[بدر بن عبدالله]

*قال مصطفى لطفي المنفلوطي:

(( أتدري لِمَ يسبُّ الإنسان مُناظِرَه؟ لأنه جاهل وعاجز معاً، أما جهله فلأنه يذهب في
وادٍ غير وادي مُناظِره وهو يظن أنه في واديه، ولأنه ينتقل من موضع المناظرة إلى
البحث في شؤون المُناظِر وأطواره وصفاته وطبائعه، كأن كلَّ مَبحثٍ عنده مبحثٌ فسيولوجي،
وأما عجزه! فلأنه لو عرف إلى مُناظِره سبيلاً غير هذا السبيل لسلكه، وكفى نفسَه
مؤونةَ ازدراء الناس إيّاه وحماها الدخول في مأزقٍ هو فيه من الخاسرين محقاً كان
أم مبطلا... انتهى كلامه))."*"

* وتجدك في بعض الأحيان تتناقش مع أحد الأشخاص فيبحث عن عيبٍ في خِلقتك،
لكي يكسب مَنْ حوله في تأييد رأيه، أو تجده يصل إلى حد السب والشتم لأنك لم تؤيد
رأيه، مع أن الاختلاف في الرأي شيء جميل إذا لم يصل إلى حد الإساءة إلى الآخرين.

* وتجدك في بعض الأحيان تتناقش مع أحدهم - مثل ماقال المنفلوطي - في محور
من محاور الموضوع وهو يناقشك في محور آخر، ويأخذ النقاش وقتاً طويلاً، ثم
بعد ذلك تكتشف أن من تناقشه لم يفهم محورك الذي أنت تريد، وإنما كان طيلة وقته
يناقش في محور غير المحور الذي تريده، وبعد ذلك (قد) تصاب بالإحباط ، لأن النقاش
لم يكن في محله.

* وتلحظون في بعض مواضيع الساحة المفتوحة تنتهي بالإغلاق من قبل الإشراف،
إما لأن النقاش خرج عن مسار الموضوع، أو وصل النقاش إلى حد السب والشتم
والإساءة، أو لأن كل عضو مُصر على رأيه ولا يوضح للعضو الآخر أن هذا رأيي،
بل يستمر في المجادلة.

"*" المصدر لكلام المنفلوطي هو: الأعمال الكاملة، لمصطفى لطفي المنفلوطي،
طباعة دار النموذجية صيدا - بيروت، صفحة (90)، والكتاب موجود في السوق.

* ودمتم بود.