[بــدور]

من خلال تجاربي البسيطة التي مررت بها أسطر لك لأقول..

هناك مبدأ يسمى"الاستفادة من طاقة لإهانة"..وأنا أتفق معك كليا بأن الإهانة تبقى آثارها في القلب..وبين الحين والحين الآخر قد ينبض لديك احساس ليدفك للأنتقام ..


هذا المبدأ حسب معرفتي به وتطبيقي له..يقول..

اذا أهانك أي شخص وترك جرحا ما بداخلك ..وأصبحت نزعة الانتقام لا تفارقك..فعليك بالأنتقام..وفي هذا المبدأ الانتقام مسموح..لكن؟؟؟؟!!!!

لكن..ليس بمفهوم الانتقام الذي يتبادر فورا الى أذهاننا..انه الانتقام بطريقة أخرى..توجيه طاقة الغضب عندك الى اتجاة مغاير عما اعتدنا عليه؟؟؟!!


صدقنيني يا عزيزتي وهذا من تجاربي في الحياة..لترتاحي للأبد..وتتخلصي من هذه المشاعر التي تضايقك..أنجزي أي عمل وحتى ان كان بسيطا..أثبتي لنفسك أولا ولمن أمامك بأنك قادرة وواثقة من نفسك جيدا..مهما كان نوع الاهانة ومهما كان مصدرها؟؟؟؟!!!!..فهذا المبدأ ينطبق على كل أنواع الاهانات..

أنا أتعلم جيدا وانت تعلمين ذلك أيضا بأنك قادرة على الانتقام بالفعل؟؟!!..لكن قولي :يا الله ..حسبي أنت..يكفيني أنت لترد عني بما حصل لي..ثم أقدمي فورا على الخطوة التالية وهي تطبيق مبدأ "الاستفادة من طاقة الاهانة"

فرغي كل شعورك في عمل ما وركزي عليه وأنجزيه ..أثبتي لمن أمامك بأنك أكبر من أي اهانة توجه لك..صدقيني هذا أروع وأقوى أسلوب للرد..وهذا عن تجارب وليست بتجربة واحدة..

عندها ستكونين اكتسبت الكثير..

منها أنك بدأت خطواتك بالتوجة الى الله عز وجل بالدعاء وتوكلتي عليه..واكتفيتي به ليرد عنك

ومنها أنها لم تحطي من قدر نفسك بل كسبتي كرامتك

ومنها أنك أثبت أمام الله بأنك قادة على الانتقام ولكنتك لن تنتقمي..لأنك أقوى وأطهر من أن تتبعي هذا الاسلوب المهين الذي اتبعه من أمامك

ومنها أنك انتصرت أمام الله ثم أمام نفسك..

ومنها أنك أنجزت انجار..وطورت من نفسك ..ووجهت كل هذه الطاقة في الاتجاة الصحيح الذي أثبت للجميع رقي تفكيرك وقوة ايمانك بالله عزو وجل..


لأنك صدقنيني لو انتقمتي يا عزيزتي فإنك ستخسرين الكثير..وفي النهاية لن تجدي الانتقام كافي؟؟؟؟!!!!


والله يا أختي الغالية..كل ما تشعرين به هو طاقة رهيبة جدا..لو استغليتيها ووجهيتها الاتجاه الصحيح..ستكون بإذن الله لك الرفعه والمقام العالي في الدنيا والآخرة..


ورغم طول حديثي فن أبخل عليك يا أخيتي..وسأذكر لك قصة قصيرة وهي من احدى هذه التجارب حدثت معي في أيام الجامعة..

كل مجموعه من الطالبات كتبت موضوع معين في احدى المحاضرات لمادة بالغة الانجليزية اسمها فن الكتابة..وبدأ الاستاذ يقرأ بموضوعاتنا..وعندما وصل الى موضوعي مع انه كان جدا مميز..أمسك بالورقة أمام الطالبات وقال لي بكل سخرية..في المستقبل ستجدين هذا الموضوع ولا شء..

لقد شعرت حينها باهانة فظيعه جدا..ولكن؟؟!!

كان بإادراتي أن أشكو عنه..أو أذهب اليه وأتوجه اليه بحدة الكلام القاسي..لكني لم أفعل ذلك..قلت بل سأتحدى نفسي وأتحدى طاقة الاهانة..اما أغلبها وأوجها الوجه الصحيحة..وإما تغلبني وتدمرني وتجعلني أفكر في أضعف الاساليب في الانتقام..

حينها ركزت على هذه المادة..وارتقى مستواي لدرجة الامتياز في الكتابة باللغة الانجليزية..لأن التحدة كان يلازمني..

حتى أنني حصلت على أعلى درجة على مستوى كل القسم ..واختير موضوعي من أقوي المواضيع..ونظر الي الاستاذ حينها بكل دهشة ومدحني امام الطالبات جميعا..وأضيف موضوعي الى الكتاب القادم في الاصدار..

عزيزتي..قد تكون هذه القصة بسيطة..لكن مهما كان مصدر الاهانة وقوتها ..حتى لو كانت عاطفية ..فالرد هو باللجوء الى الله بالدعاء ليرد عنك ويقوك ويعينك على ما اتخذتيه من هدف لتستفيدي من هذه الطاقة"طاقة الاهانة..ثم البدء فورا بانجاز ال خطوة من خطوات التحدي.."الاستفادة من طاقة الاهانة"



وهذا المبدأ نجح مئة بالمئة في كل التجارب التي مرت بي من هذا القبيل..وبفضل الله يكفيك يا أختي العزيزة فخرا بأنك لم تنتقمي من أي أحد يوما ما..بل كنتي في الأغلب أنتي المظلومة ومن أمامك هو الظالم..حينها اعلمي كم ان مقدارك ومكانتك عند الله عالية جدا..وكم ان الرسول صلى الله عليه وسلم سيشتاق لرؤيتك ليتخر بك أمام الخلائق..

ولكم تحياتي..همس الغلا..