بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إلى من لا يعرف هذا البطل ... مالكوم إكس ...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-11-2001, 11:58 AM   #1
مالكوم إكس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: ** بريدة **
المشاركات: 1,115
إلى من لا يعرف هذا البطل ... مالكوم إكس ...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لو استوقفت أحد شباب المسلمين في هذا العصر وسألته : هل تعرف مايكل جاكسون لأجابك على الفور بأنه مطرب أمريكي مشهور ينتمي إلى الأمريكان السود ولكن لو وجهت له سؤالا عن شخص أمريكي آخر من السود وهو (( مالكوم إكس )) لوجدت علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهه وعندها لن يحر جوابا …

فمن هو مالكوم إكس الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية ؟.. وما الذي يهمنا في أمره ؟ إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير _بعد الله _ في نشر الدين الإسلامي الحنيف بين السود في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التمييز العنصري بينهم وبين البيض فكانوا يتعرضون للذل والمهانة ، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية ….
في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم إكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس وأم من جزر الهند الغربية وعندما بلغ السادسة من عمره قتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة .. فبدأت أحوال أسرته تتردى بسرعة مادياً ومعنويا ، و باتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الإجتماعية من البيض التي كانوا يماطلون بها ..وفي هذه الظروف القاسية عانت والدته من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها فتجرع مالكوم إكس وإخوته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معا وأصبحوا أطفالا تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة وفي هذه الأثناء التحق مالكوم إكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد .. كان ذكيا نابها تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسيا ومعنويا والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون … وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته .. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج .. من نادل في مطعم .. فعامل في قطار .. إلى ماسح أحذية في المراقص .. حتى أصبح راقصا مشهورا يشار إليه بالبنان وعندما استهوته حياة الطيش والضياع بدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر .. وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله .. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات والاتجار فيها .. ومن ثم سرقة المنازل والسيارات .. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد … حتى وقع هو ورفاقه في أيدي الشرطة … فأصدروا بحقه حكما مبالغا فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات ..
وفي السجن انقطع مالكوم إكس عن التدخين وأكل لحوم الخنزير وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته ….
خلال ذلك الوقت أعلن فيه إخوة مالكوم إكس اعتناق الدين الحنيف على يد الرجل المسمى ( محمد الإيجا ) والذي كان يدعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط … وسعوا لإقناع مالكوم إكس بالدخول بالإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم … فتحسنت أخلاقه وسمت شخصيته وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام … حتى صدر بحقه عفو لئلا يدعو إلى الإسلام داخل السجن ….
كان مالكوم إكس ينتسب إلى حركة أمة الإسلام والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء … لقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكرا عليه فقط دون بقية الأجناس في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة وقيمه السامية …. أي أنهم اتخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره ….
استمر مالكوم إكس في صفوف أمة الإسلام يدعو إلى الإنخراط فيها بخطبه البليغة ، وشخصيته القوية .. فكان ساعدا لا يمل، وذراعا لاتكل من القوة والنشاط والعنفوان … حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة .
رغب مالكوم إكس في تأدية الحج ، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب ، وتعرف على حقيقته ، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه .. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح ، وأطلق على نفسه (الحاج ملك الشباز).
وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي ، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة أمة الإسلام الضالة المضلة .. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم .. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك ، وظل يسير في خطىً واضحة راسخة يدعو إلى الإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية .
وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق .. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل .. وعندها كان الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة .
وبعد هذا ألا يحق لنا أن نسأل من هو مالكوم إكس ؟
للإستزادة من سيرة هذا البطل أحيلك على كتاب بعنوان مالكوم إكس تأليف اليكس هاليبي ترجمة ليلى أبو زيد ……
وفي الختام : قد يسأل البعض مالمناسبة لكتابة هذا الموضوع في مثل هذا الوقت المتأخر ... فأقول أنه جاءتني رسالة من أحد الإخوة من أعضاء المنتدى يستنكر فيها هذا الإسم الغربي وأنه اسم لكنيسة في الغرب وأنه أيضا اسم لرجل يعادي المسلمين عداءً شديدا ... وأقول لصاحب الرسالة بعد قراءتك للموضوع الا ترى أنه يحق لي أن أتسمى باسم هذا الرجل ....
مالكوم إكس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)