بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تسلية المصاب بما في البلوى من النفع والثواب

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-08-2007, 01:48 AM   #1
ب ر ي د ا و ي
عـضـو
 
صورة ب ر ي د ا و ي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: بــــــــــــــــــــريـــــــــــــــدة
المشاركات: 637
تسلية المصاب بما في البلوى من النفع والثواب

تسلية المصاب بما في البلوى من النفع والثواب



إن الدنيا دار المصائب والشرور وليس فيها لذة على الحقيقة إلا

وهي مشوبة بالكدر فما يظن في الدنيا أنه شراب فإنه سراب وعمارتها وإن حسنت صورتها

خراب والعجب كل العجب ممن يده في سلة الأفاعي كيف ينكر اللسع وأعجب منه من يطلب من

المطبوع على الضر النفع.قال بعض الأدباء:
طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذار والأكدار

قال بعض السلف:رأيت جمهور الناس ينزعجون لنزول البلاءانزعاجاً يزيد على الحد كأنهم ما

علموا أن الدنيا على ذا وضعت و هل ينتظر الصحيح سوى السقم و الكبير إلا الهرم و الموجود

سوى العدم

فالدنيا لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة و رزية

من أعظم ما يتسلى به من أصيب بمصيبة فصبر لها واسترجع ما وعده الله عز و جل من

الأجر و الثواب حيث قال الله تعالى(وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:157)
و أخبر الله عز و جل أنه يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب فقال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب )

قال عمر بن عبد العزيز : ما أنعم الله على عبد من نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه منه

و عن يونس بن زيد قال : سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن : ما منتهى الصبر قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبةمثل قبل أن تصيبه

و قال على بن أبي طالب : من رضي بقضاء الله جرى عليه و كان له أجر و من لم يرضى بقضاءالله جرى عليه و حبط عمله

و مما يتسلى به المصاب أن يجعل مكان الأنين و الشكوى إلى الخلق ذكر الله عز و جل و الاستغفار و الشكوى إلى الله الواحد القهار

فالأنين و الشكوى إلى الخلق و إن كان فيها راحة للمصاب إلاإنها تدل على ضعف و خور و الصبر عليها دليل قوة و عز و هي إشاعة سر الله تعالى عندالعبد و هي تؤثر شماتة الأعداء و رحمة الأصدقاء

قال أحد الصالحين و قد أخاه يشكو إلى الخلق : يا هذا ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك , و في ذلك قيل إذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم ومما يتسلى به المصاب أن يعلم أن المصيبة تفتح على العبد أبوباً من العبادات الظاهرة و

الباطنة كالدعاء و الإخلاص و الإنابة قال الله عز و جل " و إذا مس الإنسان ضر دعاربه منيباًإليه "

فالبلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى المخلوق و يوجب له الاقبال على الخالق وحده و قدحكى الله عن المشركين إخلاص الدعاء له عند الشدائدفكيف بالمؤمن فالبلاء يوجب للعبد تحقيق التوحيد بقلبه و ذلك أعلى المقامات و أشرف الدرجات
و البلاء يوجب للعبد الرجوع إلى الله عز و جل و الوقوف ببابه و التضرع له و الاستكانة و ذلك من أعظم فوائد الابتلاء و في بعض الآثار : إن الله ليبتلي العبد و هو يحبه ليسمع تضرعه و كان بعض السلف إذا فُتح له في الدعاء عندالشدائد لم يحب تعجيل إجابته خشية أن يقطع عمافتح له

و مما يتسلى به المصاب أن يعلم أن المصيبة إما أن تكون تكفيراً للذنب أو رفعا لدرجة و في

كل خير

قال الله تعالى " و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير " و قال صلى الله عليه و سلم " و ما يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في نفسه و ماله و ولده حتى يلقى الله و ماعليه خطيئة " قال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس و قال صلى الله عليه و سلم " إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة فمايبلغها بعمل فما زال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها "

و ممايتسلى به المصاب أن يعلم ان الله تبارك و تعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه و تضرعه ودعاءه و قيل لبعضهم : كيف تشتكي إلى من لا تخفى عليه خافية في الأرض و لا في السماء فقال : و صبره و رضاه بما قضاه عليه قالوا تشكو إليه ما ليس يخفى عليه

فقلت ربي يرضى ذل العبيد لديه.

و مما يتسلى به المصاب و يزول همه وحزنه قوله صلى الله عليه و سلم " ما أصاب عبداً

قط هم و لا حزن , فقال : اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك , ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ

حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاءحزني و ذهاب همي إلاأذهب الله همه و حزنه و أبدله مكانه فرحاً قال : فقيل : يا رسول الله ألانتعلمها ؟فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها "

و من فوائد البلاء : رحمة أهل البلاء و مساعدتهم على بلواهم فإن العبد إذا أحس بألم الابتلاءرق قلبه لأهل البلاءو رحمهم

و من فوائد البلاء أيضاً : معرفة قدر نعمة العافية فإن النعم لا تعرف أقدارها إلا بعد فقدها فلا

يعرف نعمة العافية إلا من ذاق مرارة المرض

باختصار ...من كتاب "تسلية المصاب بما في البلوى من النفع و الثواب" "


منقوووووووووووووول للفائده
__________________
ب ر ي د ا و ي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)