|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: بريدة
المشاركات: 16
|
وفاة نورة أبا الخيل مواعظ وعبر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما مر معكم في موضوع سابق فقد توفيت الصالحة أم علي نورة سليمان أبا الخيل رحمها لله زوجة الشيخ عبد الله بن محمد المسند حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية توفيت هذه المرأة يوم 5/6/1432 هـ بعد مرض ألم بها ما يقارب ربع قرن كانت معه محتسبة وراضية ولم يحصل منها في يوم تسخط ولا إظهار عدم رضى بل مازادها المرض إلا رجوعا إلى الله وحمدا له على ما أنعم به عليه وهاهي كلمتها التي ستبقى على مر التاريخ قالتها وهي تعاني من فشل كلوي وأصبح جسدها يحوي أمراضا لا تعد ولا تحصى ومع ذلك كانت تقول إن كنت في الجنة سأكون على ما أنا عليه فهذه أكبر نعمة. الله أكبر!! رضى ومعرفة حقيقية لفضل الله على عباده ولن أطيل عليكم بما كانت تعرف به من حسن خلق ومن عبادة ومن صمت إلا في الخير ومن احتساب ومن إصلاح ذات البين حتى ما بين من يكبروها سنا ومن أمر بمعروف ومن نهي عن منكر ومن ملازمة بيتها ومن تواضع ومن صبر وتحمل ومن بر بوالديها في حياتهم وبعد مماتهم ومن بر لزوجها وأهل زوجها ومن صدقات في السر والعلن ومن ومن .... لا إخواني لن أتكلم عن هذا بل سأتكلم عما جازاها الله به في الدنيا عما عرفت به من هذه الأعمال حتى تكون لنا عبرة وعظة قال تعالى : (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ساتكلم إخواني على ما حصل بعد وفاتها وما وفقت له من خير. نعم فإنها لم تمت في المستشفى على كثرة ترددها عليها بل توفيت في بيت ابنها أحمد وفقه الله لكل خير وماتت وهي تلهج بذكر الله شربت من ماء زمزم وكان آخر كلامها لا إلاه إلا الله، بعد وفاتها لم تدخل الثلاجة وغسلت في بيتها وغسلها بناتها وأخواتها وشيعت من بيتها على الأقدام إلى مسجد حارتها وصلى عليها زوجها وامتلأ المسجد عن آخره بل صلى الناس بالخارج على سعة مسجد "الحبيب" وامتلأ الشارع وكذا الشوارع إلى إشارة المنجم بالسيارات وقد تاثر سكان الحارة بوفاتها وبالصلاة عليها في مسجدهم حتى قال قائل منهم غفر الله لها بما أحيته في قلوبنا من تذكر الاخرة. ثم بعد أن صلى عليها زوجها حملها المحتسبون ومنهم أولادها وأحفادها ومحبوها على أكتافهم من المسجد إلى المقبرة وحسبت الوقت إلى المسجد قرابة عشرين دقيقة وصلى عليها كذلك في المقبرة جمع من الصالحين وقبرها أبناؤها وعلى رأسهم علي حفظه الله وقاموا بعد أن غطى التراب قبرها على رأسها ودعوا لها بالثبات ما يقارب ثلث ساعة ثم إنهم لم يقبلوا التعازي في بيتهم ولم يقوموا بما ابتلي به الناس من مآدب وأكل وشرب كأنهم لم يمت لهم أحد بل عملوا بوصية أمهم حيث كانت تكره هذه الاجتماعات التي يكثر فيها الغيبة والنميمة وكثير من المخالفات الشرعية. ثم إن أولادها تصدقوا بكل مالها برا منهم بها. وقالت امراة ممن يعرفها لو أعلم أن ابنائي سيفعلون ما فعله أبناء نورة من تطبيق لهذه السنن لتمنيت الموت الآن . أسأل الله أن يغفر لهذه المراة الصالحة التي طبقت فيها سنن ماتت في هذا البلد الذي هو بلد العلم والعلماء وأساله أن يجزل لها العطاء وأن يتوب عليها ويرفع درجاتها وأن يصلح زوجها وأبناءها ويثبتهم على الحق ويهديهم سبيل الرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
ومامن كاتب إلا سيفـنـى ويبقـى الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يــسرك في القيامة أن تراه كتبت وقد أيقنت يوم كتابتــــي بأن يدي تفنى ويبقى كتابها فإن كتبت خيراً ستجزى بمثلها وإن كتبت شراً عليَ حسابها فإن لم تجد قولاً سديداًًً تقوله فصمتك عن غير السديد سَدادُ |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|