[أبوشهد]

[align=justify]


تغمرني الفرحة عندما تقع عيني على مجلة أو صحيفة تحمل أسمك ، أقلب صفحاتها بلهفة للقاء سطورك , كنت ألتهم حروفك بنهم شديد , لا أعلم لماذا اعتقدت أنك أنت وحدك من يجب أن أقرأ له دون غيره ! ربما يعود السبب في ذلك لأني اخترتك أن تكون رمزاً للاعتدال و الاتزان في عالم أشعث أغبر انطمست فيه هوية الماضي لضمان المستقبل أو لمجرد التماشي مع الحاضر !

لا زلت أتذكر أولئك الجنود و هم يلحقون بالشباب الثائر أمام مبنى إمارة بريدة , ذلك المشهد الذي سطر أول حدث من نوعه لمظاهرة علنية قادها سلمان العودة مستخدماً لغة القوة لإحداث تغييرات جذرية تتوافق مع تطلعاته المستقبلية كشيخ شاب طموح ! أو ربما أن تلك الأحداث كانت تبعات المحاضرة العصماء والتي أودت به نحو سجن دام ثمان سنوات عجاف , خرج بعدها بثوب آخر و فكر جديد و توجه مغاير تماماً لما كان عليه في السابق !

سلمان العودة رجل أمة و تاريخاً موغلاً بالأحداث الجسام و المواقف العصيبة , و لعله أيقن أن أنقاض الماضي ستبني المستقبل و لكن مع شيء من التبسط والتوسع! أو حتى الوساطة في حد من حدود الله !

لقد ذهلت و وصل بي الغيظ و الحنق مبلغه و أنا أشاهد هذا الكم الهائل من الدعوات و النداءات من قبل ثلة من المشايخ لطلب الشفاعة في قضية الشمري و الشراري التي أشغلت الرأي العام و التي كان من المفترض أن تكون إصرارا منهم على إقامة حد القصاص بل حد الحرابة على الجاني و على الجرم الشنيع الذي أقترفه في حق الابن و الأب !

لا أرى مسوغا وراء هذا الاندفاع المحموم لطلب العفو ! فإن كان لحقن دماء المسلمين و اعتقادهم أن القضية ستتشعب و ستكون بين قبائل و طوائف متناحرة و انطلاقا من قوله تعالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) فهذا في حال الاقتتال ! كما أنه لو حدث أن خرجت طائفة على الأخرى فالأمر هنا بالمقاتلة و ليس بالمصالحة ! و لكن ما أخشاه أن يكون الأمر خلاف منهاج النبوة أو تطويعاً لنصوص الأدلة لأمور خفية لا نعلمها , و عزاءنا الوحيد ( أتشفع في حد من حدود الله و أيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ! أو كما قال صلى الله عليه و سلم.

مكتب الوساطة الدينية لنقض الحدود الشرعية بزعامة سلمان العودة بدعة استحدثت لفئة معينة دون الأخرى , و أجزم أنه سيفتح الباب على مصراعيه لكل من هب و دب أن يستبيح دماء المسلمين لأنه أبن ذلك الرجل أو على علاقة وثيقة بآخر ! و الأحداث القادمة تصدق هذا الظن أو تكذبه .

أبوشهد! [/CENTER]