|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: الجزيرة
المشاركات: 5
|
سليمان و محسن و مريم
بينما نحن في فناء المدرسة إذ بالتلميذ (سليمان) يعتدي بالضرب على زميله (محسن) الذي ذهب إلى مشرف المدرسة وأخبره بما حدث ، وبعد أن تحقق المشرف من واقعة الضرب هذه وأن (سليمان) هو المعتدي ، قرّر عقابه في الطابور المدرسي أمام كل التلاميذ ، وفي الطابور وقف (سليمان) في ذلة وانكسار منتظراً عقاب المشرف ، عندئذٍ رق قلب (محسن) وذهب إلى المشرف وأخبره أنه قد سامح زميله عما بدر منه وأعلن المشرف أمام التلاميذ هذا الأمر ، فتهللت أسارير (سليمان) وأقبل (محسن) يصافحه ويشكره ويعتذر له عما بدر منه .
ابتسم الجد وقال : هذا خلق كريم من (محسن) فهو يتمتع بقيمة دينية عزيزة وهي قيمة (التسامح) تساءلت (مريم) قائلة : - ومامعنى التسامح يا جدي العزيز ؟ أجاب الجد : -التسامح يا بنيتي أن يتجاوز الإنسان عن الذنب أو الخطأ الذي فعله ضده إنسان آخر ولا يعاقبه ، فالمسلم الحق يعفو عمـّن ظلمه أو أساء إليه . فالإنسان بطبعه يودُّ أن يعيش في وسط إجتماعي يتعارف على أفراده ، قال تعالى : (( يَا أَيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبًاً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفوا)) قالت الجدة : يُحكى أن أحد الأمراء جاء من سفر بعيد فكانت آثار التراب واضحة على وجهه وملابسه ، جاءه خادم صغير من العبيد الذين يمتلكهم . بإناء به ماء كي يغتسل وأمسك الخادم الصغير بالإناء وأخذ يصب منه الماء ليغتسل سيده وفجأة سقط الإناء من يده فأغرق الماء ملا بس الأمير . فصاح الأمير غاضباً : ستجلد عشرين جلدةً على فعلتك الشنعاء هذه . فقال الخادم الصغير وهو يرتجف من الخوف : سيدي الأمير ، ما حدث كان دون إرادتي أرجوك لا تغضب فقد قال الله تعالى : ((والكَاظِمِينَ الغَيْظَ)) فهدأ الأمير قليلاً ثم قال : كظمت غيظي . فأكمل الخادم حديثه وهو يطمع في عفو سيده وتسامحه قائلاً : وقال تعالى : ((وَالعَافِينَ عَنِ النَّاس)) فهدأ الأمير تماماً وقال : عفوت عنك فلن أنزل بك أي عقاب . فتشجع الخادم وقال : وأيضاً قال الله تعالى : ((واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِيْن)) فابتسم الأمير وسُرَّ من ذكاء الخادم الصغير وقال : من اليوم أنت لست خادماً بل أنت حر لوجه الله تعالى . وهكذا أعتق التسامح هذا الخادم الصغير ونال الأمير ثواباً كبيراً ينفعه يوم الحساب . قال (عمر) : - وما جزاء من يسامح الآخرين ويعفوا عنهم ؟ أجاب الجد : - من يسامح الآخرين ويعفوا عنهم يكتسب رضا الله ومغفرته ، قال تعالى ((واعْفُوا واصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُم)) كما يكتسب حب الناس واحترامهم |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|