن صلاة العيد سنة مؤكدة وهذا قول المالكية والشافعية واختاره من المعاصرين الشيخ المحدث سليمان العلوان .

القول الثاني / أن صلاة العيد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين وهذا مذهب الحنابلة وقد درسناه في الإبتدائية .

القول الثالث / أن صلاة العيد فرض عين على الرجال والنساء وهذا مذهب أبوحنيفة واختار هذا القول شيخ الإسلام ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين والشيخ المحدث عبدالله السعد .

وأما أدلة هذه الأقوال فمن يقول هي سنة يستدل بحديث الأعرابي الذي قال ( هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع ) وحديث ( خمس صلوات في اليوم والليلة ) وأما من يرى أنها فرض عين فيستدل بحديث أم عطية الذي في الصحيحين ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحيض وذوات الخدور للخروج لصلاة العيد ) وغيره من الأدلة ويردون على حديث الأعرابي أن هذا الحديث خاص في اليوم والليلة فقط ، وعلى العموم فالمسألة قوية والخلاف فيها قوي والأحوط للإنسان أن لا يدعها ويفوتها خصوصاً أن الحديث الذي فيه الأمر في الصحيحين والقائلين بالوجوب أئمة كبار .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى