بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رمضااان الأخير!!!!!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-07-2011, 09:42 AM   #1
حايط أهلي
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
البلد: ماليزيا
المشاركات: 39
رمضااان الأخير!!!!!!



بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان من افترض صوم شهر رمضان على أمة الإسلام ، وحياهم بالفضل والإحسان ،
وخصهم فيه بالعتق من النيران ، فقال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام )
فجعله صحة للأبدان ومطهرة للقلب واللسان من الذنوب والعصيان ، وأنزل فيه على سيد البشر ترخيصاً في الصوم لمن أصابه مرض وضرر ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) فسبحان اللطيف المنان الذي منَّ على هذه الأمة بتمام إحسانه وجاد عليها بفضله الوافر وامتنانه ،
وجعل شهرها مخصوصاً بعفوه وغفرانه ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) .

روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم نه قال : ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله تعالى عتقاء من النار في كل ليلة من صيام رمضان ) .
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) ، وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم جل جلاله يقول كل حسنة يعملها ابن آدم تضعف له من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة من النار ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك فإن كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم ) . رواه الترمذي
وعنه أيضاً ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) ، وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلى لله عليه وسلم : ( للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ) رواه البخاري ومسلم .

( إخواني ) هذا شهر رمضان شهر الصفاء والمعاملة والوفاء فطوبى لأقوام صاموا عن الشهوات وقاموا في الخلوات ، يتلون من آيات ذكره صحفاً ، ضاعف لهم بصيامهم أجورا ، ووعدهم في الجنة قصوراً وغرفا ، وقبِل اليسير من أعمالهم وتجاوز عن قبيح أفعالهم وعفا ، ويا خيبة الغافلين قد حرموا الوصال وخصوا بالقطيعة والجفا ..

يا ناقضين العهد كم هذا الجفا
توبوا فقد وافاكموا شهر الصفا
شهر الرضا والعفو عن زلاتكم
والله فيه عن الجرائم قد عفا
شهر على الأيام فضل قدره
وعلا على كل الشهور مشرفا
فأحيوا لياليه المنيرة كلها
وأجروا لفرقته الدموع تأسفا

يا هذا اغتنم زمان الأرباح فأيام المواسم معدودة ، استدرك ما بقي من ليال الصوم فساعاته مشهودة ، جد في طلب الغنائم فأعمال الصائم منقودة ، وقد قيل إن الصائم نومه عبادة ونفسه تسبيح ودعاؤه مستجاب وعمله مضاعف ، وكيف لا يكون ذلك كذلك وقد منع نفسه الشهوات وترك اللذات ، فآثر نصيب مولاه على نصيبه من الملاذ والشبهات ، وأطاع أمر معبوده وتلذذ بركوعه وسجوده ..

عبد الله إن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نُكثِر من ذكر الموت، فقال: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادمِ اللَّذَّاتِ". ولم يحدِّد لنا وردًا معينًا لتذكُّرِه، فلم يقُلْ مثلاً: تذكروه في كل يوم مرة، أو في كل أسبوع مرة، أو أكثر من ذلك أو أقل، ولكنه ترك الأمر لنا، نتفاوت فيه حسب درجة إيماننا؛ فبينما لا يتذكر بعضُنا الموت إلا عند رؤية الموتى، أو عيادة المرضى، أو عند المواعظ والدروس، تجد أن عبدالله بن عمر-رضي الله عنهما- كان يقول: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ".

إذن افترض أن رمضان القادم هو رمضان الأخير افتراض واقعي جدًّا، ومحاولة الوصول إلى هذا الإحساس هو مطلب نبويٌّ، والمشاهدات العملية تؤكِّد هذا وترسِّخه.. فكم من أصحابٍ ومعارفَ كانوا معنا في رمضان السابق وهم الآن من أصحاب القبور! والموت يأتي بغتةً، ولا يعود أحدٌ من الموت إلى الدنيا أبدًا.. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100].
فالعودة من الموت مستحيلة، وكل الذين يموتون يتمنون العودة، إنْ كان مسيئًا ليتوبَ، وإن كان مُحسِنًا ليستزيد! فماذا لو مِتنا في آخر رمضان المقبل؟! إننا -على كل الأحوال- سنتمنَّى العودة لصيام رمضان بشكل جديد، يكون أكثر نفعًا في قبورنا وآخرتنا.. فلنتخيَّلْ أننا عُدْنا إلى الحياة، وأخذنا فرصة أخيرة لتجميل حياتنا في هذا الشهر الأخير، ولتعويض ما فاتنا خلال العمر الطويل، ولتثقيل ميزان الحسنات، ولحسن الاستعداد للقاء الملك الجبَّار.

هذا هو الشعور الذي معه ينجح إعدادنا وعملنا بإذن الله في هذا الشهر الكريم.. وليس هذا تشاؤمًا كما يظنُّ البعض، بل إن هذه نظرة دافعة للعمل، ودافعة -في نفس الوقت- للبذل والتضحية والعطاء والإبداع..
ولقد حقَّق المسلمون فتوحات عسكرية كثيرة، ودانت لهم الأرض بكاملها بسبب هذه النظرة المرتقِبة للموت، الجاهزة دومًا للقاء الله.

رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ

عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ

وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ *** فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ

اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ

لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ

وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم ***ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ

وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ

والحمد لله رب العالمين



حايط أهلي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)