|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 41
|
عبــدالله بـن جحــش
عبــدالله بـن جحــش
قليل من يدرك ان الدين أغلي من أي شيء حتي من البدن, وحتي هذه القلة لاترتقي لمنزلة التطبيق العملي, فلا أحد يضحي بأي شيء من أجل الدين, لاوقت ولاجهد.. وليست تلك الساعات من الصيام, أو تلك الدقائق لصلاة الليل بتضحية يقف المرء بعدها ليقول: أتعبت نفسي لك يارب.. فهذه فرائض قد كتبها الله علي الصغير والكبير, أما ما يتميز به مسلم عن آخر فهو العمل والإخلاص فيه والذي لايعلمه أحد غير الله, ومن هؤلاء المخلصين أصحاب البذل والتضحية رافعي شعار دينك أغلي من بدنك, الصحابي الجليل عبدالله بن جحش ابن عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخو السيدة زينب بنت جحش زوج رسول الله, يقول الدكتور محمد عبدالنبي الاستاذ بجامعة الأزهر عنه: كان أول أمير للمسلمين, حيث اختاره رسول الله أميرا علي أول سرية بعثها لترصد عير قريش القادمة من الشام وتعرف أخبارها. وفي غزوة أحد قدم عبدالله بن جحش أروع صور التضحية حيث وقف قبل المعركة مع سعد بن أبي وقاص يستعدان للحرب, وكل منهما يدعو ربه, فدعا سعد ربه ان يرزقه رجلا شديدا يقتله في سبيل الله ويأخذ غنيمته فأمن عبدالله علي دعائه, ثم توجه إلي ربه في دعاء خاشع قائلا: اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده( بأسه) أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني( يقتلني) فيجدع( يقطع) أنفي وأذني, فإذا لقيتك غدا( يوم القيامة) قلت من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك فتقول: صدقت, وأمن سعد علي دعائه, ثم انطلقا إلي ساحة القتال وقاتل عبدالله بن جحش حتي إن سيفه قد كسر من كثرة قتله للمشركين فأعطاه رسول الله صلي الله عليه وسلم عرجون نخلة ليتحول في يده إلي سيف صارم, وبعد طول قتال يهجم عليه أبو الحكم بن الأخنس ويضربه بسيفه ضربة شديدة يخر علي أثرها شهيدا, ثم قام هذا المشرك بقطع أنفه وأذنه وعلقهما بخيط في شجرة, ولذا سمي( المجدع في الله) أي المقطوع الأنف والأذن, ولما رآه سعد بن أبي وقاص علي تلك الهيئة قال: لقد كانت دعوة عبدالله بن جحش خيرا من دعوتي. فقد استجاب الله لدعوته وأكرمه بالشهادة كما أكرم بها خاله سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب, وواراهما رسول الله صلي الله عليه وسلم معا في قبر واحد ودموعه الطاهرة تروي ثراهما. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|