|
إدارات الأندية الأدبية عاجزة عن مواكبة الحدث الثقافي
بعد مرور عامين على تشكيل إدارات الأندية الأدبية بالمملكة العربية السعودية، وتشكيل الإدارة الأولى لناديي الإحساء ونجران نجد أن الإنجازات التي حققتها في هذه الفترة كانت دون المستوى المأمول؛ فالجمهور المحلي أصبح واعياً بالعمل الثقافي لا يروي عطشه قراءة نقدية في أسبوع، ولا محاضرة في أسبوعين، ولا أمسية شعرية في شهر، حتى وإن حاول مسؤولي هذه الأندية إقناعنا بما يقدمونه من مناشط وفعاليات.إن جميع إدارات الأندية الأدبية بلا استثناء بعد مرور نصف المدة على تنصيبهم مسؤولين على هذه المؤسسات الثقافية لم نجد نادياً يتبنى مشروعاً أدبياً ثقافياً ضخماً يحدث نقلة نوعية في العمل الثقافي في المملكة، وهذا بالطبع لا يوازي حجم الانتشار الكبير لهذه الأندية التي وصلت إلى 14 نادياً. ولو جمعنا مناشط هذه الأندية الأربعة عشر مجتمعة لوجدنا أنها لا تقارن بما تقدمه بعض الجماعات الثقافية والأدبية في بعض الجامعات في الدول العربية المجاورة.إن إدارات الأندية الأدبية أثبتت عجزها في صناعة الحدث الثقافي الضخم، بل اكتفت بالطرح التقليدي في عرض برامجها وأهملت الوسائل الحديثة، وفضلت الانكفاء على نفسها، وفي نهاية كل عام دراسي دائماً ما تجرى لهم اللقاءات الصحفية وحينها يبدؤون في تعداد مناشطهم، ويفاخرون بمنجزاتهم فعادة ما يقولون: عملنا بضعا وعشرين أمسية، وبضعا وثلاثين محاضرة، وهكذا دواليك..الخ، ولكن لو قيل لأحدهم: كم حضر هذه البرامج والفعاليات؟! لأجاب أن مجموع من حضرها عدد لا بأس به، بل أستطيع أن أجزم بأنه بالإضافة إلى أعضاء النادي إن حضروا لا يتجاوز بضعة أشخاص، ومع ذلك لا تجد أحدا منهم يحاول البحث عن الأسباب، لماذا لم يحضر أحد ؟! ولم نر واحداً منهم يحاول الاتصال بالجامعات والمدارس وعقد الندوات التعريفية بأهداف النادي، وما يحويه من مناشط وفعاليات وبرامج.إن رؤساء هذه الأندية فضلوا أن يقبعوا في عزلة تامة عن الجمهور المحلي والعربي فلا مواقع الكترونية ولا جوالات لبث الأخبار والبرامج، والإعلان عن الفعاليات، ولا صحف شهرية تصدرها هذه الأندية، ولو أخذنا على سبيل المثال : (نادي الرياض الأدبي فهو لا يمتلك موقعا إلكترونياً يعلن فيه عن مناشطه وندواته وأمسياته)، وهناك عدد من الأندية الأخرى وإن امتلك موقعاً الكترونياً على الشبكة العنكبوتية فهي غير محدثه البيانات منذ سنوات (مثل ناديي جدة، و حائل)، والبعض الآخر من هذه الأندية دشن موقعه الالكتروني إلا إنه سرعان ما أغلقه (مثل ناديي أبها و نجران).إن هذه الأندية فقدت العنصر الأهم في تلقي العمل الثقافي (المتلقي)، وذلك بفقد قناة التواصل مع الجمهور لإبداء انفعالاتهم ولالتماس اقتراحاتهم، ولم تكتف بذلك فحسب بل إنها فقدت أيضاً صنّاع الثقافة في المستقبل الأدباء والكتاب الشباب فهي لم تفعل دورهم في هذه الأندية، بل إنك إذا دخلت هذه الأندية خُيل لك بأنك دخلت (داراً للعجزة) كما وصفها بعض الأدباء، فدائما ما نقرأ استياء المبدعين الشباب من تقريع رؤساء هذه الأندية، والتعامل معهم بالفوقية المقيتة، حتى نلحظ عزوف لكثير من المثقفين والأدباء عن الحضور لمناشط هذه الأندية، فجميع المثقفين لا يحتاجون المال لكي يحضرون ويشاركون ؛ فالمثقف والأديب ليسوا ماديين بقدر ما يتحاجون إلى التقدير المعنوي والذاتي.وأخيراً: ليس الهدف من نقد هذه الإدارات النيل منها، فنحن نؤمن بأنهم مجتهدون وحريصون على أن يبتكرون، ولكننا نريد أن نقول لهم نحن أصبحنا لا نقبل بكم مادمتم لم تقدموا الجديد والخارق، فكل شيء موجود ومهيئ لكي تعملون، إذًا لماذا لا تتميزون.؟!
|
02-11-2008, 05:23 AM
النمط المتتابع
