|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2001
البلد: الدمــــ AL-DAMMAM ـــام
المشاركات: 3,293
|
عندما يغلق أحبابنا بيبان قلوبهم في وجوهنا
<FONT FACE="Andalus" SIZE="5"><FONT COLOR="#00007F">
عندما يغلق أحبابنا بيبان قلوبهم في وجوهنا.. السـكوت أرحم و لا الشـــكوى لظـــالم قل أن تجد في تاريخ قصص العشق العربي بالذات قصة واحدة فقط اجتمع فيها عاشقان اجتماعاً سعيداً هادئاً دون أن تنغصه تلك النهايات المأساوية التي كدرت حياة كل عشاق العرب.. إما برفض أهل الفتاة لأن ترتبط بحبيبها لظروف اجتماعية خاصة أو لتفاوت الطبقة الاجتماعية بين العاشقين وهذه الأخيرة لم تظهر في الغالب إلا لدى العرب الذين مازالوا وسيظلون يتمسكون بها أبد الدهر على ما أظن.. أو لاكتشاف حالة الحب من قبل الأهل والتي هي بالطبع العيب الذي ما بعده عيب والذي سيحكم على هذا الحب بالفشل الذريع والذي ربما ذهبت ضحيته الفتاة التي قد تفقد حياتها جراءه أو قد تفقد قلبها ويرمى بها في حلق أول خاطب يطرق بابها بعده لمجرد قطع دابر الحب الذي لن تشفع له عذريته وعفافه للبقاء على قيد الحياة وبالتأكيد تكون ضحيته قلبين بريئين لم يجن أحدهما ذنباً سوى أنه أحب صاحبه بصدق وإخلاص وطهر وعفاف حتى أصبحت هذه حالة عامة في كل قصص العشق العربي في الجزيرة العربية بالذات وكلكم تعرفون كم عاشق قضى نحبه وجداً وصبابة خلال التاريخ العربي كاملاً..وفي أحيان كثيرة لا يملك العشاق حيال اغتيال قلوبهم سوى الصمت.. والصمت فقط.. فهذه عاشقة تساق إلى مقصلة الموت الأبدي بعيداً عن كل آمال قلبها الطاهر ووجده باسم العيب والشرف حتى وهي حافظة له ولكنه العار الشبح الذي يهدد قلب كل عاشقة حتى ولو فاض طهراً وعفافاً وهي صامتة لا تحرك ساكناً عديمة الحيل والحيلة.. وعاشقها ساكت لا يقدر على شيء إما لخوفه عليها وإما خوفاً من إثارة فتنة قد تسيء إلى سمعتها أو قد تريق دماً بريئاً في مجتمع لا يرحم ولا يقبل التنازل عن شعاراته وعنترياته البائدة.. فيصبح الصمت.. كل ما يمكن عمله وكل ما يقدر العشاق على البوح به.. أما لماذا؟! فبالتأكيد.. لأن... السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم طالما أن الشكوى ستذهب هباءً بدون جدوى.. فبالتأكيد أن السكوت أرحم.. هكذا هم العشاق في مثل هذه اللحظات القاسية يسكتون عندما لا يصبح للظلام أي قيمة.. يتوادعون في صمت يختبئ خلف هدوئه براكين من الغضب والثورة والألم والعجز القاتل والدمع الذي يفيض غلياناً صامتاً ليس كحرقته شيء.. قالت فمان الله وانطر رجوعي واشرّت بالتوديع حال استماعي ساكت ولا ردّيت ماهي طبوعي من عبرتي تفرض عليّ اقتناعي وماذا تراه سيرد عاشقٌ يتفطر قلبه حزناً وألماً وعجزاً يعاني الأمرين فإما الموت صراعاً وإما الموت بعداً وهجراً وكلاهما أمرين أحلاهما أشد مرارة من صاحبه.. وحتى إن ملك الكلام فلن يجيب بأكثر من هذا.. امسح الدمعه اللي فوق خدّك وقللي ذي رسايل عزى والاّ دموع اعتذار سؤال يشبه الصمت كثيراً.. وليس له جواب في هذه الحالة سوى الصمت الذي هو أبلغ لغة للكلام.. وعندما يصبح الفراق هو واقع الحال إن كتب للعاشق الحياة بعد فراق حبيبه.. أصبر واخبّي في حشى الصدر علّتي واظن تالي الصبر تحمد عقايبه واحبّها في صمت واخفي مشاعري وابكي الى دار الشمال بهبايبه مجرد أمل.. وأمل مجرد من كل ما يمت للحياة بصلة. أحيان احس الأمل قدّام واحيان احس انّي اتوهم واحيان احس الملام هْيام واحيان اقول السكوت ارحم حيرة لا مثيل لها.. دائرة الموت المعنوي التي لا تقود إلى نهاية أبداً.. لأنها لا تؤمن بالخطوط المستقيمة ولا نهاياتها ولا الزوايا التي قد تطبق على اليأس.. الوهم.. العتب المشوب بأمل العودة التي لا تعود أبداً.. من هو اللي يستطيع يشبْ ضو تحت موج البحر في كومة حطب ما يفيد الهرج لو تحكي السنين من بيجنى من ورا الحرمل.. رطب؟! وإن كان العشاق مع كل هذا اليأس وتقطع السبل دون الوصول إلى كلمة واحدة قد تبل ظمأ حلوقهم وتروي عطشهم القاتل للقاء أحبابهم إلاّ أنهم يبقون معلقين بذلك الأمل حتى وإن كان كاذباً.. وحتى لوكانوا أمواتاً يبحثون في كسر حواجز صمتهم وصمت أحبابهم عن نبضة حياة واحدة تعيدهم إلى الحياة من جديد. ردّي عليّ الصوت.. ردّي حياتي صمتك على شكوى حنيني مذلّه شعورٌ قاتل يصوره البعد في مخيلة عشاق قتلهم الهجر وجداً وصبابة بأن أبواب قلوب أحبابهم الذين رحلوا أو أجبروا على الرحيل قد باتت موصدة في وجوههم أو حتى في وجه الريح لتستريح ولكنهم يبقون معلقين بحبال الرجاء. ردّي عليّ الصوت.. يكفي سكاتي قولي: لغيرك ما هفا القلب.. لله وعندما يطول البعد.. ويشح الرجاء عن بعث الأمل من جديد ينبعث سؤال مرير من جوف اليأس.. طال السكوت .. ولي متى.. كل منّا ودّه يعود؟!!!! وهكذا هو حالهم بعد الفراق.. يشبه كثيراً حالهم قبله.. ذات الألم.. ذات الحيرة.. ذات القلق.. ذات الخوف.. ذات الترقب القاتل لما سيحدث.. ما سألته.. ما مداني.. كها كانت ثواني حرف من خوفي قتلته.. وحرف عاندني وعصاني... .... بس وقّفت (فـ) مكاني وأنتم تعرفون أنهم في لحظات التوديع لا يجدون كلاماً يقولونه أبداً.. لأن الكلام الذي بلا قيمة ولا يمكنه أن يقدم أو يؤخر في أمر قلوبهم شيئاً لا طائل من وراء استجدائه على البوح بشيء وإن حدث فإنهم لن يجدوه.. ما سألت.. ولا اقدر أسأل.. أو أجيب الجواب اللي أنا أبغي.. هرب ولأن الكلام يهرب في حينها فإما أن يخر العاشقان صرعاً من الصمت أو أحدهما وإما أن يستسلما له من العجز وفي هذه الحالة إما أن يعيشا صامتين للأبد.. وإما أن يثورا لقلبيهما ويثأرا لهما للأبد وهذا أشبه بمستحيل على ما أعلم.. وإما أن يستسلم أحدهما لصمته ويتخلى عن صمته الآخر وفي هذه الحالة إما أن يتخلى عن صمته وهو عاشق لحبيبه البعيد ألف عذرٍ وعذرٍ في قلبه على رحيله الصامت وهذا لا يلام لأنه عاشق حقيقي لا يعرف قلبه غير السماحة والتسامح حتى لو كن على حساب حياته.. وإما أن يتخلى عن صمته وهو ثائر على حبيبه البعيد الذي فرّط به كما يظن فكم من عاشقٍ يتخيل ويتوهم أن حبيبه المغلوب على أمره لو كان صادقاً في حبه له لما اختار الرحيل عنه في صمت ولبقي إلى جانبه مهما كلفه الأمر ولو كلفه كامل حياته ليرمي باللائمة على حبيبه وعلى قلبه الذي تهاون به وفرط فيه.. كلامك الفضّه خَلَص.. والاّ سكوتي من ذهب خلّيتني ساكت.. ولا فكّرت بسكوتك خطا أمّا أنا.. قلت: اتقي شرّ الحليم اليا غضب قلبي.. واعرْفه ما يفصل لك من الكذبه غطا اللي يبي الفرقا.. يدوّر له مية عذر وسبب واللي بيبقالك.. يجيلك.. لو على جمرك وطا لا تلوي ذْراع الحقيقه.. والكلام اليا هرب ما هو سكوت!! الصمت: عاشق فاهمٍ قلبه خطا!! ومع ذلك.. فكل تلك الحالات موت حقيقي لا حياة بعده حتى وإن بقيت أجسادكم على قيد الحياة.. فالقلوب التي لا تبقى على قيد الحب.. هي مضخات للدم الفاسد في أجساد حيه لكنها لا تمت للحياة بصله.. والكلام الذي لا يعيد الحياة إلى قلب عاشق.. الموت بفضيلة السكوت عنه أشرف من الحياة برغبة البوح به.. والسكوت أرحم ولا الشكوى لظالم عندما يوصد الظلمة كل الأبواب في وجه قلوبكم البيضاء أيها العشاق الحقيقيون وشكرا
__________________
![]() من الدنيـا أنـا مابـي سوى عـفـو العلي التـواب ويحسـن خـاتمـة فعـلي ويغـفـر لـي ضـلالاتـي أبمـلا العمر "بالتوبة" و "نوح" و "هود" و"الأحـزاب متى كـانت سنيـني عمـر انـا عمري في ركعاتـي |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|