[الناقد1]

كان أبو بكر محمد ابن شهاب الزهري " ت 124هـ " مكثراً من القراءة ، حتى روي عنه أنه كان يسير ومعه الألواح والصحف ويكتب كل مايسمع ، وكان يستدني منه كتبه حينما يجلس في بيته ، فتكون أقرب شيء إليه ، حتى ان زوجته كانت تقول له : ( لكتبك هذه أشد علي من ثلاث ضرائر ) هذا في القرن الأول الهجري ، ومع الفارق الكبير بين القرن الأول بأفضليته " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم " ، وبين القرن الخامس عشر
والفارق بين أشخاصنا المقصرين الضعفاء كبار الجهلاء ، قياساً بكبير المحدثين وإمامهم بلامنازع ، أمام أول من دون الحديث " وهو من تابعي المدينة " ، وأحد أكابر الحفاظ والفقهاء ، ومع الفارق الكبير أيضاً بين الزوجات
إلا أني أستغرب عداوة المرأة القديم الجديد للكتاب " خصوصاً الزوجة " ، فمابالك بالكومبيوتر الذي أصبح أم الكبائر ، وأميرة الضرائر !
بالنسبة لي
إن كان الكتاب بلسماً عليلاً على قلب أبي " أطال الله عمره على عمل صالح " ، حينما يراني أتجول بين دفتيه ، إلا أنه عدو تلتزم أمامه زوجتي " سددها الله ورعاها " صمتاً مبطناً بغضب مكتوم قد تبيح عنه تمتة أو همزة أو لمزه
إنما في الكومبيوتر تتفق زوجتي مع أبي حيث كانت بداية الانترنت انبهاراً بالتقنية ، وولع فيها ونسيان لمعايير الوقت ومحددات الزمن
و كان تسائله دائماً " وش اللي بهالجهاز يخليك تبحلق عيونك الليل والنهار "
ومع الزوجة هي حرب ضروس ، وعداء جهري علني ، ولعن لبيل جيتس ، ولشركة مايكروسوفت ، وشتم أحياناً لمن صنع الكومبيوتر " خصوصاً اذا كانت لابسة العباة وواقفة على راسك "
ومع ثالثة الثلاثة ، طفلتي " تحويشة العمر " ذات الربيع ونيف ، فلا أسلم من ضغط escوأنا غارق في فكرة موضوع أو مضمون مداخلة فتنقض في لمحة بصرمافتلته في دقائق ... أنظر اليها تقابلني بـ فلا أملك إلا أن
إني لا أسمح لأحد " أياً كان " أن يتطاول على عظمة الكومبيوتر
ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة لا أتخيل نفسي بدونه ، وأكاد أن أترحم على من اخترعه ، وساهم في تطويره ، ومن افادنا مشكوراً بالشبكة العالمية " الانترنت "
ومع هذا فالانترنت ذو تأثير اجتماعي رهيب ، ويساهم في خلخلة علاقات الفرد باسرته سواء أكان متزوجاً أو يعيش بين ظهراني عائلته 0
أتمنى أن تساهموا مشكورين في إثراء هذا الموضوع ، حول تأثير الانترنت على وضعكم الاجتماعي والأسري

دمتم بود

[رجل الثلج]

صديقي الغالي الناقد1 ...

عداوة الإنسان لما جهل تعود جذورها المعرفيّة إلى قوله سبحانه ( وكان الإنسان ظلوماً جهولاً ) ...وهذا الأصل في الإنسان يخرج إلى الدنيا جاهلاً فمن خلال المعطيات التي وهباه الله إياه وهي السمع والبصر والفؤاد يرتفع هذا الجهل إلى علمٍ نور , ولذا كل من علم شيئاً جهل غيره وغابت عنه أشياء ...
من هنا تدرك أن جهالة الإنسان هي رفض لشعاع النور وهو العلم أياً كان العلم والإنسان عدو ماجهل , وحين بتعرف الإنسان ويتعلم تجده يثني على ماجهله ولذا صدق الفقهاء لما قالوا والحكم على الشيء فرع عن تصوره كي لايحكم الإنسان دون تصور حقيقي مبني على علم للمسألة ...

الذي يثير الدهشة هو تلازم العداوة بين شريحة من النساء _في مجتمعنا_ وبين الكتاب وأقل منها التكنولوجيا , وهذا من خلال استقراء قد يصيب وقد يخطيء ...

يقول بعض علماء الانثربولوجيا الاجتماعيّة _ على ما أظن _ إن أول ماتصادف الإنسان معرفةٌ ما أو حقيقة ما أو اختراع ما يقابل لرفضه ظنا منه أن الرفض هو بقاء على حقيقة الفكرة لديه وأن القبول هو زعزة لذاته وقناعاته , فتصبح القواعد التي شكلها في ذاته هي قواعد غير قابلة للتغير إلا بالقوة ...
يقول الغربي كينز : تكمن الصعوبة ليس في الأفكار الجديدة , بل في التخلص من الأفكار القديمة التي تتغلغل في كل زاوية من عقلنا ...

وعداوة المفيد فكرة قديمة أو نمطيّة سلوكيّة بيئيّة , وتجربتي بدأت بأن رَكَزْتُ الفكرة الأولى وهي أن الكتاب والتقنية طريق من طريق المعرفة , ومن لايحب التعلم عليه أن يدع غيره يتعلم , فما تكرهه يحبه غيرك ومايكرهه غيرك تحبه ...
وبحمدٍ من الله صارت زوجتي وبرعمي الصغيرذي 6 سنوات يتسابقون للمعرفة عبر أبواب التقنية والكتاب , كل يدخل إلى مايحب فبرعمي الصغير يطامر في غياهب مسابقات الأطفال في النت حتى أصبح يحل بعض مشاكل التقنية , أما الزوجة فصار النت عالمها التي تأوي إليه مع صويحباتها في منتدياتٍ محافظةٍ تفيد وتستفيد وتغيرت للأفضل بحمد الله , بداية الطريق صعب لكن مع الصبر والحكمة تُزال العقبات ...

أخي الناقد 1 تخيل أن النساء في منتدياتهن يلقين هذا السؤال وأفاجأ بأن زوجتي هات حش فيّ وأني متخلف معادي سابقاً للتقنية وأنه الآن لايعرف من التقنية سوى رسمها ...وكل يدعي أنه هو أبو أو أم العريف !!


تحياتي القلبيّة لك ولموضوعك ....

[الناقد1]

أخي العزيز رجل الثلج

بالله قولك هذا سال من عسل ***أم قد صببت على أفواهنا العسلا ؟

كما تفضلت صديقي العزيز" الناس أعداء ماجهلوا " ، ولكن العجب حينما تستلهم من قراءاتك " مثلاً "رواية مليئة بالأحداث المثيرة ، والندية الكافية لتحريك رغبة أي انسان للقراءة ، ومع هذا يكون قدر القراءة منها وريقات !
حينما يكون هناك معرفة كافية بالمبادئ المهمة للولوج إلى هذا العالم ، و من المعرفات مايكفي للمشاركة في المنتديات ، وفوق ذلك تأطره إلى هذا العالم أطراً ، وتؤزه أزا ، ومع هذا لاتجد اندفاع يذكر
يبدو أن في هذا جبلة تصنعها متراكمات التربيه ، حتى تتجسد في عمق شخصية الفرد
أخي العزيز
بارك الله لك في زوجك ، وأصلح الله مارزق من ذرية ، أسأل الله أن تقر عينك بالوالدة وماولدت

كما أسأله أن يبارك بهذا القلم الذي يشرفني حضوره الهادئ المتزن ، الذي يغمر سطوري بكلمات مليئة بالحكمة والمعرفة

دمت بكل خير
محبك

[الناقد1]

تصحيح

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الناقد1 محمد ابن شهاب

محمد بن شهاب

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها الناقد1 قد تبيح عنه تمتة أو همزة أو لمزه

تمتمة

[الناقد1]

ولاثراء الموضوع بآراء أخرى أحببت إدراج هذا الربط
http://forum.buraydh.com/showthread.php?t=114828

دمتم بخير

[الناقد1]

مشرفنا العزيز أبامحمد

عاجز عن شكرك على هذه الاضافة الرائعة بروعة مرورك الكريم

بارك الله لك في زوجك وولدك ووقتك ، وسدد على طريق الخير خطاك

دمت ودامت روعة قلمك

[ولدالديره]

المرأه تحتاج الى مستمع الى أحاديثها ومشاكلها ورؤيتها للحياه وأي انصراف من شريك حياتها لشي ما فانها تعتبر هذا الشي ( ضره )
واحده من القريبات سألتها عن زوجها وينه ......؟
قالت عند ضرتي ...
قلت ماشاء الله تزوج ........؟
قالت لا ضرتي ابو ناصر يوميا جالس معه بالاستراحه .......

[الناقد1]

أخي ولد الديره
يبدو أن كل شيء يسلب زوج المرأة منها فهو ضره
لكن ابوناصر تقضي سواليفه ، بس النت متى يقضي جموح المعرفة فيه ؟!
شكراً لمرورك
دمت بخير