[الدكتور متفائل]

أن تتكلم عن بحر أمواجه الفتن ومراسيه الكآبة.فهذا يعني أنك لازلت تبحث عن ملفأ أوجزيرة تحط بها شراعك ,أوأنك لاتدري أنك بقرة ترعى في أرض صبخة...
كل ذلك حاصل...
والأمل في برافي الحياة تقول فيها الحكمة:كل من عاش لغيرنفسه عاش بئيساً"!!
وهذه حكمة آخرى تقول:في داخل الإنسان يوجد عصفور مليح..

وأنا من قطبان سفن السعادة أملح في صيد الفرص بطريقة تجعلني دائماً ما أفكر لماذا أناهنا؟؟
والجواب :

يحدثني فيه تلك البسمات التي توزعها الطيور في الصباح الباكر...
على أني قدرأيت بقرة جاري تأكل العلف وتشرب الماء وتنتج لبناً صافياً.وهذا ديدنها كل يوم.
ورأيت أن البقرة لم تبتئس يوماً لأن الثور لم يكلمها أولأن الثور ابتعدعنها أومات في أسفل الأرض...
فلاالحزن تعرف ولاالكآبة تحط في ركابها ..
على أنها بقرة فكيف لوكانت إنساناً يلوج في أعاصير القلق وترهصه رياح اليأس فيبتئس وينتحر في مكانه ..
فهل بقرة جاري هي بوابة كبرى ألج فيها لعالم السعادة ؟

الحق نعم.
إن الحيوانات رغم معاناتها للحياة إلا أنها أكثر سعداً وسروراً من الإنسان.والسبب أنهالاتتيح لنفسها فرصة للتفكيربالكآبة او تحشر نفسها في زنزانة القلق....
!!
لقدصاح العالم الجليل ابن تيمية بثبات وشموخ وقد وعى هذه الحقيقة ليقول لأعدائه ساخراً :

( خاب سعيكم .. ماذا تفعلون بي ،إن سجنتموني فسجني خلوة ، وإن أبعدتموني فنفيي سياحة ، وإن قتلتموني فموتي شهادة في سبيل الله ، يا مساكين إن جنتي في صدري ، وصدري لا سلطان لأحد عليه سوى الله ) .

وفي هذا تغنى شيخنا يوسف القرضاوي في سجنه ساخرا من تضييق الخناق عليه قائلا :

سدوا على الباب كي أخلو إلى كتبي*** فلي في الكتب خير خدين
وخذوا الكتاب فإن أنسي مصحفي******* أتلوه بالترتيل و التلحين
و خذوا المصاحف، إن بين جوانحي ****قلباً ينور يقينه يهديني
الله أسعدني بظل عقيدتي..**** أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟
...
وإلى اللقاء في كوكب آخر ...