[| يحيــى فقيـــه |]

أعرف أن أي موضوع يذكر فيه سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن بار رحمه الله تعالى يشد الجميع وذلك لا أحسبه إلا من القبول الذي وجده هذا العلامة . رحمه الله
أذكر في زمن قد مضى ( ولست كبيراً ) ولكنه مضي ، زارنا مركز من المراكز الصيفية في مكان ما .. لا أظن أنه يهم الجميع أي المراكز ... المهم أنهم قدموا لنا برنامج ثقافي منوع فيه من المشاهد والبرامج الثقافية المنوعة والمسابقات والأناشيد وغيرها حقيقة كان برنامج رائع ، إلى هنا لا إشكال فالمشاهد والأناشيد مختلف فيها .
لكن الإشكال يأتي ، حيث خرج شاب وقال هذه المشاهد حرام ولا تجوز فيها كذا وذكر قول الشيخ أبن بار رحمه الله ، وأنا أعرف قول الشيخ من قبل .
فتفاجأت أن خرج مشرف المركز وقال : نحن سألنا الشيخ وقال تجوز إذا كانت من أجل الدعوة ، حقيقة وقعت عليه مثل الصاعقة ولكن قلت ربما أن الشيخ تراجع عن قوله لمصلحة ما ...
المهم دارت الأيام وسافرت الرياض مرافقاً مع أحد المرضي للمستشفى التخصصي وأنا داخل الفندق تذكرت المسألة .. فقلت والله إنها فرصة وهذا من طلب العلم سأذهب للشيخ في الإفتاء وأسئلة عن سبب تغير رأيه .. فنزلت للموظف الذي يعمل في الفندق أسأله عن موقع مكتب الإفتاء .
فقال : أبداً لا تتعب نفسك عندي تلفون المكتب وتجد الشيخ وتسأله عما تريد .. المهم أعطاني رقم التلفون وذهبت إلى غرفتي الخاصة وخلغت الثوب والشماغ وأبقيت عليه الملابس الداخلية . وقمت بالاتصال . فرد عليه شخص ليس بالشيخ عبد العزيز فأخبرته أنني أرغب في محادثة الشيخ فقال الشيخ يرد على اتصالات للإفتاء أنتظر حال وصول دورك يكلمك الشيخ . قلت : لا بأس .. المهم أثناء الانتظار كنت أسمع الشيخ رحمه الله يرد على أسئلة الناس من جميع الدول .. وأشعر أن الشيخ ينتقل من تلفون لأخر وصوته يقترب مني أحسست برهبة العلم والإجلال لهذا الرجل .. والله وبالله وتاالله لم استطع أن أكلم الشيخ وأنا بملابسي الداخلية أحسست بحياء من الشيخ وهو بعيد عني ولكنه إجلال العلم وأهله فقمت مسرعاً وكأني سأقابله وجهاً لوجه ولبست ثوبي وشماغي وأخذت سماعة الهاتف أنتظر الشيخ حتى وصل دوري . فقال رحمه الله بتلك الكلمات التي طالما سمعناها في برنامج سؤال على الهاتف .. نعم .. نعم . قلت يا شيخ أنا أعرف قولك في التمثيل بالحرمة فقال .. نعم .. نعم .. فقلت يا شيخ ذكر لي بعض المشرفين على أحد المراكز الصيفية بأنك أجزت ذلك من أجل الدعوة .. فقال الشيخ : والله على ما أقول شهيد ( يكذبون .. يكذبون ما قلته .. ما قلته .. أفتروا عليه .. أستغفر الله .. أستغفر الله ) ثم استأذنت من الشيخ وأغلقت سماعة الهاتف . ثم عت وذهبت لهم وأخبرتهم أن الشيخ قال بأنهم يكذبون وقد أفتروا عليه ..
وما أكثر الذين أفتروا عليه بعد مماته رحمه الله
هذه استراحة قلمي الأولى علكم وجدتم فيها المتعة والفائدة ، وهي نيابة عن سلسلتي الأولى ( قضايا تساهل فيها كثير من الناس )
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .