[الحبّوب]

لن اتحدث عن علاقتي الشخصية بالشيخ ..

ولن اتحدث عن اول لقاء لي به عندما استقبلني مع بعض الاخوة وكيف احسست من اول مصافحة له اني اقرب الناس الى قلبه بعفويته وبسطاته ..

لن اتكلم عن تفقده لي دوماً حينما اطيل الغياب عنه ..

عفوا قد لا تصدق ان هذه هي اخلاقه مع جميع من يعرفه ..

لا زلت اتذكر تلك السارية في الحرم حيث كان يتكي عليها حينما يكون في مكة ..

كنت امر من عندها الظهر فاجده يقرا القرآن ..

العصر يقرا القرآن ..

المغرب ..

الفجر ..

حتى خيل لي انه لا ينام !!

لا اذكر اني زرته فوجده فارغا او مضيعا لوقته فلا بد ان تجد عنده احد يقرا عليه من احد الكتب او انه يلقي كلمة على بعض زواره ..

عندما دخلت جامع الملك خالد قبل اذان العصر بنصف ساعة ووجدته قد انتصف بكثرة الناس على سعته ايقنت قيمة تلك المحبة التي وضعها الله في قلوب الناس لشيخ امتد عمره حتى قارب المئة عام قضى معظمها معلما وداعيا للخير ..

صليت السنة وجلست انظر في الداخلين ..

رأيت الشيخ خالد الشريمي زوج بنت الشيخ وقد اغروقت عيناه بالدموع ..

هذا الشيخ عبدالرحمن البراك على كبر سنه قد اتى متكئا على يد احد طلابه النجباء ..

هذا الشيخ عبدالله المطلق ..

الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي ..

الشيخ محمد بن حسن الدريعي ..

وغيرهم كثير ..

علماء وطلبة علم واخوان ..

التفت علي من بجانبي قائلا بعد الاذان : لقد امتلأ الجامع ..

لم استغرب ..

وكيف استغرب والمتوفى هو الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل ..

دخل الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ مفتى عام المملكة ..

اقيمت الصلاة ثم بعدها تقدم سماحته وصلى على جنازة الشيخ مع مجموعة من الجنائز ..

ثم خرجنا الى المقبرة

وهناك تساقطت دموع المحبين على فراق شيخ العلم ..

في المقبرة قد لا ابالغ ان قلت ان الحضور ربما فاق على صلوا عليه في الجامع ..

من العصر حتى قرب المغرب استمر الدفن ..

كل يريد المشاركة ..

كان الشيخ العطير الحميد وفهد واحمد القاضي وسامي الصقير والسدحان والرشودي والخميس وخالد السعدي المشرف على برنامج قافلة الخير وكثير موجودين ..

رحم الله الشيخ وجعل قبره روضة من رياض الجنة ..