[الصباخ]

عندما نعيش التناقضات . . ! !


دعونا لا نذهب بعيداً ونحن نتصفح صفحات التاريخ ، تاريخ البشرية الدموي ، الذي لا يمر سنة إلا وتجد آلاف الحروب فيه ، هذه هي طبيعة البشر ، يحبون القتل والدم والدمار .
دعونا نفتح صفحات التاريخ في بداية القرن العشرين ، عندما سقطت الإمبراطورية العثمانية ، وبدأت الحرب العالمية الثانية ، ثم بعد ذلك لم يستفق العالم من هول الحرب العالمية الأولى انتقل بعدها العالم إلى حرب ثانية ، تلاها صعود أمريكا على عرش العالم ، ولكن هيهات لها أن تتحكم بالعالم ، وهناك الإمبراطورية السوفيتية ، هذه الإمبراطورية التي احتلت شرق الأرض بكاملها ، ثم بعد ذلك كانت حروب أمريكا ضد فيتنام والنكسة الأمريكية فيها ، دعونا نرجع عجلة الزمن قليلاً حيث الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية ، طبعاً هذا الاحتلال الفرنسي والبريطاني كان بعد الحرب العالمية الثانية ، ماعلينا نرجع ونقول حصل الاحتلال اليهودي على فلسطين بمساعدة بريطانيا ، وحرب الدول العربية لإنقاذ فلسطين ، طبعاً كان العرب يحاربون في النهار ، ويسهرون على الخمر وأنغام أم كلثوم في المساء ، وبالتحديد المصريين ، ثم بعد ذلك كانت حرب العراق ضد إيران والحرب الطاحنة ، ثم يأتي المهم في كلامي وهو حرب أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي ، والذي كان يسمى جهاداً [تهمني هذه النقطة كثيراً] كان الجهاد ضد الإتحاد السوفيتي مشروع ، ومؤيد من الحكومات ومن أمريكا أيضاً ، سقط الإتحاد السوفيتي بعد هذه الحرب وخسر خسائر كبيرة وفادحة جداً ، بعد ذلك صعدت أمريكا على عرش العالم بدون منازع ، فمن ينازعها بعد الآن ؟ لقد سقط الإتحاد السوفيتي الذي كان يؤرق مضجعها ليل نهار ، كم هو جميل هو سقوط الإتحاد السوفيتي ، حيث يخلو الجو للطفل المدلل أمريكا أن يشاغب على كل الناس ، بدون أن يحاسبه أحد ، بعد ذلك ننتقل إلى الخليج وكان الاحتلال العراقي للكويت ، والذي جاءت فيه أمريكا إلى الخليج وساعدت الدول الخليجية في إخراج العراق من الكويت ، وجلست بعدها أمريكا بالخليج بحجة أنها تريد حمايتنا ، ننتقل إلى أوروبا والذي كانت تدور فيه رحى حرب الصرب ضد أخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك وكان ضحية آلاف الأبرياء ، بأي ذنب قتلوا ! ! بذنب أنهم مسلمون .

بعد ذلك بدأ القرن الجديد ، وجاءت الضربة القاصمة للطفل المدلل أمريكا ، وكانت معركة 11سبتمبر ، والذي هز عرش أمريكا بقوة ، وأيقظها من نومها ، وقال لها إنكِ مستهدفة ، فإن لم تتداركي الوضع فسوف تسقطي ، بدأ الطفل المدلل أمريكا بالضرب هنا وهناك ، لعله يستطيع إخضاع العالم له ، طبعاً العالم سيخضع لهذا الطفل المدلل ، حتى لا يسقط الحاكم من كرسيه كما سيحدث في العراق لاحقاً ، بدأ الحرب في أفغانستان ، لعلها ترجع شيئاً من هيبتها ، منيت بخسائر كبيرة ، أرادت التعويض فانتقلت للعراق [وهي النقطة التي أريدها] ، وكان الاحتلال الأمريكي للعراق ، وسقوط بغداد ، هب الشباب المسلم للجهاد في العراق ، ولكن هيهات هيهات أن يحصل له الجهاد في العراق ، فالجهاد ضد أمريكا في العراق ، لا يجوز وكبيرة من كبائر الذنوب .

ما أود الوصول له بعد هذا السرد المختصر نوعاً ما للقرن الماضي وبداية القرن الحالي ، هو التالي:
عندما كان الحرب ضد الإتحاد السوفيتي ، كان يسمى جهاداً ومؤيد من الحكومات والمشائخ وجميع الناس ومن أمريكا أيضاً ، عندما انتقل الأمر للحرب ضد أمريكا والجهاد ضدها ، أصبح الأمر جرماً وجريمة وأي شخص يقوم به يعتبر مجرم وإرهابي ومكروه من الجميع ، يكرهه الناس والحكومة تقبض عليه ، والمشائخ يحرمون الحرب ضد أمريكا .

تناقض عجيب جداً ! !

هل عقولنا بهذه السذاجة حتى يناقضوا أنفسهم فقط خلال عشر سنوات ! !

هذا هو ما أردت الوصول إليه والتوضيح من أجله .



شكراً لكم ..

ودمتم سالمين ،،