|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
|
أقبل الشهر الحبيب , فهلاّ سكت الزاعقون بالكواكب !
أقبل الشهر الحبيب رمضان .
كيف لا يُحَـبّ وقد أقبل بشيرا بالصيام ؟! ذلك الركن الركين من أركان الدين . وكيف لا يُحَـبّ وفيه تصفد المردة , وتنشط النفوس للعمل , وتتوق الأرواح للجنان بقرب رب رحيم مرحبا به من شهر , ومرحبا بصيامه من ركن . قد أقبل , فاللهم تفضّل على عبيدك بالقبول . ( 1 ) مما يقرّه الفلكيون من أحوال القمر : أن سرعة دورانه في الفضاء غير ثابتة . وأن مساره ايضا في الفلك غير ثابت . ذلك لأنه تتنازعه جاذبية الأرض وجاذبية الشمس , إضافة إلى تأثير الكواكب السيارة القريبة من الأرض عليه . قد هلل الفلكيون عندما استطاع الفلكي ( براون ) وضع جداول تفصيلية لحركة القمر وظنوها فتحا لا يأتيه الباطل , ولا يترك أدنى مجال للخطأ . لكنهم اكتشفوا بعد زمن طويل أن جداول براون تلك انطوت على أخطاءعكفوا على تعديلها !! فما قول الفلكيين لو أنهم ألزموا الناس بقوانين براون التي كانت قرءانا فلكيا ؟! إن عملهم اليوم لا زال جاريا على تلك الجداول حتى ساعتنا يضاف أن جداول براون هذه ليست كافية وحدها لمعرفة وقت شروق القمر وغروبه وميلاده , بل لا بد معها من الاستعانة بقوانين دوران الأرض أيضا , مما يجعل احتمال الخطأ أكير ولأجل هذا صار بعض خبراء الفلك يطالب اليوم برصد ميلاد القمر من عدة مناطق في العالم ولسنوات عديدة عبر ( مناظير ) المراصد , لأجل قياس مدى دقة نظريات دوران الأرض ونظريات دوران القمر وكفاءة تلك النظريات في تحديد لحظة ميلاد القمر !!! إذن ! دقـّة تلك النظريات لا تزال محل شك . ( 2 ) لنترك النظرية وننظر في التطبيق . إننا في كل عام نواقع اختلاف كلمة المشتغلين بالحساب الفكي . يؤكد أحدهم أن ميلاد القمر في لحظة كذا , فيأتي آخر ويخطـِّئه, وهو ما يؤدي غالبا إلى مطاحنات عبر صفحات الجرائد . فلئن كانوا أدق من أعيننا ! فلماذا اختلفت حساباتهم ؟! وأيهم يريدون أن نتبع ؟! إننا مع تطبيق شعيرة الترائي لم نختلف في البلد الواحد عليها , أما إن طبقنا حسابهم واتبعناهم فسوف يسببون اختلاف أهل البلد الواحد هل حساب فلان هو الصحيح أو حساب علان . إن المتجرد للعقل والحقيقة يكفيه ذلك الاختلاف دليلا على عدم الثبات في معطيات نظريات دورة القمر والأض لميلاد الشهور القمرية , وبالتالي عدم موثوقيتها سواء جاء الخلل من داخلها – كما أسلفت _ من عدم دقتها أو ثبوت صوابها , أو جاء من أخطاء المشتغلين عليها لكونهم يتعامون مع أرقام وقياسات ولعل من طرائف الأمرما تناقله الناس عن مقابلة على الهواء أجرتها قناة المجد مع الأستاذ عبد الله الخضيري المحتسب الشهير بترائي الهلال – جزاه اله خيرا وحفظ عليه بصره - أكّد الأستاذ أثناء المقابلة أنه يرى الهلال - الآن - قبل غروب الشمس في مكان كذا , فعارضه بعض المشتغلين بالفلك لحظتها وأكدوا استحالة أن يكون ذاك هو الهلال لأنه كما قالوا (((( يخالف ما في حسابهم الفلكية )))) فما كان من مصور المجد إلا أن قرب زوم الكامرة تجاه إشارة الخضيري ليتضح الهلال جليا لكل المشاهدين بالمكان الذي بيّنه الأستاذ , فبهت القوم , وزعموا أنهم ( سيراجعون ) حسابهم . تلك المعطيات والحوادث تعيد الأمر إلى نصابه , وتشهد أن العين أصدق إنباءً من الكتب مصداقا لقوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه ... } الآية وقوله صلى الله عليه وسلم ( صوموا لرؤيته .... ) الحديث ( تروه .... ) الحديث ( تروا الهلال ... ) الحديث ....... فالعين لا تخطئ , وإنما الذي يخطئ كثيرا هو العقل . ( 3 ) العين تنقل الحقيقة الماثلة كما هي بينما يعتمد الحساب الفلكي على التقدير والتوقع المبني على حسابات عقلية , والتقدير العقلي معرض للزلل كثيرا . وعليه : فلا نجد شخصا يشعر بالتأثم أو عدم الطمأنينة إن صام حسب إعلان رؤية الهلال . بينما تجد الإنسان غير مطمئن القلب عندما يصوم على نتيجة الحساب والتقدير . لم كان هذا ؟ لأن الأول صام بناء على حقيقة واقعة ملموسة , هي الرؤية , بينما الثاني صام على تقدير وتوقّع . وما أكثر ما يخطئ التقدير والتخمين . إن رؤية العين شعيرة منصوص عليها بنصوص صحاح صراح أما الحساب فيقوم على حرف نصوص الترائي عن ظاهرها ! لينقلنا من عالم الحس الأوكد ( الترائي ) إلى عالم التخمين والتقدير . فأيهما أولى بالتبجيل والاحترام ؟ ( 4 ) احتجاب القمر خلف الغبار أو السحاب الذي يعطل رؤية العين , ليس محل إشكال . ذلك لسببين : الأول : أن الله استعبدنا بما طلب منا لا يغضبه أن نعبده كما شرع , بل يرضيه ذلك عنا , وقد طلب منا أن نصوم إذا ( رأينا ) الهلال , ونبدأ شهر الحج منذ ( رأيناه ) الهلال , ولهذا لم يفت الشريعة السمحة الغراء تأكيد عدم الحرج , فجاء النص : ( فإن غـُمّ عليكم ... ) الحديث وهذا كاف وحده لطرد تباكي المتحمسين من المشتغلين بالفلك على حالنا يوم نصوم أو ونفطر ونحج على غير ميلاد القمر – وفق حساباته غير الثابتة - . الثاني : أن مناظير المراصد تطورت وصارت تقرب الرؤية وتكشف ما يسبح في الأفلاك البعيدة , فأسهل أن تكشف مكان القمر خلف قترة الغبار أو خفيف السحاب . اقول : ربما ظن البعض أن رصد القمر بمناظير المراصد الفلكية نوع من الحساب المخالف لشعيرة الترائي بالعين , وهذا غير صواب , بل هو من الرؤية العينية لا من الحساب . ( 5 ) في كل عام , وعند إقبال رمضان , أو دنو حج , تثور زوبعة مكرورة مكروهة يثيرها بعض محبّي الشهرة , أو الطائشين المتحمسين لصناعتهم . لئن كان بعض المشتغلين بالفلك مؤدبا لم يجاوز الحكمة , يطرح حسابه وتوقعه ويربط ذلك بمشيئة الله الخالق المدبّر , ويحترم المترائين ويقدر قرارات الهيئات المختصة فإن منهم من يلتذّ بالتعالي عن ربط تقديراته بمشيئة الله لا يقيم لعظمة الشعائر ونصوص الشرع كبير وزن في نفسه , قد حصّل من علم الفلك طرفا فظنه جلس على عرش العلم وصار مرجع الفتيا , ودهقان تفسير النصوص الشرعية . استهزأ بمن يعمل بشعيرة الترائي , ووصفها بالبدائية التي تعتمد على نيشان من حبل الغسيل ! أرادنا أن نكذب ( عيوننا ) أوشهادات إخواننا الذين وأه الهلال ((((( رأي العين )))) لنلزم ( تخمينه الفلكي ) الذي توصل إليه من داخل غرفة معزولة , فجعله القرآن المقدس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ! وصل الطيش بمخذول حقير الشأن بعد أن أعلن مجلس القضاء الأعلى ثبوت الرؤية على غير ما حسب هذا الحسّيب المعصوم , تبجح فثار وأزبد وأرعد ووخطـّأ البيان وجرّمه , مطالبا بالتحقيق مع هؤلاء الشهود الذين رأوا الهلال , والذين يصوّموا الناس في شعبان ويفطـّرونهم في رمضان ثم محاكمتهم . كان الأولى به وقد رأى نظرياته العصماء تخطئ مرة بعد مرة بشهادة شهود كثر عدول برؤيتهم الهلال , كان الأولى به أن يتّخذ هذا حافزا ليراجع حساباته ويعيد النظر بقناعاته , بدل النيل من المترائين وتكذيب الناس بأعينهم وتسفيه قرارات مجلس القضاء الأعلى . يا أخانا : احسب كما تشاء , وليقابلوا معك بقنواتهم وصحفهم كما تحب , وقرر كما يروق لك , لكن ...! لا تجعل من نفسك مفتيا تحرّم الترائي , ومفسرا تخوض في آيات الله , وحاكما على علمائنا تكشف شنائع أغلاطهم – كما تراءى لك – افعل ما تحب وصم وأفطر متى شئت , أما المسلمون الذين يحبون أن يعبدوا الله كما شرع دون ريبة ,فدعهم يتعبدون لله بإقامة ما نص عليه كتابه العظيم وسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - من شعائر إحداها شعيرة ( الترائي ) . فما إثمهم يوم شـنـّعت بهم وبعلمائهم عندما أقاموا شعيرة عليها نصوص صريحة ؟! وأين مستندك يوم شرعنت حسابك لتحله محل الترائي إلا تأويل النصوص الشرعية عن ظاهرها , والتقدير العقلي لظواهر الكون ؟! *
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا *** في حياتي سبرت الناس فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 20-07-2010 الساعة 06:50 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|