بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الخلاف بين العلماء هل هو نقمة ام نعمه

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-09-2006, 10:21 PM   #1
د.قلم
عـضـو
 
صورة د.قلم الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2005
البلد: في قــلــب كــل مـــحــب
المشاركات: 639
الخلاف بين العلماء هل هو نقمة ام نعمه

بسم الله الرحمن الرحيم

احببت ان اطرح هاذا الموضوع لما اجد من النا س من التفريط في دينهم وأخذ مايروق لهم من العلماء

وترك مايريد ان كانت الفتوى ليست تعجبه..
من نعمة الله تبارك وتعالى على هذه الأُمَّة أن الخلاف بينها لم يكن في أصول دينها، ومصادره الأصيلة، وإنما كان الخلاف في أشياء لا تمس وحدة المسلمين الحقيقية ورسول الله بُعِثَ بالهدى ودين الحق، وكان الناس في عهده صلوات الله وسلامه عليه يرجعون عند التنازع إليه فيحكم بينهم ويبيِّن لهم الحق سواء فيما يختلفون فيه من كلام الله، أو فيما يختلفون فيه من أحكام الله التي لم ينزل حكمهاولكن بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختلفت الأُمَّة في أحكام الشريعة التي لا تقضي على أصول ونضرب مثال وَقَعَ للصحابة من هذا النوع‏.‏ الأول‏:‏ فإننا علمنا بما ثبت في صحيح البخاري وغيره حينما سافر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام، وفي أثناء الطريق ذُكر له أن فيها وباء وهو الطاعون، فوقف وجعل يستشير الصحابة رضي الله عنهم، فاستشار المهاجرين والأنصار واختلفوا في ذلك على رأيين‏.‏‏.‏ وكان الأرجح القول بالرجوع، وفي أثناء هذه المداولة والمشاورة جاء عبدالرحمن بن عوف، وكان غائبًا في حاجة له، فقال‏:‏ إن عندي من ذلك عِلمًا، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏"‏إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه، وإن وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارًا منه‏"‏ فكان هذا الحكم خافيًا على كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار، حتى جاء عبدالرحمن فأخبرهم بهذا الحديث‏.‏نقول‏:‏ موقفنا من هذا الخلاف، وأعني به خلاف العلماء الذين نعلم أنهم موثوقون علمًا وديانة، لا مَن هم محسوبون على العلم وليسوا من أهله، لأننا لا نعتبر هؤلاء علماء، ولا نعتبر أقوالهم مما يحفظ من أقوال أهل العلم‏.‏‏.‏ ولكننا نعني به العلماء المعروفين بالنصح للأمة والإسلام والعلم، موقفنا من هؤلاء يكون على وجهين‏:‏
1 ـ كيف خالف هؤلاء الأئمة لما يقتضيه كتاب الله وسنة رسوله‏؟‏ وهذا يمكن أن يعرف الجواب عنه بما ذكرنا من أسباب الخلاف، وبما لم نذكره، وهو كثير يظهر لطالب العلم حتى وإن لم يكن متبحِّرًا في العلم‏.‏
2 ـ ما موقفنا من اتباعهم‏؟‏ ومن نتبع من هؤلاء العلماء‏؟‏ أيتبع الإنسان إمامًا لا يخرج عن قوله، ولو كان الصواب مع غيره كعادة المتعصبين للمذاهب، أم يتبع ما ترجَّح عنده من دليل ولو كان مخالفًا لِمَا ينتسب إليه من هؤلاء الأئمة‏؟‏ الجواب هو الثاني، فالواجب على مَن علِم بالدليل أن يتبع الدليل ولو خالف مَن خالف من الأئمة‏.‏ إذا لم يخالف إجماع الأمة، ومن اعتقد أن أحدًا غير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب أن يؤخذ بقوله فعلًا وتركًا بكل حال وزمان، فقد شهد لغير الرسول بخصائص الرسالة، لأنه لا يمكن أحد أن يكون هذا حكم قوله إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا أحد إلا يؤخذ من قوله ويُترَك سوى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ ولكن يبقى الأمر فيه نظر، لأننا لا نزال في دوامة مَن الذي يستطيع أن يستنبط الأحكام من الأدلة‏؟‏ هذه مشكلة، لأن كل واحد صار يقول‏:‏ أنا صاحبها‏.‏ وهذا في الحقيقة ليس بجيد، نعم من حيث الهدف والأصل هو جيد؛ أن يكون رائد الإنسان كتاب الله وسُنَّة رسوله، لكن كوننا نفتح الباب لكل مَن عرف أن ينطق بالدليل، وإن لم يعرف معناه وفحواه، فنقول‏:‏ أنت مجتهد تقول ما شئت، هذا يحصل فيه فساد الشريعة وفساد الخلق والمجتمع‏.‏
والناس ينقسمون في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام‏:‏
1 ـ عالِم رزقه الله عِلمًا وفهمًا‏.‏
2 ـ طالب علم عنده من العلم، لكن لم يبلغ درجة ذلك المتبحِّر‏.‏
3 ـ عامي لا يدري شيئًا‏.‏ أما الأول‏:‏ فإن له الحق أن يجتهد وأن يقول، بل يجب عليه أن يقول ما كان مقتضى الدليل عنده مهما خالفه مَن خالفه من الناس، لأنه مأمور بذلك‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 82‏]‏‏.‏ وهذا من أهل الاستنباط الذين يعرفون ما يدل عليه كلام الله وكلام رسوله‏.‏ أما الثاني‏:‏ الذي رزقه الله علمًا ولكنه لم يبلغ درجة الأول، فلا حرج عليه إذا أخذ بالعموميات والإطلاقات وبما بلغه، ولكن يجب عليه أن يكون محترزًا في ذلك، وألا يقصِّر عن سؤال مَن هو أعلى منه من أهل العلم؛ لأنه قد يخطأ، وقد لا يصل علمه إلى شيء خصَّص ما كان عامًّا، أو قيَّد ما كان مطلقًا، أو نَسَخَ ما يراه محكمًا‏.‏ وهو لا يدري بذلك‏.‏ أما الثالث‏:‏ وهو مَن ليس عنده علم، فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 43‏]‏، وفي آية أخرى‏:‏ ‏{‏بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 44‏]‏‏.‏ فوظيفة هذا أن يسأل، ولكن مَن يسأل‏؟‏ في البلد علماء كثيرون، وكلٌّ يقول‏:‏ إنه عالم، أو كلٌّ يقال عنه‏:‏ إنه عالم، فمن الذي يسأل‏؟‏ هل نقول‏:‏ يجب عليك أن تتحرى مَن هو أقرب إلى الصواب فتسأله ثم تأخذ بقوله، أو نقول‏:‏ اسأل مَن شئت ممَّن تراه من أهل العلم، والمفضول قد يوفَّق للعلم في مسألة معيَّنة، ولا يوفَّق مَن هو أفضل منه وأعلم ـ اختلف في هذا أهل العلم‏؟‏ فمنهم مَن يرى‏:‏ أنه يجب على العامي أن يسأل مَن يراه أوثق في علمه من علماء بلده، لأنه كما أن الإنسان الذي أصيب بمرض في جسمه فإنه يطلب لمرضه مَن يراه أقوى معرفة في أمور الطب فكذلك هنا؛ لأن العلم دواء القلوب، فكما أنك تختار لمرضك مَن تراه أقوى فكذلك هنا يجب أن تختار مَن تراه أقوى علمًا إذ لا فرق‏.‏ ومنهم مَن يرى‏:‏ أن ذلك ليس بواجب؛ لأن مَن هو أقوى عِلمًا قد لا يكون أعلم في كل مسألة بعينها، ويرشح هذا القول أن الناس في عهد الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون المفضول مع وجود الفاضل‏.‏ والذي أرى في هذه المسألة أنه يسأل مَن يراه أفضل في دينه وعلمه لا على سبيل الوجوب، لأن من هو أفضل قد يخطأ في هذه المسألة المعينة، ومن هو مفضول قد يصيب فيها الصواب، فهو على سبيل الأولوية، والأرجح‏:‏ أن يسأل من هو أقرب إلى الصواب لعلمه وورعه ودينه‏.‏ وأخيرًا أنصح نفسي أولًا وإخواني المسلمين، ولاسيما طلبة العلم إذا نزلت بإنسان نازلة من مسائل العلم ألا يتعجَّل ويتسرَّع حتى يتثبَّت ويعلم فيقول لئلا يقول على الله بلا علم‏.‏ فإن الإنسان المفتي واسطة بين الناس وبين الله، يبلِّغ شريعة الله كما ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏العلماء ورثة الأنبياء‏)‏‏.‏ وأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏أن القضاة ثلاثة‏:‏ قاض واحد في الجنة وهو مَن عَلِمَ الحق فحكم به‏)‏ كذلك أيضًا من المهم إذا نزلت فيك نازلة أن تشد قلبك إلى الله وتفتقر إليه أن يفهمك ويعلِّمك لاسيما في الأمور العظام الكبيرة التي تخفى على كثير من الناس‏.‏ وقد ذكر لي بعض مشائخنا أنه ينبغي لمَن سئل عن مسألة أن يُكْثِر من الاستغفار، مستنبطًا من قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً‏}‏‏[‏النساء‏:‏ 105‏]‏، لأن الإكثار من الاستغفار يوجب زوال أثر الذنوب التي هي سبب في نسيان العلم والجهل كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏13‏]‏‏.‏ وقد ذُكِرَ عن الشافعي أنه قال‏:‏ شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصيوقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي فلا جرم حينئذٍ أن يكون الاستغفار سببًا لفتح الله على المرء‏.‏ وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهَّاب‏.‏ والحمد لله رب العالمين أولًا وأخيرًا‏.‏‏.‏‏.‏ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏


ماخط بلأزرق نقلته من كلام الشيخ ابن عثيمين
ونرى ايضا في مسألة الأسهم والاكتتابات الناس يبحثون عن الفتاوى التي تعجبهم
وتروق لهم
ولا يبحثون عن العالم الموثوق في علمه ودينه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
__________________
[CENTER]
د.قلم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)