بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » (الهيئةُ ورجالاتها محنٌ أم منحٌ )خطبة د/سليمان العودة، إقرأها وانشرها. حقاً إنهاخطبة.

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-06-2007, 02:41 AM   #1
باذل الخير
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 115
(الهيئةُ ورجالاتها محنٌ أم منحٌ )خطبة د/سليمان العودة، إقرأها وانشرها. حقاً إنهاخطبة.

(( الهيئة ورجالاتها محنٌ أم منحٌ ؟ ))
د / سليمان بن حمد العودة . خطبة الجمعة 22/5/1428هـ جامع حي النخيل ببريدة .. اقرأها وساهم في نشرها، وأبلغ خطيباً بها، لتنال الأجر والمثوبة جزاك الله خيراً.
الحمد لله أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . . .
إخوة الإسلام صمام الأمان ماهو؟ وعلامة خيرية الأمة ماهي ؟ إنها(الحسبة) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تُرى مكمنُ الخطر أين يكون في القيام بهذه الشعيرة وتشجيع القائمين عليها,أم بإهمالها والطعن في رجالاتها؟ داع القران يقول {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) آل عمران وسيد الخلق ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يقول( لتأمُرن بالمعروف ولتنهوون عن المنكر أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وأخيار صالحون يقولون المعروف ويأمرون به ، وينهون عن المنكر وينتهون عنه . . هذا نداء الفطرة، وتوجيه الكتاب والسنة.
وثمة نداءات مشبوهة، وأصحاب ريب ونفاق، يقولون المنكر ويأتونه، ويدعون الناس له، ويمسكون عن المعروف وربما ضاقت نفوسهم به وأعظم من ذلك وأسوأ أن ينفروا الناس عنه، ويشوهون صورة رجالاته، أولئك نُسخٌ تتكرر، وأجيالٌ تتلاحق قال الله عنهم [والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون] التوبة 67 ، أولئك أصحاب شهوات غرضهم أن يميل الناس عن الحق وينحرفون عن السنة{ْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}(27) النساء،
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحي الفضائل، وتُمات البدع، وتحصر الرذائل، وتحمى الأعراض، وتُصان الحرمات، وبالنهي عن المنكر يحاصر المبطلون، ويكشف المجرمون، ويضيق الخناق على الجريمة، ويأمن الناس على أمولهم ودمائهم وأعراضهم، حين يعز سوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحيىّ من حيىّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، ويصبح ممارسة الجريمة خُفيةًًً وعلى استحياء، وفُعل المعروف علانيةً وبكل عزةٍ، رجالات الحُسبةِ يسهرون حين ينام الناس، ويقومون نيابةً عنا في متابعةِ أهل الفساد والفجور، إنهم يستشعرون المسؤلية في تحقيق الأمن، ويرحمون الخلق حين يهدونهم للحق، ويحسنون للمخطئ حين يبصرونه بالخطأ، أو يقصرونه عن منكر أعظم، إنهم ذراع الوالي لأطرِ الزائغين على الحق أطراً، وهم عين العالِم الذي يعرف الحق من الباطل، وهم ورجالاتُ الأمن يكملون أدوار بعضٍ في حماية المجتمع من أعاصير الفتن وموجات الفساد.
ورجالات الأمر بالمعروف بشرٌ كغيرهم من البشر غيرُ معصومين من الخطأ . . لكن من الحيف أن تُعظم أخطاؤهم وتنس جهودهم ، ومن الظلم أن تُلصق بهم كلّ تهمة وأن ينسب لهم كلُّ خطأ وحين تُقرع الطبولُ ويتنادى الموتورون لإسقاطِهم فتلك البليةُ التي لايجوز السكوت عليها.. وحين تُطرح هذه الأيام قضايا الهيئات بعباراتٍ فجّة، وأساليب غير منصفة، فذاك التشهير الذي يريد منه أولئك مابعده ولايرضى به المجتمع فضلاً عن المسؤلين، وبالأمس عنوانٌ كبير في جريدة الجزيرة يقول (استياء الهيئة من الصحف ) وفي اليوم نفسه وفي جريدة الرياض تصريح لفضيلة وكيل الرئيس العام للهيئات أبدى فيه تحفظه على بعض مانشر في الصحف ومجانبته للحقيقة.
ولكن ثقتنا بدولتنا التي قامت على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. . وتصريحات مسؤلي الدولة في عدد من المناسبات عن أهمية هذا القطاع وجهود رجاله كلّ ذلك يطمئنُنا إن هذا التهويش الذي يثار بين الفينة والأخرى لن يحقق أهداف أولئك الموتورين ولن يُضْعِف من دور الحسبة ومراكز الهيئات عن ممارسة واجبها.
يارجالاتِ الهيئة وحين لاتعطون الفرصة للشانئين والمتربصين بأي تصرف غير محسوب .. فثقوا أن الله معكم يأجركم ويدافع عنكم، وحين تلتزمون باللوائح والنظم لإداراتكم فثقوا أن الدولة من ورائكم، وأن المجتمع يقدر جهدكم ويشارككم مسؤليتكم .
عجباً لأقوامٍ يضيقون بالمعروف ويروجون للمنكر، ويضيق عطنُهُم عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بل ويسعون في الوقيعة بهم . .
أين العدل إنْ ضُعُف الدين ، وأين المروءة والشهامة إنْ غابت العقول أو ضعفت الغيرة ؟ ألسنا نتفق على أهمية نظافة المجتمع وحمايته بفكره وأخلاقه وتعاملاته ؟ فما جزاء ممن يحتسب على الخمور ويكافح المخدرات، وممن يحمي الأعراض ويمنع من اختلاط الأنساب ، منْ يسهِم في إصلاح البيوت، ويسدي النصح والتوعية ولإرشاد للمراهقين والمراهقات، وتتبع السحرة والمشعوذين والداجالين؟ أيستحق أولئك الجنود الأخفياء أن نشهر بهم في المنابر الإعلامية، أوَيكونوا مادةً للسخريةِ في المسلسلات والقنوات؟ سبحانك ربي هذا بهتانٌ عظيم،
إن من يريدُ أن ينصح ويوجه يقول للمحسن أحسنت .. ولكن عليك كيت وكيت ورحم الله من أهدى لأخيه عيوبه، وفرقٌ بين هذا المسلك ومسلك محاولات الإسقاط، وتشويه المسار، وملء قلوب الناس بالكره وبالإزدراء، وأعظم من ذلك حين يُطرحُ بكل صفاقة أو يقصد من وراء الإثارة المستمرة إسقاط جهازٍ مهم من أجهزة الدولة .. أو إضعاف رجاله بتقليص صلاحياتهم . وهل يريد هؤلاء أن يكون بدل رجالات الدولة وجُنُودِها المعروفين رجالٌ نكرات وجنود مجهولون يعملون في الخفاء وقد يضرون أكثر مما ينفعون ومجتمعنا بحمد الله مجتمعٌ محافظ خيّر، أفيريد أولئك الذين يشغبون على رجالات الهيئة أن يُستبدل رجالٌ رسميون يعملون وفق لوائح وأنظمة للدولة بآخرين غير محسوبين ولا تضبطهم لوائح وأنظمة، وقد تسيرهم العاطفة ويستجيبون للغيرة .. فلا يرضون بصاحب المنكر يمارس جريمته فيقع الاختلاف والفتنة؟ إن بلادنا بحمد الله وعلى تعاقب المسؤلين وولاة الأمر فيها يؤكدون على قطاع الحسبة ويشكرون رجالات الهيئة، ولايمنعهم ذلك من التوجيه والإرشاد للمخطئ كغيرهم من رجالات الدولة، ولكن نفراً من بني جلدتنا يرومون الصعب وربما غابت عنهم المآلات وودوا لو غُيِّبْت الهيئات إن من حق الدولة ـ وفقها الله ـ أن تحاسب الهيئات كما تحاسب بقية القطاعات ،لكن ليس من حقِ كلِ شخصٍ أن يتخوض فيما لايعلم ـ وإذاقُدّر لجهةٍ من الجهات أن تقع في خطأ ما فثمة لجانٌ مختصةٌ تُعنى بالدراسةِ وفق مُعطياتٍ ومعلوماتٍ ووقائع ـ وليس من المصلحةِ أن يُفَْتَح البابُ واسعاً في الصحافةِ أو غيرها لطرح الموضوع على عامةِ الناس فتكون البلبلةُ والإثارةِ ويتراشقُ الناسُ بالتهم، ولذا فإن العقلاء يتطلعون إلى وقفةِ حاسمةٍ من الدولةِ وفقها الله توقفُ فيهِ هذه المهارشات والتهويشات بشكلٍ عام ، والتي تُقصد بها الهيئات هذه الأيام ـ وإن كان الناسُ بعامة لديهم من الحصافةِ بحيثُ لايتأثرون بمثل هذه الطروحات ـ لكنها المصلحةُ العامة وتسكين الفتنةِ وإنصاف الجهات العاملةِ، إن من رسالةِ الصحافة المصداقيةُ ولأمانة في العرض والطرح وذكر المحاسن وتقويم الأخطاء ومعالجتها بحكمةٍ وعدل ، وانطلاقاً من هذه القيم للمسؤلية الإعلامية ، فأين وسائل الإعلام ـ وعلى رأسها الصحافة ـ عن رجالات الهيئة حين اعتدى عليهم أصحاب الشهوات ، وأرباب الجرائم حتى دخل بعضهم المستشفيات فأين دفاع الصحافةِ عنهم ، وأين مطالبتها بتتبُعِ مُتَقَصّدِيّهم بالسوء؟، وهل تناولوا قضيتِهم تلك بمثل مايتناولون اليوم قضايا موتٍ لأشخاص ـ صرح المسؤلون في الهيئة عن ملا بساتها وظروفها ـ أين الصحافةُ و كُتّابَ الأعمدةِ عن عرض منجزاتِ الهيئة ، وتفاني رجالاتِها في خدمةِ المجتمع والمساهمةِ في تحقيق الأمن هل تُنكِرُ إنجازاتهم في قبض المروّجِين وفي حمايةِ الأعراض ـ أوغيرها من القضاياـ أليس الله يقول ( وإذا قلتم فاعدلوا) فأين العدل في عرض ما للهيئات وما عليها؟ ألا يستشعرُ أولئك أن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سِرٌ من أسرار البقاء وأمان من العذاب ، والله يقول وهو أصدقُ القائلين {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِين ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (117)هود، ألسنا ندرك جميعاً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للتمكين في الأرض {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلا ةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ} (41)الحـج، ومن يتحمل اللعن ـ وهو الطرد والإبعاد عن رحمةِ الله ـ وذلك جزاء من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ،كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (79)المائدة، إننا نتألم بشكل عام حين يقع أحدٌ من المسلمين في عرض أخيه المسلم بغير حقٍ فالله يقول{ وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12)الحجرات، ونتألم أكثر حين تكون الوقيعةُ في أهل العلم والدعوة ، وأرباب التربيةِ وأهل الحسبة ، وهنا يكون الأمر أعظم ، والوعيد أشد ، وهنا أقتبس كلاماً نفيساً لشيخِنا الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ حين سُئل عن الاتهامات الموجهةِ لللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فقال ـ فيما قال : الوقيعةُ في أهل الخير أشدُ من الوقيعةِ في عامةِ الناس، والوقيعة في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر توهن جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويخشى أن الدافعُ فيهم بكراهةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي كراهةِ ذلك خطرٌ على دين العبد لقوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}(9) محمد انظر موقع الرئاسة- إنها بليةٌ حين ينقسم المجتمع إلى آمرين ومثبطين ، وإلى رجالات هيئةٍ مكلفين وإعلاميين يتهمون ولا ينصفون .. ولذا توجّه الدعوةُ لهؤلاء أن يتقوا الله فيما يكتبون وإلى رجالات الهيئةِ أن يحتاطوا لما يفعلون.. ولنا جميعاً ألا تروج بيننا الشائعات ولا أن نقبل التُّهم دون دليل ،ولا التجريح دون تفسير، ولا التعجل في إصدار الأحكام قبل نتائج التحقيقات .. نحن أمة العدل ودينُنا دين الفضيلة وبلادنا مهبط الوحي وفيها قِبْلة المسلمين ، ولا خيار لنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو قَََدَ رُنا وأكرِم به من قدر، وهو حظنا ونعم الحظ ، ولئن ضاقت به نفوسٌ قليلة، فعامةُ مجتمعنا بحمد الله تؤيد الأمر بالمعروف، وتساند رجالاته، وتنهى عن المنكر، وتساهم في محاصرة أصحابه .. وفوق ذلك فولاتُنا بحمد الله يؤكدون على ذلك في كل مناسبة، ويؤكدون على أهميةِ هذا القطاع ودعم رجالاته، ولولا فضل الله ورحمته ثم دعم الدولةِ لهذا القطاع لما أصبح له هذا الشأن الذي شرق به من شرق ....
وبعدُ أيها المسلون فخُلاصةُ القول أن قطاع الهيئات أحدُ قطاعات الدولةِ، وحقه الثقةُ والمساندة من المواطنين والمقيمين، ورجالات الهيئةِ إخوانُنا والساهرون مع غيرهم من رجالات الأمن من أجل قِيَمِنا وحُرُمَاتِنا ومن حقهم علينا المدافعةُ عن أعراضهم والمساندةُ والتعاون معهم في مهمتهم، وهي مهمتُنا جميعاً ( فمن رأى منكم منكراً فا ليغيرهُ بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبهِ ) الحديث ـ وتستطيعون ـ معاشر المسلمين إبطال هذهِ الهجمةُ ضدهم حين تأمرون أهليكم وألا د كم بالمعروف وتنهونهم عن المنكر، فتلك مساهمةٌ جليلة منكم في الأمر والنهي وبها تُخفّفون على رجالاتِ الهيئةِ المسؤولية، وحين تتعاونُ أيها المسلم مع جيرانك وزملائك على البر والتقوى وتنهون عن الإثم والعدوان فتلك مساهمةٌ أخرى مع رجالاتِ الهيئة، وحين تُقدمون نُصْحاً أو مساعدة أو مقترحاً نافعاً لرجالات الهيئةِ أو يكتب القادرون مقالاً ، أو يؤلفون كتابا أو يلقون محاضرةً أو خطبة فتلك مساهمةٌ جليلة وهكذا، وبهذا وغيره تتحولُ المحنُ إلى مِنح، والتجريحُ والتُهمُ إلى تزكيا ت ومساندات.
وأخيراً بقيت همْسةٌ تقال لرجالات الهيئةِ ـ بل هَمْسات ـ وفي مُقدِ متها الإخلاص لله في أعمالِكم ، والصبرُ والإحتساب على ما تلقونهُ من إخوانكم . فأنتم تتعاملون مع فئةٍ معينةٍ في المجتمع، كما تحتاج إلى صبرِ كم تحتاج إلى رِفْقكُم ونصحكم، وأظنكم تفرحون بتوبةِ المخطئ أكثر مما تفرحون بالقبض على المجرم وهو مُتلِّبِسٌ بجريمتهِ، عليكم بالرفق فما كان الرفقُ في شئٍ إلازانهُ،وعليكم باستحضار فقه تغيير المنكر حتى لا يترتب عليه منكر أعظم منه، كونوا رفيقين في مهمتكم منضبطين باللوائح والأنظمةِ الموجّهةِ إليكم من مسؤليكم حتى لا تُعْطوا الشانئين فرصةً لتوجيه النقد لكم ، طوروا أنفسكم بالدورات، وتثبتوا في المعلومات، ونشطوا إدارات التوعيةِ فالوِقايةُ خيرٌ من العلاج، واستفيدوا من أخطاءِ غيرِكم حتى لا تتكرر معكم، وحين تتقون وتصبِرون لا يضُرُكم كيدهُمْ شيئاً، وقد قيل لمن هو خيرٌ منكم { إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (26)( غافر)، وقيل لنبيكم صلى الله عليه وسلم{ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون}..
أيها المسلمون وغداً أيام الامتحانات للطلاب والطالبات ـ وقد قلنا في مناسباتٍ مماثلة التذكير بقيمةِ العنايةِ بفلذاتِ الأكباد دائما وفي مناسباتِ الامتحانات على وجه الخصوص، فنجاحُهُم وتفوقهم نجاحٌ وتفوقٌ لكم، واستفادتُهُم من المناهجِ والمقررات رافدٌ مهم من روافد التربيةِ لكم .
حذارِـ معاشر الأولياءِ ـ من الغفلةِ عن تربيتهم، ورعايتهم في كل حين، وحذارِ على الخصوص من ضعف المتابعةِ لهم أيام الامتحانات.. إنها أيام لقاءاتٍ واختلاطات وأيامٌ يصطادُ العابثون والمجرمون ..ويغررون ويمنون.. في أيام الامتحانات فرصةً كبرى للمجرمين لترويج المخدرات ـ وربما بدأت بأقراصٍ تمنع النوم وتساعد على الدراسةِ والسهر ، ثم انتهت ببلية المخدراتِ والمسكرات فاحذروا أولئك المتصيدين والمروجِين وحذّروا أبنائكم وبناتكم منهم ، وأيام الامتحانات أيامٌ يصطادُ فيها الشاذون جِنسياً وربما رغَّبوا أو رهَّبوا الشبابَ أيام الامتحانات حتى أغروهم بالفاحشةِ فكانت سُبة عارٍ عليهم وعليكم، وربما صُورت الجريمةِ عبركميراتِ الجوال فكانت ورقةً يتلاعبُ بها ويظغطُ أولئك المجرمون على أبنائكم على الدوام .
وثمة متصيدون ومعاكسون على أبوابِ مدارس البنات، فهذا يرمي كلمة، وآخر يلقي برقمٍ، وثالثُ يغري بموعِد.. وهكذا تكون البدايات التّعِسةِ والنكسات وثلمِ الأعراض، والانتقاصُ من الشرف.. فكونوا على حذر.. وار عووا واهتموا بأبنائكم وبناتكم من حينِ خروجهم للامتحانات حتى عودتهم إلى بيوتكم، وقبل ذلك في أوقاتِ دراستهم، وتُشكرُ إداراتِ التربيةِ والتعليم للبنين والبنات حين تجعل الامتحانات فترةً واحدة لا فاصِل بينها، أوتجعل الطلاب في داخل المدرسةِ ـ إن كان ثمة حاجة للفترة الثانية ـ حتى لاتُعطى الفرصةُ للباحِثين عن فُرص فراغ الشباب كما تُشكرُ القطاعاتُ الأمنيةِ حين تُكثّف من جهود رجالاتِها أيام الامتحانات، لتأخذ على أيدي المستهترين، وتحمي المُجتمع من ألاعيب العابثين، وتحيّةً للمعلمين والمعلمات حين يستمرُ عطاؤهم وتوجيههم إلى آخر لحظة..
حمى الله بلادنا ومجتمعاتِنا من كُل سوءٍ ومكروه .. الدعاء (انتهت)
خطبة مباركة اقرأها وساهم بنشرها حسبما تراه ..
[/size][/size]
__________________
أبو معااااااذ
باذل الخير غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)