[l3b]

حين لمعت في ذهني فكرة الكتابة عن العازفين في هذه المدينة التي تموج بالمتناقضات ؛ رحت أتأكد مما سمعته , فكان أن وقفت على تسجيلات السلسال الذهبي أسأله عن كثرة العازفين , فلم يبخل عليَّ صاحبها الفلسطيني في أن يقول بـثقة عجيبة وقد مطّ شفته الشفلى : شراء الأعواد من الشباب والكهول كثير , والجلسات الخاصة المسجلة لعازفين مغمورين كثير كذلك !

بريدة المدينة المحافظة يعكف أكثر شبابها على عزف هذه الآلة , بل يحرصون على أن يسجلوا أغانٍ بأسماء مستعارة , كما فعل كبيرهم المطرب عزازي , فإذا الاستراحات والشقق تموج بالعازفين , والشباب المعجبون والمتذوقون يتزاحمون على سماع العزف , فكان أن عُرفت أسماء الاستراحات والشقق الشهيرة بالسهرات الغنائية , ولمعت أسماء مطربة في سماء بريدة تحذق الفن الطربي !

إنني أجزم بأن عزف العود في بريدة بات اليوم ظاهرة تقض مضاجع الدعاة , بل تؤرق أولياء أمور الشباب سواء الذين يمارسون العزف أو الذين يستمعون , حيث اللهو والانصراف عن معالي الأمور , فلو تأملنا في طاولات الطلاب لوجدنا رسومات العود وبجانبها اسم مطربه المفضل مشفوعة ببيت أو بيتين من أغانيه التي تعجبه !

على أن من الحق أن نقول إن سيارات كثير من الشباب لا تخلوا أدراجها عن عدد لا بأس به من تلك الأشرطة أو السي دي التي تحوي جلسات خاصة لأولئك العازفين , دليل ذلك أن الأغاني الجديدة التي تطرح في الأسواق لا تلبث كثيرًا حتى يقلدها أولئك العازفون , فهم جذلون ومولعون بالتقليد !

وإنك – عزيزي القارئ – لتسمع غير ما واحد من الشباب يترنم بنغمة عزف العود من غير العازفين , فيخيّل إليك أن العزف يسري في عروق وأوردة كثير من شباب بريدة !