[www1]

خريجو الأحياء الدقيقة يبحثون عن درجة (أخصائي) بدلاً من درجة (فني)





بريدة - غالب السهلي

بقيت معاناة خريجي الأحياء الدقيقة الطبية معلقة بالنسبة للوظائف التي استلموها حينما وضعوا في مسميات هي أقل بكثير مما يؤهلهم للوصول إلى درجة الأخصائي في نظام وزارة الصحة، حيث تم توظيفهم على درجة فني أسوة بخريجي المعاهد الصحية وكأن مدة الدراسة والمحصلة العلمية التي تلقوها لم تكن لتنفعهم في مجالهم، الخريجون الذين ذاقوا معاناة طويلة وهم يبحثون عن تعديل وضعهم الوظيفي حضروا لمكتب الجزيرة بمدينة بريدة وفضلوا عدم ذكر أسمائهم لكنهم تحدثوا عن معاناتهم وتحتفظ الجزيرة بأسمائهم حيث قالوا:

البداية والمعاناة

البداية هي من أول يوم تخرجنا فيه من جامعة القصيم قسم الأحياء الدقيقة الطبية وحصلنا على شهادات بكالوريوس أحياء دقيقة طبية عندما تنظر إلى المسمى يتبادر إلى ذهنك من الوهلة الأولى أن المسمى سوف يحصل على أعلى درجات التخصص بحكم الاسم وبحكم المواد التي درسناها في الجامعة التي كانت قريبة إلى مجال الطب بشكل كبير، فمن الطبيعي أن نحصل على أعلى تخصص كما أسلفنا سابقاً، وكما قالوا لنا أيضاً عندما سلمونا الشهادات، إن شهادتنا تؤهلنا لمسميات عالية من التخصص وكلامهم مبني على خطة سير الدراسة التي أتوقع أن من وضعها يعلم إلى أي تخصص أو مسمى يستحقه من تخرج من هذا القسم (إنه أخصائي أحياء دقيقة طبية) هذا المسمى هو المسمى الحقيقي لنا بحكم الشهادة التي نحملها وأعتقد أننا نستحق درجة أخصائي بناء على ما ذكرنا.

وعندما استلمنا شهاداتنا والحمد لله تم تعيننا بعد أربع سنوات دراسة والخامسة كانت تطبيق في المستشفيات وبعد التعيين بدأت المعاناة وبدأت رحلة الإحباط لأن كل الوعود التي تلقيناها قبل التخرج من (إنكم سوف تحصلون على أعلى التخصصات وأعلى المسميات) وبعد التخرج للأسف كان الكلام عكس ذلك تماماً، فقد تم تعيننا على وظيفة فني وهضم حقنا من البداية، مع أننا نستحق أخصائيا بحكم مسمى ومؤهل التعليم الذي حصلنا عليه مع العلم أيضا أن مرتبة فني تفرق كثيراً عن مرتبة أخصائي من حيث التدرج في المستويات ومن حيث الراتب والعلاوات.

خلل إداري

هنا نأتي للمعاناة الثانية وهي النواحي الإدارية فكما أسلفنا أننا حصلنا على مسمى فني، ولاحظ المسؤولون أننا لا نستحق هذا المسمى (فني) وبدأوا في لملمة الأمور وطلبوا منا أن نملأ استمارة (101) لتحسين المستوى من فني إلى أخصائي هذا الطلب تم من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم بناءً على طلب من الوزارة لتحسين أوضاع من لم تحسن أوضاعهم وهم يستحقون ذلك وقمنا بتعبئة الاستمارات وأخبرنا مديرية القصيم أنهم بعثوا الاستمارات إلى الوزارة وما هي إلا مسألة وقت وسوف تحسن أوضاعكم عن طريق الوزارة نفسها، لكن للأسف هذا الوقت أصبح خمس سنوات فمنذ تاريخ تعيننا في تاريخ 20-2-1426هـ ونحن ننتظر تحسناً ولم يحدث شيء، إلا الآن والمشكلة الكبرى هي أنهم قالوا لنا من بداية التعيين سوف تحسن أوضاعنا ولكن سوف يتم ذلك بالترتيب وبالمفاضلة، ومضى على ذلك سنتان، ونحن ننتظر الترتيب، وقد قالوا لنا أيضا إن هناك أرقاما متوافرة وشاغرة ونحن ننتظر أمراً من الوزارة حتى يتم تحسين أوضاعكم، كل ذلك تم ونحن إلى الآن منتظرين بحكم أنهم قالوا لن يسبق أحد أحداً وسوف يتم كل شيء بالترتيب، وفجأة ومن دون ترتيب ظهر لنا قرار يقول إن من تعين خارج المدينة وهو من أهل المدينة وطالب بتكليفه إلى منطقته أحق بشغر الأرقام منكم وتم إعطاؤهم أرقاماً من مديرية القصيم وحسنت أوضاعهم خارج منطقة القصيم إلى أخصائيين ثم تم ندبهم إلى منطقة القصيم بناء على طلبهم وبموافقة مديرية القصيم، وذلك بإعطائهم أرقاماً متوفرة عندهم وتصرف لمن أرادوا، وعندما طالبنا بحقنا وقلنا لماذا لا تصرف لنا أرقام مثلما يحدث لهولاء الذين حسنت أوضاعهم يقولون لنا هذا نظام، أي نظام لكن كيف قيل لنا كل شيء بالترتيب ولم نجد إجابة شافية.

المعاناة لم تنته فبعد أن أصبح التعيين عن طريق ديوان الخدمة المدنية الذي يوظف حسب الأماكن الشاغرة فقد آن لأحلامنا أن تتبخر حيث سيضيع علينا الترتيب والمفاضلة وصار لنا رقم جديد في الديوان (رقم طلب الخدمة المدنية) وهذا الرقم أيضا صار لنا حكاية معه، حيث إن هذا الرقم ممكن أن يتجدد إذا أتت دفعة جديدة أي لو كان رقمك في السابق 60 وجاءت دفعة جديدة سوف يصبح الرقم 300 ومسلسل انتظر ترتيبك ما زال مستمراً.

نقاط مهمة

هناك دفعة تخرجت قبلنا وتم تعيينهم على وظائف أخصائيين مع العلم أن فرق تعيينهم عن تعييننا في حدود ثلاثة أو أربع شهور.. السؤال المهم: لماذا هؤلاء حسنت أوضاعهم عن طريق المديرية ولم تحسن أوضاعنا مع أن الفارق الزمني وعدد المطلوب تحسين أوضاعهم ليس بكثير؛ أي أن مصدر القرار كان بإمكانه إصدار قرار تحسين أوضاعنا أسوة بزملائنا ممن سبقونا وحسنت أوضاعهم في نفس المدينة.

ووضع خريجو الأحياء الدقيقة سؤالاً مهماً ويجيبون عنه ألا وهو: لماذا نحن نطالب بتحسين مستوانا في منطقتنا؟ الجواب يكمن في أننا -ولله الحمد- رغم هذا الظلم متفانون في عملنا ونعمل بشكل يرضي رب العباد أولاً، وبحكم أن الأغلبية تعمل في المستشفيات نعمل أيضاً في خدمة المرضى الذين هم أهل لنا ولأن إدارات المستشفيات أولتنا الثقة في شغل مناصب في المستشفى ومناصب حساسة تتطلب أناساً أكفاء ولله الحمد نحن على قدر من الثقة وتحمل المسؤولية، فلو ذهب أحد منا خارج المنطقة أجزم أنه سوف يترك مكانه شاغراً وصعب أن يُعوض بسرعة والمستشفيات ليست بحاجة لتبني أفراداً جدداً وتعليمهم بقدر ما هي تحتاج أناساً أكفاء لهم خبرتهم في مجال عملهم في ظل ما تشهده المستشفيات من ازدحام كثير