[معاني17]

قبل البدء ..

كما أنه يوجد ذئاب بشرية
أيضا يوجد لبؤات بشرية




الساعة تشير إلى الثانية عشرة منتصف الليل ..
لم يبق إلا أنا وهو .. يلفنا الظلام , ويعلونا القمر .
وبيننا بقية متبقية من لهب أصفر, يميل إلى الزرقة , يومض خلال الجمر
يتراقص بيننا , ويلفظ أنفاسه الأخيرة , وصاحبي يرنو إليه
أرى اللهب عينيه , ولم أدر أنه بين أضلعه , طال صمته , فلديه ما يقول

كان من اللذين يكتمون عواطفهم بإتقان , وهؤلاء .. ينهمرون كالسيل إذا باحوا !
هي لحظة مناسبة للبوح .. فقط ينتظر أن يخبو هذا اللهب .
أخرج جواله , تصفحه قليلا , ثم ناولني إياه , مشيرا أن اقرأ !
قرأت , فإذا برسالة نصها " إن لم تتركني وشأني سألجأ للهيئة "

نظرت إليه .. فبادرني هي من أغراني وأغواني , جعلتني خاتما وخادما
سلبتني كل شيء , راحتي , نومي .. أعطيتها كل شيء , كل ما أرادت
لديها من الأشياء التي تدينني بها أكثر مما لدي ! .. ما أن صمت

قلت له : هو خير لك ولها , الفتاة تائبة , دعها وشأنها , و...
قاطعني بآآهه مخنوقة بعبرة , ويده على جبينه : هي لم تتب .. لم تتب !
كل ما في الأمر أنها تريد بناء علاقة جديدة , مع أحمق مثلي !

أسقط في يدي , وشعرت بالغثيان , أين يحدث هذا ؟!
هدأ صاحبي , وأردف قائلا : صدقني لم آس على فراقها .. هو خير لي كما قلت
لكن .. ما قصم ظهري تهديدها لي بهؤلاء الأطهار
فهي تنوي أن تجعل منهم ممرا إلى العاشق الجديد !

وبعد إلحاح منه , تركته وحيدا , هو والقمر, وبقية جمر أمامه , وفي قلبه
يحيطه الصمت والعتمة والضياع .

بعد البدء ..

ما أقربك يا الله