[أبوشهد]

عندما يستضيفك أحد الأصدقاء لجلسة خالية من تقديس الباطن و الانخداع بالمظهر الخارجي ! وبعيدا عن أدعياء المثالية و العقلانية و أولي النظر وأصحاب الرؤية المنبثقة من أعماق الحكمة ( زعموا ) , فأنك تشعر بشيء من الحرية وأنت تطلق العنان لفكرك أن يسبح في أفاق التأمل وللسانك أن يجود بما في نفسك , لتتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين من حولك و تناقش بكل حرية و أريحية , و شعارك في ذلك الاختلاف لا يفسد للود قضية .

و أما الوجه الآخر , فتلك المجالس التي تشخص فيها الأبصار حنقا ، وتشرئب فيها الأعناق غيضا , عندما يرمي بك القدر بينهم ، وأنت حليق أو ابتليت بمعصية - ظاهرة - و ليست – باطنه ! حينها عليك أن تحترز من كل كلمة تتفوه بها , و جدير بك أن تزن الجمل على قدر عقل المتلقي حتى لا تخرج بالنهاية زنديقا أو على الأقل علمانيا ، و إن ألقي أليك بنظرة حانية فلبراليا متجرد من المبادئ و القيم !

إلى متى نصنف الناس حسب الأهواء و الأمزجة , و ربما من مجرد فهم خاطئ لمقال كتبه , أو كلام تناقلته أفواه المغرضين و الحاقدين ؟

إن العالم المتحضر أخذ من أفواه المجانين و المعتوهين و أما نحن وللأسف قتلنا داء التطاحن فيما بيننا , حتى بات البعض يصنف الآخرين حسب قائمة تضم إتجاهات و مذاهب بل حتى أديان ! وربما مرجعيات أخرتنا و قذفت بنا حيث زمن البربرية و الهمجية ..!