|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 3
|
خطبة مقترحة لعيد الأضحى المبارك
هذه خطبة متواضعة لعيد الأضحى المبارك سطرتها ليستفيد منها من شاء من إخواني ممن سيرتقون المنابر يوم العيد ولعلهم يجدون في ثناياها مايشبع بعض رغبتهم ويحقق شيئا من حاجتهم سائلا الله للجميع التوفيق والقبول
الخطبة الأولى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا ، والحمد لله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن كان بهديه مستنيرا ، وسلم تسليما كثيرا ربنا لك الحمد على نعم تترى وآلاء لانستطيع لها حصرا 0 والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا الله أكبر الله أكبر ... الله أكبر ، كلمة فتحت بها مدائن واستسلمت بلدان ..كلمة لو عقلناها لتحركت منا المشاعر واهتز الوجدان الله أكبر ، كلمة تشعرك بحقارة كل متعاظم أمام عظمة الرحمن 0 إنها كلمة تدوي في الآفاق وتخترق الحجب لتعلن للناس كل الناس أن العظمة لله وحده والكبرياء لله وحده ( ألا له الخلق والأمر .. ) الله أكبر ، كلمة تعني أن الله أكبر من كل شيء ذاتاً وقدرة وعزة وجلالة وقهرا .. إنها كلمة تقال للمتجبرين والمتكبرين وللطغاة والمجرمين ليدركوا أنهم لاشيء أمام عظمة الله وجبروته .. تقال للخائفين من بطش الأعداء وسطوة الألداء فينقلب الخوف أمناً والضعف قوة .. الله أكبر وأجل وأقوى وأعظم من كل قوة مهما بلغت وتجبرت .. إن أي قوة على وجه الأرض مهما كبرت وعظمت فإنها لن تقف لحظة أمام قوة ( كن فيكون ) والتي بها أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى .. والتي بها أغرق فرعون ذا الأوتاد وأرسل بها إلى سبأ سيل العرم والتي بها يعذب كل من حاد عن سبيله وخالف شريعته ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا ... ) ومن هنا يناديكم ربكم (فلا تخشوا الناس واخشون ) ويعاتبكم ( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ) والله أكبر ظاهرٌ مافوقه شيء وشأن الله أعظم شان والله أكبر عرشه وسع السما والأرض والكرسي ذا الأركان وكذلك الكرسي قد وسع الطباق السبع والأرضين بالبرهان والرب فوق العرش والكرسي لاتخفى عليه خواطر الإنسان فلماذا لانخاف الله ، ولماذا نخاف من مخلوق لايملك لنفسه نفعاً ولا ضرا والله الذي فلق الحب والنوى لن تستطيع اي قوة على وجه الأرض أن تضر الأمة بشيء إذا صبرت واتقت ( وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا ) ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك .. ) الله أكبر الله أكبر .. ياأمة محمد : هذا هو يوم الحج الأكبر ، يوم عيد الأضحى المبارك ، عيدنا الثاني ، ونحن أمة تلتزم في أعيادها بهدي نبيها فلا تبتدع عيدا لأي مناسبة مهما كانت فلا عيد لوطن ولا لنصر ولا لأم ولا ميلاد ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) ( ومن أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) أيها المسلمون : هذا اليوم هو يوم التضحية يوم يذكرنا بأعظم صور التسليم والانقياد لأمر الله عز وجل والخضوع لحكمه دون تردد ولا تحرج ولا تضايق ، وهذه هي حقيقة الاسلام ، الاستسلام لله والانقياد له والخضوع لشريعته ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك .. ) في قصة إبراهيم مع ولده إسماعيل تُرسم أجمل صور البر بالوالد فالأب يطلب من ابنه أمراً خطيراً ويعرض عليه عرضاً مثيرا ( إني أرى في المنام أني أذبحك .. ) فما تردد الابن وما قابل العرض يالاستهجان ولا الاستنكار وإنما خاطب أباه بكل أدب وتقدير ( ياأبت افعل ماتؤمر .. ) فاين هذا الموقف الخالد من بعض أبناء المسلمين وبناتهم ممن يطلب منهم آباؤهم وأمهاتهم أدنى المطالب فلا يجدون منهم إلا التبرم والتضايق والتعلق بالأعذار الواهية .. في هذا اليوم تذكير بأعظم مشاهد الاستسلام لأمر الله بكل خضوع وتواضع ولو كان الثمن ذهاب النفس وإزهاق الروح .. إن الأضحية ليست مجرد بهيمة تذبح ويؤكل لحمها ، لكنها شعيرة من شعائر الإسلام وعبادة يتقرب بها إلى الله جل جلاله ( قل إن صلاتي ونسكي .. ) وهي تعبير عن الامتثال لأمر الله وتعظيم شعائره ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها .. ) إذا اضجعت أضحيتك لذبحها فتذكر يوم أن أضجع إبراهيم الخليل ولده إسماعيل عليهما السلام قائلا ( إني أرى في المنام أني أذبحك .. ) فما أعظمه من مشهد تتصاغر عنده كل المواقف .. العبد قد يبذل نفسه لله عز وجل ويعلم أنها لحظات ثم تخرج روحه إلى رحمة الله عز وجل وكرامته .. أما أن يمسك سكينا بيده ويطرح ولده وفلذة كبده على وجهه ويمر السكين على رقبته وتسيل دماء الولد على ثيابه فلعمر الله ( إن هذا لهو البلاء المبين ) فلله هذه النفوس التي تبتلى بمثل هذا البلاء .. شيخ مقطوع من الأهل والقرابة مهاجر من الأرض والوطن يرزق في كبره بغلام طالما تطلع إليه .. وماكاد يأنس به حتى يرى في منامه أنه يذبحه ويدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية فماذا فعل ؟ إنه لايتردد ولا يخالجه إلا شعور الطاعة ولا يخطر له إلا خاطر التسليم .. لايلبي في انزعاج ولا يستسلم في جزع ولا يطيع في اضطراب إنما هو القبول والرضا والطمأنينة والهدوء .. وإن تعجب من هذا الموقف الإيماني من الشيخ الذي شاب في التوحيد ومحبة الرب العزيز الحميد فاعجب من الغلام الذي يقول لأبيه وهو يعرض عليه أن يذبحه : ياأبت افعل ماتؤمر ) ولم يقل : ماذنبي وهل تطاوعك نفسك أن تذبحني بيدك ، أو ماجوابك لأمي .. إنه غلام حليم وكان صادق الوعد وكان رسولا نبياً إنه يتلقى الأمر لافي طاعة واستسلام فحسب ولكن في رضى ويقين وأدب مع الله ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) كان الابتلاء قد تم والامتحان قد وقع ونتائجه قد ظهرت وغايته قد تحققت والله لايريد أن يعذب عباده بالابتلاء ولا يريد دماءهم وأجسادهم في شيء ، والله عز وجل لاتنفعه طاعات العباد ولا يتضرر بشيء من معاصيهم ، إنما هو الابتلاء والامتحان ( فلما اسلما وتله للجبين .. ) إنه موقف خالد في تقديم محبة الله على ماسواه ولن يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وحب الله لايرتبط بعواطف قلبية ولا بروابط نسبية ولا بعلائق مادية ولكنه يعلو ويهبط بمقدار القرب والبعد من المولى عز وتبارك ، وحين يرزق العبد محبة الله فإن ذلك ينعكس على سلوكه ليصطبغ بحياته التزاماً بالأوامر وبعداً عن النواهي ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .. ) إنه درس في التضحية بكل شيء في سبيل نيل رضى الله وجنته .. والدين لايقوم إلا على التضحيات . أوحسبتم أن هذا الدين الذي تنعمون بكراماته وتستظلون بظل مبادئه قد قام على الورود والرياحين .. كلا إنما قام هذا الدين على تضحيات وبذل , ابتداء بسيد الورى الذي تحمل في سبيل هذا الدين كل اذى فشج وجهه وكسرت رباعيته وأدمي عقباه ووضع سلا الجزور على ظهره وناله من الأذى القولي والفعلي ماناله هذا الدين الذي ننتسب إليه مع تفريط في شعائره ماتم بناؤه ولا قام جداره إلا على بطولات الأبطال وعزائم الرجال وبذل الأموال والتسامي على الشهوات والملذات وحتى يبقى الدين مرفوعا وأهله أعزة فلا بد من البذل والتضحية بالنفس والمال والوقت .. ولا بد من ترفع عن الشهوات واستعلاء على الملذات وتسام عن سفاسف الأمور وحينها يتنزل النصر وترتفع راية الحق ويفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم .. إنه مشهد رائع في الانقياد والاستجابة لأمر الله والمبادرة إلى تنفيذه بكامل الرضا نهديه لكل مسلم ومسلمة تأتيهم أوامر الله جلية واضحة وليست رؤيا منام فيقابلونها بالتضايق ويتلقونها بالحرج والملل ويتهربون منها باللجوء إلى غثاثات الرخص ويتدرعون بالخلاف هربا من التكاليف فأين حقيقة الإسلام ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا .. فياليت المسلمين والمسلمات يدركون هذه المعاني وهم يذبحون ضحاياهم .. ياليتهم يرسمون أجمل صور الاستسلام لله والانقياد لحكمه والرضا بشريعته والخضوع لأوامره بلا تضايق ولا حرج رافعين شعار ( سمعنا وأطعنا ) ومرددين هتاف ( ربنا آمنت بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) فورب السماء والأرض مااستسلم لله من سمع نداءه فلم يجب ورضي بأن يكون مع الخوالف، وما خضع لله من أطلق العنان لجوارحه تسمع وتشاهد وتتكلم بما يسخط الله وقد علمت ( أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) فلا والله مارضيت مسلمة بحكم ربها وهي تتهرب من الحجاب وتتضايق من الحشمة وتتنصل من الستر بخضوع قول ، ونقاب فاتن وعباءة متبرجة .. فياأمة محمد : أسلموا لرب العالمين ، واعلموا أنه لادين إلا بتضحيات ، فضحوا بالشهوات لتنالوا رضا رب الأرض والسموات ( ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ) والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا أقول هذا القول ... الخطبة الثانية الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد : فياأيها المسلمون والمسلمات : هذه كلمات وهمسات .. هذه نبضات قلب ومشاعر صدق .. هذه نبرات عتاب وزفرات ألم ونفحات أمل أوجهها إلى قلب الأمة النابض وأملها المنشود .. إلى من خطط الأعداء ليضعفوا همته ويكسروا عزمته ويقضوا على عنصر قوته وعزته .. إلى الشباب الذي تربى في بلد التوحيد ونشأ في حضن العقيدة .. ياأيها الشاب ، أنت أكبر في نفوسنا من أن يكون همك فريقا يهزم وآخر يغلب ، أو أن يكون قاموسك قاصرا على أسماء أهل العفن وكلماتهم السافلة .ز إن أمتك بحاجة إلى طاقاتك المكبوتة ومواهبك الفذة فلا تخيب ظنها .. إن أمتكم لن تواجه أعداءها ولن تبني حضارتها ولن تدافع عن أرضها بشباب غض ناعم يجرح خديه لمس النسيم ويدمي بنانه مس الحرير ، شباب فاتن يعيش للهوى والأحلام ويتفانى للشهوات والملذات .ز إنما يبني مجد الأمة ويدافع عن حياضها شباب حي عامل قوي متين وضع له غاية في العيش أبعد من العيش وتسامى في الهمة وارتقى في سلم العزيمة وترفع عن الميوعة والتخنث وجعل شعاره ( ركضا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل الرشاد ) وختاماً وتأسياً بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم أوجه حديثي لصانعات الرجال ، ومنجبات الأبطال ، وشقائق الرجال .. وما يقال للرجال يقال لكن ، ولكن مثل الذي عليكن بالمعروف ياأيتها المسلمة : أنت ركن متين في جدار الأمة الأخلاقي وباب الإصلاح أمامك أنت ومفتاحه بيدك ، فإذا آمنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال .. ياأيتها المسلمة : مافسدت أمة إلا حينما فسدت نساؤها ، وفساد الأخلاق انهيار لأمن الأمة وسلب للنعمة منها ، وأنت ياأختاه تملكين الحفاظ على أمن المجتمع ورغد عيشه يوم أن تستسلمي لشريعة الله وتنقادي لحكمه وترضي بتدبيره .. وأنت ياأختاه تهدمين أخلاق الأمة وتسقطين صروح أمنها يوم أن تتضايقي من شريعة الله وتتهربين من أحكامه من خلال كلمة فاتنة ونقاب مثير وعباءة متبرجة فاتقي الله ولاتكوني أداة بيد المنافقين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، واقتدي بالنماذج الرائعة من سلف هذه الأمة وخلفها ممن وقفن صخرة في وجه دعاة النار الذين يصورون السفور بصورة الحرية ، ويرسمون الانحلال بشكل التطور ، ويجعلون من الانقياد لشريعة الله ذلا وعبودية ..ورحم الله نساء الأنصار لما نزلت آية الحجاب شققن مروطهن فاختمرن بها حتى كأن على رؤوسهن الغربان ورضي الله عن فاطمة بنت محمد وهي تقول لأسماء : إني لأستحيي أن يرى الرجال جسمي على النعش بعد مماتي ، ورضي الله عن بنت الأنصار وقد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لرجل فقير لأشعث أغبر أسود البشرة فيأبى أبوها وأمها فتقول لهم : أتردون على رسول الله أمره ، إن كان قد رضيه لي فقد رضيته .. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده الله أكبر الله أكبر .. ياأيها المسلمون : ماتقرب عبد إلى الله في هذا اليوم بأفضل من إهراق دم ، وإنها لتقع من الله بمكان قبل ان يقع الدم على الأرض فطيبوا بها نفسا ، وغذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته .. أظهروا الفرح والسرور ، واستبشروا بنعمة الله عليكم ، ولايخرجنكم الفرح عن حدود الشريعة فلا اشر ولا بطر ولا تعدٍ لحدود الله وإنما فرح ممزوج بشكر ، وسرور محفوف بطاعة ، ولنتذكر في هذا العيد ماأبقى الله لنا من خير وما تطول به علينا من فضل ، ولئن حلت بنا محن فقد أبقى الله لنا منحاً ، ولئن أصابتنا نقم فقد أبقى الله لنا نعما ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) وإن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ، نسأل الله في هذا اليوم أن يسعدنا بالقبول ، وأن يوفقنا للعمل الصالح ، وأن يقر عيوننا بتفريج همومنا وقضاء ديوننا ومغفرة ذنوبنا وفكاك أسرانا وانتصار مجاهدينا وشفاء مرضانا ونزول الرحمات على موتانا الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير الخلق أجمعين وسلم تسليما كثيرا .. ( إهداء من الشيخ أحمد بن عبدالعزيز الشاوي ) |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|