[محمد الشقيران]

العبيد: ما أثبتته دراسة «متبقيات المبيدات» مؤشر خطير على مستقبل هذه الصناعة
مطالب بتكثيف الرقابة على التمور للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك ..
محمد الشهري من الرياض
طالب مختصون زراعيون بتدخل الجهات المسؤولة لمعالجة وضع التمور السعودية التي أكدتها
دراسة صادرة من جامعة الملك سعود بتجاوزها الكميات المسموح بها من المبيدات الضارة على
الإنسان، وذلك للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
وأكد لـ"الاقتصادية" الدكتور راشد العبيد مدير محطة الأبحاث والتجارب الزراعية في قسم الإنتاج النباتي في كلية علوم الأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود، أن نتائج الدراسة التي أعلنتها جامعة الملك سعود بخصوص وجود متبقيات للمبيدات في بعض التمور المحلية تفوق الحدود المسموح بها، تستدعي وقوف الجهات المسؤولية من حيث تكثيف الرقابة على مزارع إنتاج التمور وعلى المزارعين.
وأضاف أن الدراسة التي أجراها الزميلان الدكتور محمد السعيد والدكتور صالح الدوسري بينت أن هناك الكثير من المواد الكيماوية التي تجاوزت الحدود المسموح بها عالميا، وهذا مؤشر خطير قد يتسبب في حال إذا لم يتم علاج هذا الوضع إلى الإضرار بسمعة التمور السعودية محليا وخارجيا مما يهدد مستقبل صناعة التمور في المملكة، قائلا: "إن الطلب العالمي على التمور السعودية قد ينخفض في حال انخفاض جودتها وارتقائها إلى المواصفات والمقاييس العالمية المرغوبة".
وأشار إلى أن على الجهات المسؤولة التخلص من المبيدات الضارة المتوافرة في الأسواق وفرض استخدام المبيدات الآمنة، أو استخدام طريقة الزراعة العضوية في إنتاج المحاصيل الزراعية وخاصة التمور، وإلزام المزارعين ومتابعتهم للحفاظ على فترة التحريم بعد الرش والتأكد من انتهائها قبل بيع المحصول في السوق.
ولفت أن على المستهلك أن يبحث عن التمور الجيدة أو شرائها من قبل المزارعين الحريصين على تطبيق نظام الزراعة العضوية إن أمكن أو الذين يستخدمون مبيدات آمنة، وفي حال شراء هذه التمور فعلى المواطن أو المقيم أن يغسل التمور جيدا قبل الأكل لكي يتخلص من بقايا المبيدات والملوثات الكيماوية.
من جهته، دعا الدكتور صالح الدوسري إلى ضرورة متابعة متبقيات المبيدات بالتمور وذلك من أجل سلامة المستهلكين لهذه التمور، وكذلك التقيد بفترات التحريم لكل مبيد والتوقف عن رش المبيدات على التمور بعد البدء في تلون التمور، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك متابعة مستمرة لمزارعي النخيل على مستوى المملكة من قبل مديريات الزراعة بالمملكة ومتابعة وإرشاد المزارعين من أجل الحد من وجود مثل هذه المخالفات.
لذلك من الضروري تكثيف الحملات الإرشادية للاستخدام الآمن للمبيدات بين المزارعين وحثهم على استخدام المبيدات الآمنة والجديدة التي تتميز بقصر فترة التحريم والتوقف عن استخدام المبيدات التقليدية القديمة وذلك لوجود بدائل آمنة وتتحلل بسرعة. كما أنه من الضروري التقليل من استخدام المبيدات ما أمكن وتطبيق طرق المكافحة الأخرى للحد من هذه التجاوزات الخطيرة في التمور المسوقة محليا.
وكشفت دراسة التي أجراها كل من الدكتور محمد حمزة السعيد والدكتور صالح بن عبد الله الدوسري، بالتعاون مع كرسي أبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك سعود بكلية علوم الأغذية والزراعة، أن التمور في ثماني أسواق في مدينة الرياض ملوثة ببقايا مبيدات تتجاوز أحيانا الحد الأعلى المسموح به دولياً ست مرات.
وخلصت الدراسة التي حملت عنوان "مراقبة متبقيات المبيدات في التمور باستخدام جهاز تقنيات التحليل الكروماتوغرافي الغازي وطرق استخلاص مختلفة"، إلى أن متبقيات مبيد الدايمثويت بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بالنسبة المسموح بها دولياً لمتبقيات المبيد، وكذلك مبيد الكلوربيرفوس، إذ كان مستوى متبقيات المبيد أكثر من ستة أضعاف مقارنة بالنسبة المسموح بها دولياً.