[أبو عمر القصيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد يسر الله لي كما كان لغيري حضور المحاضرة التي أقيمت اليوم الاربعاء في جامع الونيان بحي الخليج والتي ألقاها الشيخ الدكتور محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي وهي بعنوان ( ترجمة الأمين الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء ) وصاحب الكتاب الشهير ( أضواء البيان ) في التفسير ولقد كان الملقي رائعاً بأسلوبه وترتيبه للترجمة وهو ابن للشيخ الأمين الشنقيطي ، وليس هو صاحب الأشرطة وصاحب الدروس في الحرم المدني ؛ وإنما ذاك ليس ابناً لصاحب الأضواء .
المهم أن المحاضرة كانت رائعة جداً سأذكر بعض ما أتذكره فيها وأدع المجال للاخوة الحضور لعلهم يفيدوننا أكثر ، وقصدي من هذا الموضوع هو تعريفكم بهذه المحاضرة
تكلم في البداية عن نشأة والده رحمه الله في شنقيط ، وأنه نشأ يتيماً وتربى وتعلم عند أخواله ، وكانت أمه حريصة عليه وعلى تعليمه وكذلك خالته التي كانت تعتني به كثيراً ، وأنه حفظ القرآن قبل البلوغ وكذلك تعلم مبادئ العلوم من النحو والبلاغة والفقه المالكي وكثيراً من الفنون ، وقد تعلم أيضاً هناك المنطق والأنساب والتصريف وغيرها من العلوم ، وذكر أن الشيخ رحمه الله كان أول تأليف له منظومة في الأنساب ألفها قبل البلوغ ثم أتلفها بعد ذلك ، والسبب أنه لم يألفها لله ؛ وإنما ألفها قبل البلوغ لكي يسبق ويبز أقرانه ولذلك أتلفها ، وقد لامه بعض أهل العلم وذكروا له أن النية تستطيع إصلاحها ثم ندم رحمه الله على اتلافها ، وذكر أن في بلدهم كانوا لا يزوجون من ليس متعلماً .
ثم ذكر قصة مجيء الشيخ رحمه الله إلى هذه البلاد المباركة ، وقد كانت البداية أنه أراد الحج عام 1367هـ والتقى ببعض الأمراء من السديري وتعرف عليهم ثم التقى ببعض مشايخ المدينة الذين أوصوا الشيخ محمد بن إبراهيم بأن يهتم بهذا العالم ، ثم جلس الشيخ في المدينة يلقي الدروس في الحرم ودرّس في الرياض ثم في الجامعة الاسلامية في المدينة .... الخ
وذكر من صفات الشيخ رحمه الله الشيء الكثير ومنها حفظه للسانه ، وذكر من ذلك الشيء الكثير وأن منهجه هو منهج النبوة في عدم ذكر الأسماء بالانتقاد أو التحذير وما إلى ذلك
ثم جاءت الأسئلة وقد كان فيها بعض القصص الجميلة حيث ذكر منها أن الشيخ صالح المحيسن حدثه أن طالباً في السنة الرابعة من الجامعة سأل الشيخ الشنقيطي رحمه الله عن شهادة الزور ، فقال الشنقيطي شهادة الزور هي التي ستأخذها بعد شهر حيث أنك في السنة الرابعة ولا تعرف شهادة الزور فهي التي ستأخذها .
وسئل ابنه هذا اليوم عن ما ينقل عن والده رحمه الله بأنه إذا كان يراقب في الاختبارات فإذا سأله الطلاب أجابهم وهم في الامتحان فأنكر ذلك وقال : هذا غير صحيح بل الشيخ لا يراقب في الاختبارات .
وكذلك سئل عن ما ينقل عن والده الشيخ بأنه لا يميز بين الأوراق النقدية من شدة جهله في الدنيا ، فأنكر ابنه ذلك وقال : الشيخ ليس مغفلاً لهذه الدرجة بل هو نبيه جداً ، وإنما الشيخ فعلاً لا يلقي للدنيا بالاً ولا يعيرها اهتماماً بل ذكر أنه جاء من شنقيط بكنز عظيم لا يريد أن يضيع منه فلما سئل عن هذا الكنز قال هو كنز القناعة .
إلى غير ذلك مما جاء في هذه المحاضرة الممتعة بحق ، وقد نسيت الكثير مما قاله الملقي وفقه الله ولكن أتمنى من الحضور أن يشاركونا ببعض ما سمعوا في هذه المحاضرة وبالله التوفيق