[خشم السيف]

في يوم من الأيام كتب الله علي أن أدخل السجن بسبب خلاف بين إخوتي على أمور الدنيا وأتهمني والدي بأنني المحرض ولم أكن والله المحرض فدخلت السجن ظلماً...

دخلت الزنزانة الأنفرادية !!!!!!!!!! 11 يوم ثم كملت شهرين في سجن الملز
كان في الزنزانة يزورني بين وقت وآخر بعض الأصدقاء ولكن بعد أن تم ترحيلي لسجن الملز أنقطعوا عني تماماً الا من إتصال بعد مدة طويلة وأنا الذي كنت أسهر معهم الليالي تاركاً زوجتي وإبني الوحيد محمد

زوجتي كانت هي من يتابع قضيتي بحيث أنني أصبحت وحيد فأخوتي بين مطلوب وبين سجين وأبي هو المدعي فلم يكن هناك غير هذه الزوجة التي كنت أتركها وحيده وأذهب مع فلان وفلان فكانت تضغط على أخوانها أن يأتونني آخر الليل في الزنزانة ويعطونني طلباتي من مصحف وشامبو وغيرها وقد إستطعت تهريب جوال معي في الزنزانة ثم الى سجن الملز ربعنا داجين

كانت تتصل بي الليل والنهار تطمئن علي فتارة كانت تبكي وتارة كانت تصبرني !!! تذكرت يوماً من الأيام يوم أن كنت خارجاً معها فإتصل بي أحد الأصدقاء وقال نطلع الحين !!؟؟ فقلت لها معليش أنا بطلع مع فلان ورجعتها للمنزل ثم ذهبت معه !!!!! وعندما دخلت السجن بخل علي حتى بالإتصال !!!!!

لا أنسى عندما تتصل علي زوجتي وتقول لقد شحنت جوالي ب 100 ريال أبي الليلة كلها تكلمني بال 100 أبي أوسع صدرك وأقطع عليك حاجز الصمت الذي تعيشه في السجن !!! فأقول في نفسي معقول أنا كنت نذل مع هذه المرأة

جزى الله المصائب كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي

إبني الصغير محمد كان عمره ثلاث سنوات وتقريباً لا يفهم شي فكان كل مرة تكلمني والدته يقول بابا أبغى من البقالة كذا .. فأقول أبشر يابابا أقولها وأنا أعتصر من الألم فأنا بعيد عنه وفي أحد المرات والله يا أحبتي مع صغر سنه قال لي وهو يبكي بابا وينك !!!!!!؟؟ لم أستطيع إكمال المكالمة

خرجت من السجن وأنا كلي شوق أن أرى محمد وأمه وكلي ندم على ما مضى وقررت أن الزم بيتي وتجارتي وأن تكون علاقتي مع الناس من بعيد .. دخلت بيتي بعد شهرين ولا أنسى مشاعري عندما نظرت في إبني محمد وكان ينظر لي ويبتسم ولم يستطيع أن يسلم علي خجلان مني لأنه له مدة لم يراني !!!!
غيرت حياتي وبدأت بداية جديدة مع أسرتي الصغيرة وركزت إهتمامي على أسرتي " سفري مع أبنائي الوقت الذي سأقضيه مع صديق ليلة خميس أقول عيالي أولى بهذه الليلة أن أكون معهم وبكل صراحة لا أطلع مع الأصدقاء الا في حالة واحدة يكون عيالي عند أهلهم وأكون فاضي مرة أما أقدم أحد على عيالي فلايمكن بعد أن عرفت حقيقة الناس ...

الآن ولدي محمد نجح من أولى إبتدائي تحفيظ قرآن فقد قررت أن أدرس كل عيالي في مدارس التحفيظ حتى أعمل لهم خير في هذا الزمن الصعب ويكون أجره لي ولأمهم بإذن الله

لم أكتب هذه القصة لمجرد الحكاية ولكن كتبتها كي يقرأها كل من ترك أسرته وجعل كل وقته مع الأصحاب ونسى أن في البيت زوجة وأبناء ينتظرون عطفه ووقوفه الى جانبهم