|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
فحص القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
أعمال القلوب ( خطبة جمعة 28/4/1430هـ) د. صالح التويجري الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الأمين، محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. هذا القلب الذي بحجم قبضة اليد يتسع حتى يحتوي على قيم ومعاني ومقامات وايمانيات وتصورات وتصديقات بمغيبات حتى تجاوز عالم الشهادة الى عالم الغيب * وقد يضيق وتنحسر مساحته وتتلاشى حياته حتى يضمحل ويضيق كا نما يصعد في السماء // فهو اكبر واوسع من وطن واضيق من جب ابرة * القلب يصفو ويسموا حتى يرى الامور على حقائقها ويظلم ويسود ويقسو حتى يرى حسنا مااليس بالحسن القلب اساس واصل* والعمل ضله فالاعوجاج والاستقامة سلوكيا انعكاس لحقيقة القلب ولا ينفك الارتباط بينهما الا في احدى اربع صور اما اكراه او نفاق او نسيان او لا شعور والأخلاق هي السجايا والطباع وأحوال الباطن التي تُدرك بالبصيرة ورؤوس الأخلاق الحسنة أربعة - تحمل على غيرها من محاسن الأخلاق- -فالصبر:يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى * والعفة تجنب الرذائل والقبائح * و الشجاعة: تحمل على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق *و العدل يحمل على الاعتدال والتوسط.في المور كلها *رؤوس الأخلاق السيئة أربعة - تحمل على غيرها من مساؤي الأخلاق - وهي: فالجهل و الظلم و الشهوة: تحمل على الشح والبخل والحرص والرذائل والدناءات والفواحش / و الغضب: يحمل على الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه. أركان حسن الخلق : بذل الندى و كف الأذى و احتمال الأذى و طلاقة الوجه .و علينا جميعاً أن نراجع قلوبنا وحالها من التزكية والطهارة والتصفية والنقاوة، وأن نتعرف على أعمال القلوب، ومقدار ما لدينا وماذا ينقصنا، فإذا صلحت القلوب؛ فالحال كما في الحديث الصحيح {ألا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ } رواه البخاري ومسلم . إنَّ هذا الدين إنما نزل في حقيقته لتزكية القلوب وإصلاحها، ولهذا يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أنا دَعْوَةُ أبي إِبْرَاهِيمَ } رواه أحمد . ودعوة أبينا إبراهيم هي ما في قوله تعالى: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ [البقرة:129 والقلوب أقسام ثلاثة تسلم، أو تقسو، أو تمرض، والقسوة الموت، أما القلوب السليمة: فقد جاءت في كتاب الله تعالى، كما في قوله تعالى: يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88- خالص متجرد من الشرك، لا تشوبه شائبة من نفاق، أو رياء. سَلِمَ ومن الولاء لغير الله، ومن المداهنة، أما القلوب المريضة: فكمـا قال الله تعالى: أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ [النور:50] فالقلوب تمرض وهناك طائفة كبيرة محسوبة ومنسوبة إلى هذا الدين, ويأتي الحديث عن أمراض القلوب غالباً مقترناً بها، وهم المنافقون - وهل هناك مؤمن يخاف من شيء أكثر من خوفه أن يكون منافقاً، فهذا أخشى وأخطر ما يجب أن نخافه، فلا ينفعنا عمل مهما كبر وعظم مع النفاق، لأن المنافقين ينفقون ولكن وهم كارهون، ويصلون ولكن وهم كارهون، ويخرجون للجهاد ولكن/ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً فليست المسألة في أن الأعمال تقع، لكن أن تكون هذه الأعمال تقع مع قلب سليم من المرض وأما القلوب الميتة: فإنه إذا اشتد مرض القلب؛ حصل الموت، والموت القسوة كما في قول الله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ [البقرة:74] وقوله تعالى / فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم ويتولد عن هذه الامراض ما يدل على موت القلب إذا كان صاحبه ممن أهمله حين مرض, ولم يتنبه له ولم يعالجه بذكر الله؛ فأوصله إلى نتائج مرض القلب مثل: أن يقفل عليها، كما قال تعالى: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] فيقفل على هذه القلوب. الران، قال تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُون - أو التغليف، كما قال تعالى: وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ [البقرة:88]. - عدم الفقه، كما قال تعالى: لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا [الأعراف:179]. - الطبع والزيغ، كما قال تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5]. العمى، قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور حياة القلوب لها أعمال ولها صفات وأحوال، الإخلاص عمل عظيم، وبه يكون الفارق بين المؤمنين والمنافقين، لأنَّ المنافقين حتى وهم يشهدون شهادة الحق، فإنهم يشهدون وهم كاذبون، فإذا أردنا أن نفرق بين المؤمنين والمنافقين فالصدق والإخلاص هما أساس ذلك, وهما من أعظم أعمال القلوب إضافة إلى المحبة واليقين، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَة والتسليم هو: وهذا التسليم هو الذي لا يخطر على البال معه أدنى اعتراض كما كان الصديق رضي الله عنه. فمن لم يحكم رسول الله على قلبه ونفسه, ويجعل هواه تبعاً لما جاء به في أصل التحكيم؛ فإنه ليس بمؤمن ولا بمسلم, إذ التحكيم في مقام الإسلام هو كما قال: حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ [النساء: 65 فأعمال القلب تتقارب؛ لأنها أعمال باطنة، فنجد - - الوجل، والخوف، والخشية، والخشوع؛ متقاربة المعنى، وكلها تدل في النهاية على كون هذا القلب خاضعاً وذليلاً للعزيز الجبار المتكبر الذي خلقه فسواه وعدله، وافترض عليه ما افترض، وشرع له ما شرع، وتعبده بما تعبد. التوكل من أعظم أعمال القلب؛ لأن التوكل يدخل في الاستعانة، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة الفاتحة التي هي أم القرآن والسبع المثاني يقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وكل الدين داخل في هذه الآية **ولقد ضل في اعمال القلوب طوائف فأهل الكلام : هم الذين تُقرر كتبهم ومناهجهم الآن في الجامعات والمعاهد والمدارس الإسلامية خارج هذه البلاد إلا ما رحم الله, عقائد أهل الكلام التي يقولون فيها - 'إن الإيمان هو التصديق دون سائر أعمال القلب والجوارح' وإغفال أعمال القلوب هو الذي أدى إلى ظاهرة الخلل السلوكي ، وربما أن من خرج من هذه البلاد تعجب كل العجب، اذ تجد من هوعلى درجة كبيرة من العلم يقول: ذهبت عند ضريح الشيخ فلان أدعو، فيقال: أنت دعوته، فيقول: لا أنا ما دعوته ولكن دعوت الله تبارك وتعالى بواسطته، فإذا قلت له: فما رأيك فيمن يدعوه! يقول: حتى من يدعوه فغرضه التوسل، فإذا قلت: وأين الدليل؟ يقول: الله تبارك وتعالى يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ سبحان الله! كل الآيات التي في أعمال القلوب تهمل, ويؤتى بهذه الآية, ويتأولونها على غير وجهها, ويجعلونها معارضة لكل الآيات الصريحة الدلالة الواضحة على أنَّ القلوب لا بد أن تتجرد لرب القلوب تبارك وتعالى.( فهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى ، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها ، وتكون بطاعته وترك معصيته .// وقال الشنقيطي رحمه الله : " اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وكما حرف اهل الكلام انحرفت الصوفية انحرافاً عظيماً في أعمال القلوب,فهم لم يهملوا أعمال القلب لأنهم يعلمون أهمية التوكل، فأكثر ما يدعون ويتكلمون عن أعمال القلوب ويركزون على اليقين والإخلاص والإخبات والإنابة، ويجعلونها مقامات وأحوالاً. وهم يعادون أهل الفقه، أو أهل الظاهر, أو الشريعة، إلى غيرها من الألقاب التي ينبزون بها العلماء.والتوكل عند الصوفية فهو التواكل،وترك العمل واهمال فعل الاسباب، وتجدهم في الموالد وعند الأضرحة، وتجد العمائم والمظاهر ولكن كما قيل العمائم أبراج، والأكمام أخراج، فهم أصحاب موائد، ومناسبات، واحتفالات، ويتكلمون عن أمور هي من أصل الدين كالمحبة والرضا واليقين والكرامات والولاية بجهل، وبدع وضلال؛ فضاعت الأمة بين هذا وذاك. والحق هو الوسط وهو ما كان عليه سلف هذه الأمة كما أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المعلوم، حديث الافتراق فقال: {من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي }.
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: بـــــــريــــــــدة
المشاركات: 1,873
|
الله يعطيك الف عافية ياشيخ
على الخطبة والله يجعلها في موازين حسناتك
__________________
أنـت الزائـر رقـم لمواضيعي وردودي اعـــــتذر [media]http://www.abumalix.com/pop/Ateetr.mp3.mp3[/media] يمنع وضع البريد الإلكتروني
|
![]() |
![]() |
#3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مشرف الساحة المفتوحة
تاريخ التسجيل: May 2004
البلد: بريدة
المشاركات: 5,346
|
فضيلة الشيخ د صالح التويجري حفظك الله
ما أجمل ماسطرت من الدرر وما أحوجنا لمثل هذا التذكير ولعلك تسمح لي أن أقتبس من دررك
فلقد أعجبتني كثيرا لأن حاجة معرفتها تتوجب على كل مسلم وكثيرا منا عنها غافل لاحرمك الله شيخنا أباعبدالله أجر مشاركتك وأرجو أن تكون لك زاوية في منتدانا المبارك تجيب عن أسئلة أعضائه فالجميع بحاجة للشرب من معينك ومعرفة بعض ماأشكل عليهم وجزاك الله خيرا ونفع بك
__________________
إذا مررت من هنا فتذكر
أن دعوة لأخيك بظهر الغيب سيكون لك مثلها فلعل دعوة واحدة تسعدك بحياتك وبعد مماتك أنت ومن دعوت له |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 810
|
بارك الله فيك يادكتور صالح
ونفع بك اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
__________________
![]() اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . ![]() الحمدُ للهِ معزِّ الإسلامِ بنصره، ومُذلِّ الشركِ بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومستدرجِ الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتقينَ بفضلِه، والصلاةُ والسلام على من أعلى اللهُ منارَ الإسلامِ بسيفِه. ![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
ابشر ياسامي
فقط امهلني حتى ارتب اوراق مكتبي وذكرني حين انسى ولك مني كل التحايا لاحسانك الظن بي
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
![]() |
![]() |
#6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
شيخنا أبا عبد الله
حفظك الله أعرف أن لديك من الارتباطات والالتزامات الشيء الكثير ولكن لا يمنعي هذا من أن أطلب منك وأقترح عليك أن تخصص شيئاً من وقتك لتصفح المنتدى والرد على بعض الكتابات والمقالات التي نرى أنه يجب الرد عليها من قبل طلبة العلم وإنك يا شيخنا على ثغر فبعض الشباب هنا بحاجة إلى إصلاح فكر ومناقشة لأمور عالقة في أذهانهم وأنت عالم العقيدة بإمكانك محاورة هؤلاء وتفنيد الشبه أتمنى أن تجد كلاماتي قبول منك شيخنا الكريم |
![]() |
![]() |
#7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2009
البلد: بريده
المشاركات: 157
|
جزاك الله خيرا ياشيخ..
ماأحوجنا وأحوج الناس للتحدث عن القلوب وأمراضها
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|