|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 6
|
تَمثَّلُوافي أحَادِيثِكم يَرْحَمُكُمُ اللهُ !
( بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ )
هِذهِ ـ أيُّها الصَّحْبُ الكِرامُ ـ أولُ مرَّةٍ أكتبُ فيها بمَحَـلََّتـكُم , وأحُطُّ رَحْلي في رِحَالِكم , وأضَعُ سَهْمي في كِنَانتكُم ؛ أكتبُ هُنا كِتابةَ الوَالـهِ العَاشقِ الدَّنفِ لِحِبِّه , السَّقيمِ المَريضِ لأجلِ مَعْشُوقِهِ , أُريدُ أنْ أُسْمعَكُم بِها صَدايَ لتُجِيبوني , وأكتبُ عندَكُم لتَـنقدُوني , وتُطْلعُوا عليَّ عُيوبي ودَرَني ـ لَعلِّي أَستَقيمُ , وأُبِينُ ـ , وجُزِيتُم على ذلكَ خَيرَا وَافِرَا . (1) إنَّ مِمَّا يَعْظُم عِندي ويَجِلُّ ـ أيَّها الكُبَراءَُ ـ ويعظمُ عِندَ كُلِّ ذي عِلمٍ ولُبٍّ أنْ أرى بَعضَ أهْلِ الخاصَّة مِن أولِي العلمِ والطَّلبِ وذوي الفضلِ لايَتمَثَّلونَ في أحَادِيثهم إلا نزْرَا , ولا يَذكُرونَ الأمْثالَ إلاَّ قلِيْلا . تجِدُهُم إنْ قَالوا لايَتمثَّلونَ , وإن تَمَثَّلوا لايعرِفُونَ , وإنْ عَرَفُوا لايُعلِّمُونَ ؛ كّلامُهُم سَقَطٌ , وأمْرُهُم شَطَط , واللَّفظُ سُوقِيٌّ , والمَعنَى مُبْتذَل !! هَذا حَالُهُم ـ رَحِمَهُمُ اللهُ ـ لا يَعرفُونَ للحُسْنِ سَبِيلا , ولا لِلحَديثِ السَّهلِ الجَمِيل طَريقَا . إنَّ أوْلاءِ لَحقِيقٌ عليْهم أنْ يَتدَاوَوْا , وإنَّ دَواءَهُم لشَديدٌ , وإنَّهُ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ يَسيرٌ عَلَى منْ يسَّرهُ اللهُ عَليه . ولَعَلِّي أذْكُرُهَا لكُم ـ أيُّهَا الأحِبَّةُ ـ مُجمِلا لََها مُوجِزَا: ـ أولها : القِراءةُ السَّليمَةَ الصَّحِيحةُ التي لَيْسَ فيهَا حَيفٌ ولا مَيلٌ ؛ على أنْ يَقرأَ كُتُبَ الفُصَحاءِ البُلَغاءِ , أهلِ العِلمِ القُدَامَى أمثالِ الكَاتبِ عَبدِ الحَميدِ وابنِ قُتيبةَ وأبي بَحْرٍ الجَاحـطِ وابنِ العَميـدِ والصَّاحـبِ وغيرُهِـم كَثيرٌ ؛ وبأنْ تكونَ هذهِ الكُتبُ الحِسَانُ مُحقَّقةً مُشَكلةً ؛ فإنَّهُ أدعَى لِنيلِ الفَائدةِ وتَحقيقِ المَرجوِّ مِنهَا ـ إن شَاءَ اللهُ ـ . ـ ثانيها : قراءةُ أشْعَارِ الجَاهليِّين أمثالِ امرئِ القَيـسِ وزهيـرٍ والنَّابغةِ والأعَشَى وطَرَفـةَ ولبيـدٍ , والصَّعاليـكِ أمثالِ عَمْروِ بنِ الوَرْدِ والشَّنفَرى وتأبـَّطَ شَرا وابنِ برَّاقٍ ويحفظَ أشْعارِ بَعضٍ مِنهمْ كثيرا كانَ أوقليْلا ؛ والإسلاميِّين أمثالِ الحُطيئـةَ وكعبِ بنِ زُهيـرِ وجَريـرِ والفرزدقِ والأخطـلِ وذي الرمـةَ ؛ والعباسيين مِن مثلِ بَشَّارِ بنِ بُردٍ وأبي تمامٍ والبحتريّ والمُتنبِّي وغيرِهِم . ـ ثالثها : الاطلاعُ عَلَى كُتُبِ البَلاغَةِ والنَحوِ والتَّصريفِ وكُتبِ اللغةِ , وذلكَ بأنْ يقرأَ الُّنتفَ اليَسرةَ منْهَا ـ هَذَا إنْ لم يَكُن طالبَ عَربيِّةٍ ـ لِيكونَ بَصِيرا بالأصولِ فاهِماً لها عَارفاً بها إنْ سُئلَ أجابَ وإنْ استُفتِيَ أفْتى . فإن قِيلَ : وكَيفَ ذلك ؟ قِيلَ : بقرَاءةِ مَتنِ الآجُرُّوميَّةِ تدبُراً لَها والتفقهِ لِمعَانيها والتَّمثُّلِ بها وتَطْبِيقِها وكَثرةِ تَقلِيبِها عَلَى اللِّسانِ ؛ قالَ ابنُ المُقفَّعِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ ( إذا كَثُرَ تقليبُ اللسَانِ ؛ رقَّت حَوَاشيْهِ , ولانَتْ عَـذْبتُـهُ ) . ـ صَدَقَ ابنُ المُقفَّع ـ . هَذا مُوجَزَا . فإنَّه إنْ فَعَلَ المرءُ ذلك وَجدَّ بهِ وأحْكَمَه وأبانَهُ واستبانَه وأتقنَـه وأماطَ لِـثامَ الجهلِ عَن عَقلهِ بالوقوفِ على ذلك ومُراجَعَته ؛ لم يَخْشَ بَعدُ زَلَـلا وخَطَـلا ولاحَيـفَا ولا مَيـْلا ـ واللهُ عَلَى ذلك مُعِينٌ ـ . ـــ يَـتبعُ إنْ شَاءَ اللهُ ـــ |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|