[سهيل المطيري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






في سيرتهم عبرة .. وفي ذكراهم موعظة .. راحلون بأجسادهم باقون بنسيجهم الزاكي ..
عطرهم باقٍ وعبقهم عالق لن تنفضه الأيام ..
سنين مضت عرفت فيها الفارس عبدالرحمن وهو باسم الثغر صافي القلب مثابرا في نفع الآخرين .. قبل أن أعرفه كنت أحبه وبعد أن عرفته عن قرب أحبتته أكثر ..
نعم والله قذف الله حبه في قلبي يوم شاهدته وهو على خشبة المسرح ..
فارس يشهد التاريخ على حب الناس له ..
أعلم أن كلماتي مبعثرة .. وحروفي مستعصية الفهم .. لأنني أكتب في أثر هذا الغالي ..
أبا أنس .. ياله من اسم .. ويالها من ذكرى عطرة ..
كان كثيرا ما يفرح للآخرين أكثر من فرحهم لأنفسهم .. ما رأيت أحدا من الشباب يحب للناس أكثر مما يحب لنفسه كما رأيتك يا غالي ..
رحمك الله .. رحمك الله .. رحمك الله .. رحمك الله بقدر الأيدي التي كبرت في جنازتك .. وبقدر الأفواه التي أدخلت السرور عليها .. وبقدر البيوت التي سعيت في حاجاتها .. وبقدر المناشط التي احترقت لأجلها ..
نعم رحمك الله وطبت حيث ما أنت الآن .. ستبقى ذكراك عالقة في الأذهان ..
وستبقى كلماتك الماتعة وأحاديثك عن السعي في ما ينفع الناس وعن فضل إدخال السرور عليهم ..
أبا أنس .. المقام ليس مقام حزن فقط .. ونحن نحزن والله لفراقك .. ونبكي لوداعك .. لكننا مع حزننا نهنيك .. فكم من قلب سلبته بودك .. وكم من فؤاد أسرته بجميل لفظك ..
طواك قبرك .. لتروي لنا قصة الثبات يوم قصر أقوام .. قصة النفع للأهل يوم تعالى البعض ..
أبا أنس حتى في موتك حركت أشخاصا كان الموت غائبا عن أذهانهم ..
أبا أنس .. ودعتنا .. وأقبلت على رب أقسم أنه لن يترك عملك .. فبرحمته وهو الرحيم أسأله أن يرحمك .. وبعفوه وهو العفو الحليم أسأله أن يعلي قدرك .. ويعفو عنك ..

اللهم يا عليم يا حليم .. يا عظيم يا قيوم .. يا حي يا واجد .. يا كريم يا عزيز ..
اللهم نشهد بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت .. وأن محمدا عبدك ورسولك ..
نطلبك .. وأنت ذو الخزائن التي لا تنقضي .. أن تحسن منزلة عبدك .. فنحن نشهد بأنه كان كثير الحب لك .. كثير الغيرة من أجلك .. اللهم أكرمه كما أكرم بيوتا وعفها .. اللهم أسعده بالنظر لوجهك الكريم ..




يارب رحمتك بعبدك عبدالرحمن الحميدان