[بندر 1430]

ما أصعب أن يتحول إنسان بجسده و روحه و مشاعره وأحاسيسه و ذكرياته معك و مع كل قريب و بعيد إلى مجرد صورة في ألبومك صورك ..

ما أصعب أن تتذكر لحظة إلتقاط تلك الصورة .. حتى وإن لم تكن حاضراً لحظتها .. ريشة واحدة في مخيلتك ستفي بالغرض لرسم رحلته معك و مع غيرك ..

عندما رأيت صورة والدتي بالأمس .. خشيت ألا أراها مرة أخرى إلا من خلال تلك الصورة ..

بالرغم من أنها أزاحت بعض الهم عن صدري .. إلا أنها بنفس الوقت أنهكت القلب بالأشواق و أثقلت العين بالدمع ..

بعد أن فارقت جدتي الحياة .. لم أستطع تمالك نفسي لأقف إلى جانب والدتي ..

لكني إستطعت السيطرة على قلمي المكلوم كقلبي و خرجت بهذه الكلمات .. تعزية و إعتذاراً ..

لعلها تقرأها و تغفر لي ..!


أمي الغالية ..

أعذريني لم تكن قسوة منّي عندما نهضت من مجلسكِ العامر ..

لكنّي لم أستطع تحمّل رؤيتكِ وأنتِ تبكين ..
.
.

أمي .. نبضكِ هو نبضي ..

إحساسكِ هو إحساسي

وألمكِ هو ألمي ..

أمي .. يا نبض القلب أنتِ ويا نبع الحب ..

أمي يا دفء الكون أنتِ ويا كل الأشواق ..

أمي يا نبع الحنان أنتِ ويا سعادتي عندما تأسرني الأحزان ..

أمي ودموع الأسى تكاد تغرقني كلما تذكرتكِ والعبرة تخنقكِ ..

أمي وذكرى جدتي التي رحلت عن الدنيا ومازال صوتها يملأ المكان ..

أمي وإحساس قلبي بحزنك على فراقها كلما تذكرتِها ..

أمي الغالية .. صبراً فالموت حقّ ..

أمي إنها الدنيا لا تعد أحداً بالخلود ..

أمي لو كان بمقدوري أن أهبها حياتي لوهبتها إيّاها حتى تعود ..

أمي .. أنتِ و أنا لا نملك سوى الدعاء لها بالرحمة والغفران ..

وأن يلهمك الله أمي الحبيبة الصبر والسلوان ..

أطال الله في عمرك وأبقاكِ ذخراً لنا ..


إبنك ومحبّك